دمج الطلاب من الجنسين في المدارس.. تفاوتٌ في آراء الطلبة حول مدى إيجابية القرار

كوباني/عين العرب – فياض محمد -NPA
قبل اندلاع الأزمة السورية كانت أغلب المدارس في مرحلة الاعدادية والثانوية غير مختلطةٍ (مدارسٌ للذكور لوحدهم وأخرى للإناث), وضمن القرارات الصادرة مؤخراً عن هيئة التربية والتعليم قرّرت الإدارة دمج مدارس الذكور والإناث، واتباع نظام الاختلاط، في جميع المراحل الدراسية.
قرار دمج المدارس لاقى ترحيباً من بعض الطلبة، في مدينة كوباني/عين العرب، شمال شرقي سوريا، فيما وصفه آخرون من أبناء المدينة بـ"القرار غير الجيد".
تقول يارا رشو أحد طالبات مرحلة الثانوية في مدرسة " شهيد هوكر" بكوباني لـ"نورس برس" إن فكرة الدمج كانت جيدةً،  ولكن  تطبيقها على أرض الواقع لم يكن بالمستوى المطلوب، "نتيجةً لعدم دراية بعض الطلبة الذكور للهدف من الاختلاط".
وطالبت رشو أن تنفصل مدارس الذكور عن الإناث، نظراً لما وصفته بـ "النية غير الصالحة لبعض الطلبة تجاه أصدقائهم".
من جانبها اعتبرت ماريا إبراهيم من طالبات الثانوية، ظهور بعض السلبيات في مسألة الاختلاط عائد إلى حداثة التجربة، لافتةً إلى أنه سيتم تجاوز تلك السلبيات مع مرور الزمن، "وهو بالمُجمل قرارٌ جيد".
ويصل عدد المدارس المختلطة في إقليم الفرات (تقسيم أداري يضم مدن كوباني وصرين وتل ابيض)  الى /869/ مدرسة أغلبها في كوباني وريفها، منها /20/ مدرسة لطلاب المرحلة الثانوية.
وحول الغاية من عملية دمج المدارس أوضح صفقان لالو الإداري في مدرسة  "شهيد هوكر"  أنّ الاختلاط يخلق نوعاً من المنافسة في الدراسة بين الجنسين، "كما أنه يجعلهم يتعرفون أكثر على حقوقهم".
و رأى لالو  أنه "أذا أردنا أن نخلق مساواةً بين الجنسين فلابد من البدء بذلك من المراحل العمرية المبكرة كالطفولة والشباب" معتبراً أنّ المدارس المختلطة تساهم في توعية الطلبة بأهمية المساوة بين الجنسين.
وأضاف لالو " /90/ بالمئة من الطلبة كانوا مع فكرة الاختلاط" لافتاً إلى أنّهم واجهوا بعض الصعوبات في بداية تطبيق أسلوب الاختلاط في المدارس، "ولكننا تخلصنا منها مع مرور الوقت".
المدّرسة عزيزة إسماعيل، اعتبرت أن من إيجابيات المدارس المختلطة أنّها تتيح فرصة للطلبة كي يتعرف على الجنس الآخر أكثر، "وكسر حدود الخوف بينهما".
من جانبه قال المدّرس طلال عبد الرحمن، "نحن كمعلّمين نسعى أن نمنح الطلبة من كلا الجنسين التوجيهات والتعليمات اللازمة، وكيفية التعامل مع الجنس الآخر، بما يساهم في تطوير العملية التعليمة". 
بدوره اوضح محمد العيسى نائب الرئاسة المشاركة لهيئة التربية في اقليم الفرات لـ"نورس برس" أنّ قرار الاختلاط لم يواجه اعتراضاً من أهالي الطلبة في مدينة كوباني، "لكن الأمر مختلفٌ بعض الشي في مدينة تل أبيض" نظراً لما سماه  "طبيعة المجتمع وحداثة الفكرة بالنسبة لهم".
نائب الرئاسة المشتركة أوضح أيضاً، أنّ من أهم الصعوبات التي تواجههم "كون الطلبة في مرحلة سنّ المراهقة"، متوقعاً أن يتم تجاوز هذه الصعوبات مع مرور الوقت، وتأقلم الطلبة على الدراسة ضمن المدارس المختلطة.
يذكر  بأنّ مدرسة الصناعة  "شهيد هوكر" استقبلت في عامها الأوّل من تطبيق نظام الاختلاط ما يقارب /500/ طالباً وطالبةً، إلّا أنّه عدد الطلاب ازداد من عام لآخر، بحيث وصل الى /1000/, غالبيتهم من الإناث.