دمشق ـ نورث برس
يضطر أغلب منتجي الفستق الحلبي لقطاف محاصيلهم سنوياً قبل النضج التام بسبب عمليات السرقة التي تتعرض لها محاصيلهم سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو خارج سيطرتها.
وقال محمد العبد صاحب حقل فستق حلبي من إدلب لنورث برس، إن قطاف الفستق قبل النضج يصيبهم بخسائر إضافية بسبب انخفاض سعر كيلو الفستق العجر(غير الناضج) إلى 9500 ليرة، بينما يتم بيعه بسعر لا يقل عن 15-20 ألف ليرة للأنواع الناضجة.
وأشار “العبد” إلى أن كلفة إنتاج كيلو الفستق لا تقل عن 5 آلاف ليرة، ويزداد هذا الرقم إذا ما أضيف إليه تكاليف الأرض في سنوات المعاومة (حمل الثمار الكثيرة), حيث أن المنتج يدفع تكاليف كبيرة دون أن يتمكن من استردادها في سنوات المحن.
وقال “العبد” إن كلفة إنتاج دونم الفستق لا تقل عن 300 ألف ليرة, وأن موسم الفستق يشبه موسم الزيتون من حيث ظاهرة المعاومة. وذكر أن أشجار الفستق متوافقة مع مناخ البلد، ومتواجدة منذ قديم الزمان.
تراجع التصدير
مصدر في وزارة الزراعة في الحكومة السورية بيّن لنورث برس، أن الإنتاج السنوي تراجع بنسبة لا تقل عن 60%, وأشار إلى أن الإنتاج يتراوح عموماً بين 50-60 ألف طن تبعاً للظروف المناخية ومدى الاهتمام بالحقول.
وأن هنالك تراجع أيضاً في كمية الصادرات من هذه المادة, إضافة إلى تراجع الإنتاج الذي كان يتجاوز 80 ألف طن قبل الحرب، حسب المصدر.
وأكد أن الاستهلاك المحلي حالياً يكاد يقتصر على صناعة الحلويات وفئة محدودة جداً من الأغنياء.
وقال إن تراجع الاستهلاك لا يقتصر على الإنتاج المحلي بل يتعداه إلى الأسواق العربية التي كانت تستورد الفستق السوري مثل السعودية ومصر بعد ظهور كورونا.
وقدر المصدر الكميات التي يتم تصديرها بين 2-2.5 ألف طن, وأن هذه الكميات تصدر بأسعار أقل من السابق، حيث انخفض سعر كيلو الفستق من 30 إلى 19 دولار.
انخفاض الأعداد
وحسب إحصاءات وزارة الزراعة تبلغ المساحة المزروعة بمحصول الفستق الحلبي أكثر من 21.9 ألف هكتار مزروعة بعدد يفوق 3 مليون شجرة، المثمر منها أكثر من 2.6 مليون شجرة.
وتشير تقارير وزارة الزراعة إلى انخفاض أعداد الأشجار المثمرة، والإنتاج لأسباب منها تراجع عمليات الخدمة والجفاف, إضافة إلى ظاهرة المعاومة، ونقص المحروقات والأسمدة والمبيدات الحشرية وارتفاع أسعارها في السوق السوداء وغيرها من مستلزمات الإنتاج.
وعن أهمية شجرة الفستق الحلبي، قال مصدر في غرفة زراعة حلب، إنها شجرة اقتصادية قياساً ببقية الأشجار ومردودها عال, تتحمل الملوحة الزائدة والجفاف, يضاف لهذا أنها تصنف ضمن الغطاء النباتي الطبيعي لسوريا, حيث تتحمل أكثر من بقية المحاصيل, ودليل ذلك أنها في سنوات الجفاف قاومت وحافظت على حالها, لكن تراجع الإنتاج.
وعن أهم أماكن تواجدها، قال المصدر لنورث برس، إنها تتواجد في حماة إدلب وحمص وحلب، حيث تصل المساحة المزروعة في إدلب لأكثر من 10 ألاف هكتار وتزرع في منطقتي خان شيخون ومعرة النعمان.
وعن المردودية الأفضل، قال إن المنتجين في محافظات إدلب وحماة، يجيدون العناية بحقولهم أكثر ومردودية المساحة لديهم أعلى منها في حلب.
وأشار المصدر إلى أن ربع المساحة المزروعة تقع خارج سيطرة الحكومة, وتبلغ نحو 15 ألف هكتار, لكن إنتاج هذه المناطق يعود إلى المناطق الحكومية لأسباب خارجية، وهي حماية تركيا لإنتاجها ومنع الفستق الحلبي من دخول أراضيها، حسب المصدر في زراعة حلب.