أمنيو “داعش” وأذرعه في صفوف هيئة تحرير الشام والجيش الوطني
إدلب ـ نورث برس
أجبرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي خلال حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في شمال شرقي سوريا، أمراء وعناصر ينتمون لهذا التنظيم خلال السنوات الماضي، مع استمرار ذلك حتى اللحظة، على إيجاد منأى لهم وحاضنة تحميهم.
ووجدوا في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، والجيش الوطني ضالتهم، حيث تقلد بعضهم مناصب أمنية وأخرى قيادية وبعضهم بات حجة من أصحاب القرار وسط صمت الاستخبارات التركية عن ذلك مع علمهم يقيناً به.
وأشار مصدر من أمنيي هيئة تحرير الشام، في حديث لنورث برس، إلى أن القائمة بأسماء أمراء وأمنيي “داعش” في صفوف المعارضة المسلحة، “تطول”، لكنه أضاف: “سأسرد بعض الأسماء المتواجدة في صفوف الهيئة والجيش الوطني وبعضهم على علاقة وطيدة بالاستخبارات التركية”.
ومن الأسماء التي ذكرها المصدر لنورث برس، “أبو المغيرة الشامي”، واسمه محمود طه من أهالي بلدة قارة في القلمون الغربي، وهو الآن أبرز المشرفين الأمنيين على سجون الـ106 في القاطع الشمالي (الدانا وسرمدا وصولاً إلى مخيمات أطمة).
و”أبو المغيرة الشامي”، صاحب سجل في الانتهاكات بحق سكان مدينة الباب خلال عهد سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة، حيث كان يشغل منصباً في الجهاز الأمني للتنظيم تحت إمرة أبو حامد الجزراوي وأبو سفيان التونسي.
وبعدها انحاز نحو منبج ثم الرقة ليصل إلى ديرالزور، بفعل ضربات التحالف وتقدم قوات سوريا الديمقراطية، حيث تمكن من الهرب عبر مهربين نحو منطقة الراعي وصولاً إلى إدلب وبفعل الوساطات والتقارب مع أمراء في “جبهة النصرة” خلال العام 2018 تمكن من الدخول في جهاز أمن الجبهة وبات من أبرز أمنييها.
ومن الأسماء أيضاً، “أبو عدي الجزراوي”، واسمه عزام الدوسري، “وكان مسؤولاً عن مكتب السبايا (المختطفات الإيزيديات) في مدينة البوكمال والقائم العراقية ضمن ما يسمى آنذاك (ولاية الفرات).
وسجلت بحقه عشرات الانتهاكات بحق النساء الإيزيديات وأبنائهن، وهو الآن يعمل ضمن ما يعرف بهيئة الزكاة التابعة لحكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام،
إذ تمكن في العام 2017 من الوصول إلى إدلب بتنسيق مع حركة أحرار الشرقية (وتحديداً عبر المدعو أبو الوليد شقرا) مقابل 12000 دولار، وحالياً يدخل ويخرج إلى تركيا ببطاقة (تجارية) لغايات تجارية مع المدعو “أبو عادل سكسوك” صاحب شركة “سكسوك” للصرافة والحوالات.
وأبرز الشرعيين العسكريين في هيئة تحرير الشام حالياً، حيش الحمصي، وفي عهد تنظيم “داعش” كان يلقب بـ”أبو عبيدة الراوي”، وهو عمر الراوي، وكان من شرعيي التنظيم في ولاية البركة كما كانت تسمى وتحديداً في قاطع الشدادي وما يتبع له.
و”الحمصي” من تلامذة أبو سفيان البحريني أبرز شرعيي الرقة إلى جانب أبو فاطمة القحطاني وعثمان النازح الجزراوي، “نفذ حكم القصاص بما يتضمنه من قطع الرؤوس وجلد وإخفاء للمعتقلين بتهم تتراوح بين العمالة والكفر وبأدلة لا أصل لها للعديد من المدنيين الأبرياء”.
وحالياً يتولى دورات شرعية في معسكرات الهيئة، إضافة لدورات في الانغماس والعمليات الانتحارية على جبهات إدلب وحلب للعناصر المنضويين ضمن ما يعرف باسم غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تعتبر هيئة تحرير الشام ركنها الأساسي و غيرها من الفصائل.
ووصل إلى إدلب في العام 2019، بعد أن تمكن من الفرار من ريف الرقة، خلال حصار قوات سوريا الديمقراطية للمدينة في العام 2017، باتجاه مناطق الحكومة (ريف حمص الشرقي) ليصل إلى إدلب عبر ريف حماة بالتنسيق مع ضباط في قوات الحكومة تحت إغراءات المال ويبدأ مسيرته مع هيئة تحرير الشام، بعم من مظهر الويسي أبرز أعضاء مجلس الشورى.
وذكر المصدر لنورث برس، اسم منهل التركاوي، الملقب، “أبو رياض التركاوي”، وهو قائد ما يعرف بكتائب خالد بن الوليد العاملة في مدينة سري كانيه/ رأس العين، شمالي الحسكة.
و”التركاوي” كان من “أبرز تجار السلاح والتهريب وصاحب مكانة رفيعة لدى خلايا التنظيم في الرقة ودير الزور بالنسبة لعمليات تأمين السلاح بكافة أشكاله وتأمين تنقلات أمراء التنظيم ما بين تركيا والأراضي السورية”.
ويتمتع حالياً “بمكانة في الجيش الوطني إلى جانب علاقاته القوية مع الاستخبارات التركية”.
ورغم عمله بين عامي 2014و 2018، لصالح ديوان التسليح التابع لتنظيم “داعش” في العراق وسوريا وديوان الجند كعضو فعال بالتنسيق مع أبو جعفر العراقي وأبو حفص الشامي، إلا أنه “لا زال يعيش حرّاً طليقاً كقيادي عسكري في سري كانيه، ويمتلك مزارع وعقارات في عفرين ضمن الأملاك التي استولى عليها تحت راية الجيش الوطني”.
وتم استهداف زعيمين من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وهما أبو بكر البغدادي، وأبو عبدالله القرشي، بغارات من قبل التحالف الدولي، في مناطق سيطرة المعارضة السورية بإدلب وعلى مقربة من الحدود التركية.