كيف تحولت مشاهدة مباريات كأس العالم في سوريا إلى رفاهية؟
دمشق- نورث برس
قرر الشاب العشريني سليمان النجار من سكان منطقة ركن الدين, بدمشق، حضور المباريات المهمة فقط, في مونديال كأس العالم, للمنتخب الذي يشجعه في المقاهي.
يقول الشاب وهو طالب في كلية الاقتصاد، “تلجأ المقاهي إلى عروض خاصة لجلب الزبائن لحضور مباريات كأس العالم, لكن مهما كانت تلك العروض فهي مكلفة بالنسبة إلينا, خاصة إذا قررنا مثلاً حضور كل مباريات المنتخبات المهمة خلال اليوم”.
وتقدم بعض المقاهي الشعبية، ضمن عروضها، نرجيلة ومشروباً ساخناً، بمبلغ لا يقل عن 15 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، أما المقاهي الأخرى فلا تقل الفاتورة فيها للشخص الواحد عن 25 ألف ليرة، بحسب “النجار”.
وكأس العالم هو حدث يشغل العالم أجمع, إلا أن المهتمين به في سوريا يواجهون صعوبة في مشاهدته، إذ تحول إلى رفاهية ويقتصر على فئة معينة من السكان.
ومن أسباب ذلك، ضعف خدمة الإنترنت, والتكلفة العالية للقنوات المدفوعة التي يبلغ الاشتراك السنوي لها وسطياً راتب شهر ونصف لموظف حكومي، ويبلغ متوسط روات الموظفين في الحكومة 100 ألف ليرة سورية.
واستغنى الشاب الثلاثيني حيدر معروف، عن مشاهدة المباراة بشكل مباشر وسيكتفي بمشاهدة النتائج على الإنترنت.
و”معروف” موظف حكومي، وهو لا يستطيع براتبه الذي لا يتجاوز الـ150 ألف ليرة سورية الذهاب إلى المقاهي ومشاهدة المباريات.
ولذلك قرر الاكتفاء بمشاهدة المباريات التي ستنقل بشكل مجاني على القنوات إذا توافقت مع ساعات وصل الكهرباء.
وأشار إلى أنه زادت ساعات التقنين الكهربائي في منطقة سكنه بالمزة خزان، منذ أسبوع إلى أكثر من 5 ساعات قطع مقابل ساعة تغذية وخلالها تقطع الكهرباء مرتين بسبب الحمل الزائد على الشبكة.
وبدأت مباريا كأس العالم في قطر بتاريخ العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ومن المقرر أن تستمر حتى الثاني من كانون الأول/ ديسمبر المقبل, وهذه المرة الأولى التي يقام فيها المونديال في إحدى دول الشرق الأوسط.
وقاطع الأربعيني محمد الحسني، وهو من سكان منطقة المزة, المونديال لهذا العام لأن تأمين مستلزمات عائلته أهم من الرياضة بالرغم من حبه الشديد لها.
وبالنسبة إلى “الحسني” وهو موظف حكومي, فإن متابعة المباريات تعتبر “رفاهية” في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وأوضاع تقنين الكهرباء.
ولم يكن الأربعيني، يفوت أي مباراة سواء في المنزل أو في المقاهي قبل الحرب في سوريا, إلا أن الوضع الآن مختلف بالنسبة له فكل همه تأمين لقمة عيش لعائلته.