بعد التقارب الخليجي من سوريا.. منتجات سورية إلى الأسواق السعودية

دمشق ـ نورث برس

نشطت مؤخراً الصادرات السورية إلى السعودية, وتشير البيانات الجمركية للمعبر الفاصل بين سوريا والأردن (جابر- نصيب)  أن أغلب السيارات المحملة بالمنتجات السورية تتجه نحو السعودية, حيث بلغت السيارات التي توجهت إلى السعودية في يوم واحد 25 سيارة محملة بمختلف المواد الزراعية من خضار وفواكه.

الشائع  أن لا تطال القطيعة الجانب الأمني بين البلدان العربية خاصة, حيث يستمر التنسيق وتبادل المعلومات بين الجهات الأمنية بغض النظر عن المواقف السياسية, وقد ظهر هذا جلياً خلال الحرب السورية, حيث استمرت الاجتماعات الأمنية مع مصر ودول الخليج في أشد الخلافات السياسية بينهما.

لكن بيانات معبر جابر- نصيب تشير إلى علاقات اقتصادية متقدمة أيضاً إضافة للتنسيق الأمني مع الجانب السعودي.

لا تطاله الخلافات

في تعليقه على هذا النشاط الاقتصادي بين البلدين، قال الإعلامي المختص بالشؤون السياسية رامي عيسى، لنورث برس، إن حالة العداء تراجعت حدتها عندما استقر الوضع الأمني لكل القوى المتصارعة في سوريا.

وهو وضع استقرار على وضع متدهور, أي استقرت كل المصالح في سوريا على وضعها الراهن بانتظار تغير ما، بحسب “عيسى”.

والعداء الشديد والحصار الذي شمل كل شيء وصل للحد “الأعظمي” له, والآن أصبحت دول الخليج ما بين مد وجز مع دمشق, وذلك أنها ليست في حالة عداء مطلق ولا صداقة، يقول “عيسى”.

ويضيف أن هذا الوضع جعل بعض الدول الخليجية تنفتح على دمشق, “وما كان لذلك أن يحدث لولا الموافقة السعودية التي تسمح بوجود نوع من التبادل التجاري الذي يحقق مصالح الجميع في الوقت ذاته, ولا يؤثر بشكل كبير على أهداف السعودية في سوريا”.

علاقة مرتبطة

ويرى “عيسى” أن هذا التبادل التجاري “يصب في مصلحة السعودية وسوريا، لكنه لا يترك أثراً كبيراً على مواقف كل منهما خاصة أهداف السعودية في سوريا”.

وهنالك مفاوضات للتقارب بين البلدين وصلت لمراحل متقدمة, وهذه الحركة الاقتصادية التي لا تعود بمردود اقتصادي نوعي، “تعكس الحالة السياسية بين البلدين التي لم تعد تصل إلى حد العداء كما أنها ليست في حالة صداقة”.

في حين أشار اختصاصي الاقتصاد السياسي، عبدالله مرهج،  لنورث برس، أنه بالعموم “لا تقوم علاقات اقتصادية جيدة إذا كانت العلاقات السياسية سيئة, وأن تصدير بعض السلع الغذائية لا يمكن تسميته بعلاقات اقتصادية, خاصة أن تصدير هذه المواد هو مصلحة مشتركة للبلدين”.

وأضاف أن السلع السورية التي تصل إلى السعودية وغيرها من دول الخليج، “لا بديل عنها مع وجود عدد لا بأس به من السوريين في هذه الدول التي تتسوق هذه المواد وتطلبها, وبالتالي من المتوقع أن يزداد حجم الصادرات إلى دول الخليج”.

وأشار إلى أنه “لا عداوة دائمة في السياسة ولا تقارب تام”.

رغبة متبادلة

في حين قال المحلل السياسي عاصم المحمد لنورث برس، إن السعودية لا تستطيع أن تمارس الدور الإقليمي الذي تطمح إليه إذا بقيت على عداء مع سوريا.

وأشار “المحمد” إلى وجود رغبة مشتركة بين الطرفين لتحسين العلاقات بعد الخلافات الطويلة خلال سنوات الحرب والتهم المتبادلة بينهما.

“المحمد” رأى أيضاً أنه يمكن قراءة تطور العلاقات مع السعودية من مؤشرات أخرى قبل فتح أسواقها أمام المنتجات السورية, حيث أن تطور العلاقات مع دول مثل الإمارات، وتعيين سفير سوري في البحرين “ما كان ليتم دون موافقة سعودية”.

وذكر المحلل السياسي أن التحرك باتجاه سوريا “يحصل بالتوازي مع التحرك الخليجي في علاقاته مع إسرائيل”.

وينظر التجار بإيجابية إلى أي سوق خارجي جديد يمكنهم إيصال بضائعهم إليه، وقد أشار بعضهم لنورث برس، أن فتح أسواق جديدة سواء كانت إلى السعودية أو غيرها من الدول “يحتاج إلى منتج بتكاليف أقل مما ينتج في سوريا, لكي يتمكن من دخول هذه الأسواق التي كانت مغلقة أمامه مع إمكانية المنافسة”.

إعداد: ليلى غريب ـ تحرير: قيس العبدالله