تجاهل للتحذيرات وتصعيد عسكري في سوريا.. الدول الضامنة لم تسلم من القصف التركي
القامشلي- نورث برس
في إطار سلسة ضربات جوية وبرية توجهها تركيا منذ ليل السبت ـ الأحد الفائت، على مناطق متفرقة في شمال شرقي سوريا، استهدفت غارات تركية قاعدة للتحالف الدولي وأخرى لروسيا في المنطقة، في تجاهل تركي واضح لكل تحذيرات ودعوات الدول الضامنة لوقف الهجمات وتفادي شن عملية برية جديدة.
ومنذ العشرين من الشهر الجاري، بدأت تركيا بعملية عسكرية جوية استهدفت عشرات المواقع على طول الحدود شمال شرقي سوريا، ولاتزال عمليات القصف البرية والجوية مستمرة بشكل متقطع.
والثلاثاء الماضي، استهدفت طائرة مسيرة تركية، قاعدة مشتركة للتحالف الدولي مع قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة.
وفي بيان، قالت “قسد” إن الاستهداف أسفر عن فقدان عنصرين من مقاتلي وحدات مكافحة الإرهاب لحياتهم، وإصابة ثلاثة آخرين، اثنين منهم خطرة.
وتبعد القاعدة التي يطلق عليها السكان المحليون تسمية “استراحة الوزير” أكثر من 50 كم عن الحدود السورية التركية وتتواجد قيادات رفيعة المستوى من التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية ضمنها.
وفي تعليق لها، اكتفت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الأربعاء، وعبر بيان، بالقول إن “الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركائنا المحليين لهزيمة داعش والحفاظ على أكثر من عشرة آلاف محتجز من داعش في سجونهم”.
وعقب القصف التركي، حلقت مروحيات تابعة للتحالف الدولي فوق قواعدها.
وتنتشر قوات التحالف الدولي في القسم الشرقي من منطقة نهر الفرات وتتمركز في عدة قواعدها أبرزها قاعدة في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور وقاعدة التنف على بعد 24 كم غربي معبر الوليد عند المثلث السوري العراقي الأردني ويعتبران من أكبر القواعد لها.
إضافة إلى قاعدة في الحسكة وواحدة في قرية هيمو بريف القامشلي وقاعدة في قرية تل فارس بالقرب من مطار القامشلي.
واعتبر مصدر عسكري من التحالف الدولي في حديث لنورث برس، أن استهداف القاعدة، “كبير وخطير” في وقتٍ تسعى فيه واشنطن للحفاظ على استقرار المنطقة.
ويذهب البعض في قراءته، إلى أن القصف التركي للقاعدة من شأنه أن يؤجج العلاقات بين تركيا وأميركا، في الوقت الذي تقول فيه واشنطن إنها تعارض أي عمل عسكري تركي يزعزع استقرار الوضع في سوريا.
وبعد يوم فقط من قصف قاعدة التحالف في الحسكة، استهدفت طائرة مسيرة تركية أخرى، قاعدة عسكرية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الروسية المعروفة محلياً باسم “محطة المباقر”، في بلدة تل تمر، شمالي الحسكة.
وأسفر القصف عن فقدان مقاتل لحياته وإصابة ثلاثة آخرين من “قسد”.
وتتخذ القوات الروسية من “محطة المباقر” قاعدة عسكرية لها، منذ أواخر عام 2019، بعد الاجتياح التركي لمنطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، كضامن لوقف أطلاق النار.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من روسيا على قصف قاعدتها، كذل لم تعلق تركيا على الأمر.
ولكن أسامة دنورة، وهو باحث وخبير سياسي سوري، توقع أن تكون العملية التركية البرية المُحتملة “محدودة جداً”، والتعمق فيها من شأنه أن يوتر علاقات تركيا مع روسيا، مما سيحدث رد فعل للأخيرة يأخذ منحى آخر على الأراضي السورية، “لن يكون كما تشتهي أنقرة”.
وبحسب الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام محلية فإن القوات الروسية أخلت قاعدتها في “محطة المباقر” قبيل الاستهداف وعادت إليها بعده. ولم يتسنَ لنورث برس التأكد من المعلومة.
وبينما تبدي الولايات المتحدة الأميركية التزامها ببحث ترتيبات وقف إطلاق النار وتدعو موسكو أنقرة إلى ضبط النفس في ضوء الضربات على الأراضي السورية، تستمر الأخيرة بقصف مواقعاً عسكرية لـ”قسد” وبنية تحتية حيوية في شمال شرقي البلاد.
ومساء أمس الأربعاء، استهدفت طائرة مُسيرة تركية، سيارة شحن “قلاب”، في الحي الغربي بمدينة القامشلي، أسفر عن إصابة شخصين.
وحول التصريحات المختلفة التي أدلى بها مسؤولون روس وأميركيون بشأن الهجوم التركي المحتمل، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي لموقع “المونيتور”، الثلاثاء الماضي، “إنهم بحاجة إلى بذل المزيد”.