الناتو يتأهب ضد صاروخ “قيد التحقيق” ضرب دولة شريكة في الحلف
دمشق – نورث برس
أثار سقوط صاروخ أمس الثلاثاء، في بولندا، مخاوف تطور الصراع إلى نطاق أوسع، أعقب ذلك ردود أفعال مفاوتة من جانب دول حلف الناتو، دون أن يوثق مصدر الضربة، رغم الاتهامات الأولية الموجهة إلى روسيا.
وسقط الصاروخ، الذي قالت بولندا إنه روسي الصنع، خارج قرية بولندية على بعد حوالي 6.4 كيلومتر غربًا من الحدود الأوكرانية مساء الثلاثاء، وأسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
ولا تزال الظروف المحيطة بالحادثة ضبابية، وهي الأولى من نوعها، حيث تتعرض فيها دولة من دول الناتو لضربة مباشرة خلال الصراع الذي استمر قرابة تسعة أشهر.
ولا يُعرف من أطلق الصاروخ أو من أين أطلق بالضبط، رغم أن وزارة الخارجية البولندية وصفته بأنه “روسي الصنع”، لكن ذلك لا يقود بالضبط إلى مصدر الضربة، باعتبار أن أوكرانيا أيضاً لازالت تستخدم بعضاً من الأسلحة الروسية السابقة.
نفي روسي
ونفت روسيا ضلوعها في الحادثة، ووصفت وزارة الدفاع الروسية تقارير وسائل الإعلام البولندية، التي أبلغت عن الوفيات لأول مرة، بأنها “استفزاز متعمد من أجل تصعيد الموقف”، بحسب بيان قصير صدر عن الكرملين في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء.
وأضافت أن صور الحطام التي نشرتها وسائل إعلام بولندية من الموقع “لا علاقة لها بالأسلحة الروسية”.
وقالت البعثة الروسية في الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، إن “الحادث الذي وقع في بولندا هو محاولة لإثارة صدام عسكري مباشر بين الناتو وروسيا”، مضيفة أن الحادث سيكون محور الاهتمام في اجتماع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق من اليوم.
ورغم عدم إثبات مصدر الصاروخ، قالت بولندا إنها ستزيد من استعدادها العسكري وإنها تفكر في تفعيل المادة 4 من معاهدة الناتو.
و المادة 4 هي طريقة تشاور تسمح لأعضاء التحالف المؤلف من 30 دولة بطرح قضية تتعلق عادة بالأمن، للنقاش في مجلس حلف شمال الأطلسي، وهو هيئة صنع القرار التابعة له.
تصعيد محتمل على نطاق أوسع
ومهما كانت نتيجة التحقيق الذي تقوده بولندا، فقد عزز الحادث المخاوف القائمة منذ فترة طويلة المتعلقة بخطر سوء التقدير في ساحة المعركة مما قد يؤدي إلى نشوب صراع بين الناتو وروسيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في رسالة بالفيديو، إن “الصواريخ الروسية أصابت بولندا”، واصفاً إياها بـ “هجوم على الأمن الجماعي” و “تصعيد كبير للغاية”.
وستكون الساعات والأيام القليلة القادمة بعد التقرير الأولي عن الضربة على بولندا حاسمة، حيث ينتظر أعضاء الناتو معرفة سبب الانفجار.
ويرى خبراء أن خطأ أوكرانيا يمكن أن يغفر، ولكن إذا كان مصدر الضربة روسي حتى لو كانت غير متعمدة، يمكن أن تؤدي إلى رد أكثر قوة من قبل المسؤولين في جميع أنحاء التحالف.
ردود فعل من دول الناتو
عقد أعضاء مجموعة السبع وحلف الناتو المتواجدين حالياً في بالي لحضور قمة مجموعة العشرين في أندونوسيا، اجتماعاً طارئاً هذا الصباح، لمناقشة الحادث الذي وقع في بولندا الليلة الماضية.
وفي حديثه للصحفيين بعد الاجتماع الطارئ، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه “من غير المحتمل” إطلاق الصاروخ من داخل روسيا، لكنه لم يتمكن من القول بشكل قاطع إلى أن التحقيق اكتمل.
وقال بايدن: “اتفقنا على دعم تحقيق بولندا في الحادثة (..) وسأحرص على اكتشاف ما حدث بالضبط”.
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بعد اتصال هاتفي مع الرئيس البولندي، إنه يجب تحديد “جميع الحقائق”، فالحلف “يراقب الوضع”.
وأَضاف: “لقد قدمت تعازيّ في الخسائر في الأرواح. يراقب الناتو الموقف ويتشاور مع الحلفاء عن كثب.”
وقال متحدث باسم الناتو إن الأمين العام ينس ستولتنبرغ، سيرأس اجتماعاً طارئاً لسفراء الحلف اليوم الأربعاء في بروكسل لمناقشة الحادث.
وألقى مسؤولون أوكرانيون باللوم على موسكو في الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في بيان الأربعاء، إن الضربة الصاروخية داخل حدود بولندا “لم تكن لتحدث لولا الهجمات الصاروخية الروسية المروعة على أوكرانيا”.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر، بعد اجتماعه برئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي، “يمكن لبولندا الاعتماد على دعم فرنسا واستعدادنا للمساعدة في التحقيقات الجارية”.
وقالت ألمانيا إنها تقف “إلى جانب” شريكتها بولندا في حلف الناتو.
وقالت فنلندا التي تقع على خط المواجهة بصفتها جارة لروسيا وعضواً مستقبلياً في الناتو، فور وقوع الحادث، إنها على اتصال بالسفارة الفنلندية في وارسو ووزراء خارجية آخرين. “ونحن ننتظر المزيد من المعلومات التفصيلية من بولندا و شركائنا”.
ووصف الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا، الاستهداف بأنه “مقلق”. وكتب على تويتر “يجب الدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو”.
كما أعرب رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر، عن دعمه لبولندا، بينما تبعه الموقف نفسه من لاتفيا وإستونيا.
وفي المجر، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء فيكتور أوربان، إن مجلس الدفاع قد انعقد في المساء، وقال وزير الدفاع كريستوف سزالاي بوبروفنيتسكي بعد ذلك إن الوضع “غير مؤكد” و “لا نعرف بالضبط ما حدث”.
وعقد اجتماع صباح الأربعاء في بالي بين زعماء مجموعة السبع (“كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) ، حسبما أعلن البيت الأبيض.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، إن ممثلي مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي، أدانوا الأعمال الوحشية التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا ووقفوا موحدين.