مخاوف سكان كوباني من حرب جديدة تنتهي بنزوحهم وتدمير مدينتهم
كوباني- نورث برس
يتخوف سكان في كوباني من حرب جديدة، لاحت بوادرها بعد استخدام تركيا للطائرات الحربية في قصف المدينة وريفها قبل أيام وتصريحات تركية بشن عملية برية في سوريا.
وخلال اليومين الماضيين، صعدت القوات التركية قصفها الجوي والبري على مناطق بشمال سوريا من بينها كوباني، أسفرت عن فقدان 13 مدنياً ومقاتلاً في قوات سوريا الديمقراطية حياتهم، إضافة إلى 13 جندياً في القوات الحكومية وإصابة 7 آخرين بجروح.
وأمس الاثنين، قال الرئيس التركي أردوغان، لوسائل إعلام تركية، إنهم يجرون نقاشات مع الأطراف الداخلة في الصراع السوري، من أجل القيام بعملية برية في سوريا.
ويعبر مسلم عبد الغني (50 عاماً)، عن مخاوفه من أي حرب جديدة في المنطقة، “لأنها تنذر بكارثة إنسانية أخرى وتهجير السكان”.
ويدعو الرجل الخمسيني وهو من سكان كوباني، التحالف الدولي والدول ذات التأثير على الملف السوري وبينها روسيا، لاتخاذ موقف لمنع الحرب.
وأمس الثلاثاء، كشف مصدر عسكري في الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا لنورث برس، عن أن القيادة التركية عازمة على شن عملية عسكرية برية ضد مناطق شمال شرقي سوريا، وأن الفصائل تلقت تعليمات تركية برفع الجاهزية القتالية والاستعداد لعملية من المتوقع أن تنطلق قريباً.
ويرى سكان في كوباني أن أي حرب أخرى تعني تكرار مأساتهم ومعاناتهم من التهجير وتدمير مدينتهم، مثلما حدث في عام 2014 مع شن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الحرب على المدينة.
ويتساءل “عبد الغني” عن المكان الذي سيلجأ إليه النازحون وسكان المنطقة في حال حدثت حرب جديدة في ظل الشتاء؟.
وتأتي التهديدات التركية والتصعيد العسكري في وقت لم تتخذ الدول الضامنة أي موقف على الأرض واكتفت ببيانات أعربت من خلالها عن رفضها للقصف التركي ضد شمال شرقي سوريا.
ولم تكد أن تتخلص من الصور التي زرعها غزو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لكوباني من مخيلتها، وكيف تخلصوا من الدمار وما عانوه من نزوح، حتى تعاود مخاوف الحرب والدمار تساور أمينة محمد (50 عاماً) من سكان مدينة كوباني.
تقول هذه السيدة الخمسينية، “نريد أن نبقى في منزلنا وعلى أرضنا، إلى أين نلجأ في حال حدثت الحرب؟”.
وتطالب هي الأخرى، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل لإيقاف حدوث حرب جديدة، “كي ينام الأطفال بهدوء في منازلهم في هذا الشتاء”.
وشكل استخدام تركيا في قصفها الأخير للطائرات الحربية، ذعراً للسكان وخاصة أنها المرة الأولى التي تستخدمها بعد انتهاء عمليتها العسكرية ضد سري كانيه عام 2019.
وازدادت مخاوف مصطفى عمر (70 عاماً) أكثر بعد أن استهدفت مسيرة تركية، أهم قواعد التحالف الدولي في الحسكة، أمس الثلاثاء.
وأسفر الاستهداف عن فقدان مقاتلين اثنين من قوات سوريا الديمقراطية حياتهما وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، بحسب مصدر عسكري من التحالف الدولي، لنورث برس.
وتتواجد قيادات رفيعة المستوى من التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية ضمن القاعدة.
ويتذكر السبعيني عام 2014 عندما هاجم “داعش” كوباني ونزح برفقة عائلته وتدمر منزله، “نخاف أن يتكرر ما حدث سابقاً”.
ويضيف أن تركيا تحارب الكرد على أساس قومي، “هدف تركيا من العمليات العسكرية إبادة الشعب الكردي، لو افتتحت خيمة من أجل الكرد في إفريقيا فتركيا سترفض ذلك”.
ويعتبر “عمر”، أن الأمم المتحدة وأوروبا وأميركا وروسيا، هم شركاء تركيا في الاستهداف الأخير، فـ”بدون موافقتهم لا تستطيع تركيا التحليق بطائراتها الحربية فوق سماء المنطقة”.