تحشيدات الجيش الوطني للمشاركة بالعملية التركية شمالي سوريا “لا تتعدى الحرب الإعلامية”
إدلب- نورث برس
زاد الحديث عن تحشيدات لفصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا على خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، وذلك في أعقاب التصعيد التركي على مناطق شمالي وشمالي شرقي سوريا في العشرين من هذا الشهر، وتزامن ذلك مع تصريحات تركية عن عملية عسكرية برية في المنطقة.
ومنذ العشرين من الشهر الجاري، تشن تركيا غارات جوية بطائرات حربية ومسيرة، إضافة للقصف المدفعي، ضد مناطق عدة في شمال شرقي سوريا، مستهدفة موارد المنطقة الاقتصادية وخاصة النفطية، إضافة إلى نقاط تمركز للجيش السوري وقرى حدودية آهلة بالسكان.
والسبت الماضي قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الجنرال مظلوم عبدي، إن تركيا تتحضر لشن هجوم على كوباني ومنبج وتل رفعت، بالتزامن مع مساعٍ أميركية لإيقاف هذا الهجوم.
وأضاف الجنرال، في مؤتمر صحفي عبر تطبيق “زوم” حضرته نورث برس، أن أميركا وروسيا تعارضان الهجوم التركي وهي “مواقف جيدة، لكن المواقف الدولية يجب أن تكون أقوى لأن تركيا مصممة على الهجوم”.
لكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، شدد على أن “بلاده ستنفذ عملية عسكرية برية ضد مناطق بشمال سوريا في أقرب وقت ممكن”.
حرب إعلامية
وتطرقت العديد من التقارير الصحفية نشرتها وسائل إعلام مقربة من المعارضة السورية، بأن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية جديدة باتجاه الأراضي السورية عبر معبر باب السلامة بريف حلب.
وحول مصدر هذه المعلومات، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: “هناك قنوات فضائية سورية تبث من تركيا، وهنا قنوات أخرى عربية معروفة الانتماء، هي تدعم أردوغان في هذه الحرب الإعلامية”.
وأضاف عبد الرحمن لنورث برس، أنه “لا يوجد حتى اللحظة أي شيء يدل على حشود للفصائل المعارضة الموالية لتركيا أو للقوات التركية في ريف حلب داخل الحدود التركية”.
وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو “صاحب القرار، والفصائل هي مؤتمرة بأوامر المخابرات التركية، وعندما تؤمر بالجاهزية ستكون جاهزة”.
ولكن “حتى الآن لم يصدر أي أمر للجاهزية من قبل المخابرات التركية لهذه الفصائل”، وفقاً لمدير المرصد.
إلى ذلك، نفت مصادر خاصة لنورث برس، وصول أي تعزيزات عسكرية لتركيا إلى مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي.
“تفتقد المظلة السياسية”
وقال الخبير العسكري العميد أحمد رحال، إن “ما أثير عن تحشيدات للجيش الوطني ورفع الجاهزية القتالية وأنه على أهبة الاستعداد، نحن نسمع بهذا الحديث منذ الشهر الخامس”.
وأضاف لنورث برس: “بالنسبة للعملية الجديدة توجد تطورات كبيرة، حيث كان هناك ضوء أخضر روسي للعملية الجوية وفتح الأجواء السورية وكان هناك صمت أميركي”.
وأشار إلى أنه “خرجت بعض الإدانات ولكنها كانت إدانات دبلوماسية لا تصرف سوى على الشاشات”، وشكك بوجود موقف روسي أميركي “هدفه تنفيس الغضب التركي بعملية جوية”.
ولكن عندما بدأ الحديث عن العملية البرية واعتبروا العملية الجوية تمهيداً لها، “رأينا المواقف اختلفت والأصوات ارتفعت لمنعها وعدم السماح بها”.
وقال “رحال” إن “واشنطن وبفيتو قطعي لن تعطي الضوء الأخضر لتركيا للقيام بعملية برية. وروسيا إعلامياً يصرحون أنهم ضدها، وضمنياً يفاوضون”.
وفي سياق المفاوضات كشف الخبير العسكري عن أن روسيا تفاوض تركيا على إعطاءها منغ وتل رفعت مقابل جبل الزاوية وجنوب (m4).
ولكن ذهاب تل رفعت ومنغ للجيش الوطني وتركيا وتواجدهم على خطوط التماس مع نبل والزهراء، “يعد أمراً مرفوضاً إيرانياً، وهم يريدون أن تبقى قسد على حدودهم”.
وبناء على ما سبق، رأى “رحال”، أنه “لا توجد للعملية العسكرية التركية مظلة سياسية”.
وأضاف: “بالمنطق العسكري لا توجد قيادة تخوض معركة بدون وجود مظلة سياسية لأنها ستخسر، حتى وإن ربحت عسكرياً ولكن ستخسر سياسياً، وتدفع ثمناً كبيراً”.
واستبعد “رحال”، قيام تركيا بعملية برية في الشمال السوري، “العملية الجوية لم تعد ممكنة لأن روسيا أغلقت الأجواء السورية بوجه الطيران التركي”.
لكنه أشار إلى احتمالية أن تكون هناك عملية محدودة على أطراف منغ وتل رفعت.
وقال: “الأمور ليست واضحة جداً، ولكن الأكثر احتمالاً أنه لا توجد عملية، إلا أن هذا لا يعني استحالتها”.