نازحو مخيم في منبج يدخلون الشتاء بخيام مهترئة

منبج – نورث برس

في كل مرة تدخل وسائل إعلام إلى المخيم الذي يقطن فيه، يسارع ذياب للتحدث أمام الكاميرات والمطالبة بتحسين أوضاع النازحين معه، على أمل أن تلتفت المنظمات العاملة في المنطقة لأحوالهم وتقدم الدعم لهم.

ويعاني الرجل والنازحون في شمال شرقي سوريا، من أوضاعٍ إنسانية صعبة بسبب تراجع الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية وانسحاب البعض منها.

ذياب الذياب (53 عاماً)، يقيم و630 عائلة أخرى في مخيم منبج الشرقي الجديد منذ نحو ست سنوات حين نزح من منطقة معدان شرقي الرقة هرباً من العمليات الحربية في منطقته.

يشكو “الذياب” كما أقرانه في المخيم، قلة الأغطية والشوادر لخيامهم والتي تمنع تسرب المياه، إذ لم يستبدلوها منذ ثلاث سنوات رغم أنها تحتاج لتبديل كل عام.

وفي منبج مخيمين، يضم المخيم الشرقي الجديد 630 عائلة نازحة، بعدد أفراد 3258 فرداً، فيما تسكن في المخيم الشرقي القديم 430 عائلة، بعدد 2176 شخصاً، يعاني غالبيتهم، من قلة الدعم، وخاصة مع دخول فصل الشتاء.

يضيف “الذياب”، أنهم يعانون من انعدام المحروقات بعد انسحاب منظمة كانت تقدم لهم ثمن المحروقات ليشتروها من السوق السوداء.

والشتاء الماضي، حصلت كل عائلة على 50 دولار من إحدى المنظمات لشراء المحروقات.

وبسبب صعوباتٍ معيشية لا قدرة لدى الرجل وأقرانه من النازحين على شراء المحروقات من السوق، حيث يبلغ سعر البرميل بين 350-400 ألف ليرة، كما أن إدارة المخيم لا تُقدم لهم المازوت المدعوم.

دعم لا يكفي

ويشير “الذياب” إلى أن الدعم تراجع بشكل كبير خلال العامين الماضيين واقتصر على سلة غذائية بقيمة بسيطة و”ليست كافية”.

ويناشد المنظمات الإنسانية أن تنظر بحالهم، “منذ عامين وإلى الآن يوجد إهمال كبير من المنظمات للمخيم وقاطنيه، حيث يعانون أوضاعاً صعبة في ظل انعدام فرص العمل وسوء أوضاعهم الاقتصادية”.

وفي حزيران/ يونيو الماضي، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لضرورة تحمّل الأمم المتحدة مسؤولياتها تجاه آلاف النازحين والمهجرين واللّاجئين المتوزعين على عشرات المخيمات في مناطقها وتقديم الدعم لهم.

رغم أنه يقبع في خيمةٍ مهترئة لا تقي عائلته برد الشتاء وتتسرب مياه الأمطار لداخلها ولا تمنع عنهم شمس الصيف الحارقة، يأبى النازح أن يعود لمنطقته التي تسيطر عليها القوات الحكومية، فيما ينحدر أقرانه من مناطق دير حافر ومسكنة شرقي حلب، والتي تقع أيضاً ضمن سيطرة الحكومة.

وتشرف الإدارة الذاتية على 16 مخيماً في مناطقها، ويصل عدد ساكنيها إلى 150 ألف نسمة إضافة إلى عشرات المخيمات العشوائية في أرياف الرقة ودير الزور والطبقة ومنبج. بحسب إحصائيات مكتب الشؤون الإنسانية في إدارة شمال شرقي سوريا.

وتعاني هذه  المخيمات أوضاعاً “مأساوية”، نتيجة تقاعس المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي، وفاقم ذلك انسحاب منظمات إنسانية، بحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية.

صعوبات الشتاء

وكسابقه، يعاني حسين العبيد (48عاماً) نازح في ذات المخيم، من المشكلة نفسها وهي قِدم الخيم التي باتت مهترئة، ويتخوف على أطفاله من المرض نتيجة تسرب المياه لداخل الخيمة.

ومع بدء هطول الأمطار يستنفر النازحون وفي الغالب يبيتون لياليهم وقوفاً أو نياماً على الطين، طبقاً لقوله.

كما يشتكي “العبيد”، من تراكم الطين بين الخيام وعدم تخديم الممرات في المخيم. ويطالب بدعم المخيم بالعوازل المطرية واللباس وتعجيل تسليمهم مخصصات التدفئة الشتوية لمواجهة برودة الشتاء.

وأمام الشكاوى، حاولت نورث برس التواصل مع إدارة مخيم منبج الشرقي الجديد، لكنهم تهربوا من التصريح.

لكنّ في تصريح سابق، قال ياسر المسطو، إداري في مخيم منبج الشرقي الجديد، إنهم تواصلوا مع منظمات إنسانية لدعم المخيم، في ظل حاجة سكانه للخدمات.

وأضاف لنورث برس حينها، أن غالبية الخيام القديمة لا تقي قاطنيها شمس الصيف وبرودة الشتاء وأمطاره، وبحاجة إلى استبدال نتيجة اهترائها.

وطالب “المسطو” المنظمات العاملة في شمال شرقي سوريا بدعم مخيمات منبج، بكافة المستلزمات الشتوية من تغيير للخيام وتقديم المحروقات.

إعداد: أحمد عبد الله – تحرير: زانا العلي