غياب الرقابة عن المطاعم يزيد حالات التسمم الغذائي في حلب
حلب- نورث برس
منذ أسبوعين أصيب وائل وأفراد أسرته بتسمم غذائي بعد تناولهم فروجاً مشوياً من مطعم في حي صلاح الدين بحلب، شمالي سوريا.
قال وائل سرميني (50 عاماً) إنه شعر كما زوجته وابنتيه بألم حاد في المعدة وبوهن بالجسم، أرجعه طبيب إلى تناولهم طعاماً ملوثاً، حيث تم إعطائهم أدوية مطهرة ومضادات حيوية على شكل حقن.
ومنذ أيام ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار عن وجود حالات تسمم واسعة في حلب بسبب تناول لحم الفروج في مطاعم الوجبات السريعة.
الحكومة تحدثت عن 3 حالات وقالت إنها تماثلت للشفاء وأن منشأة واحدة سُجلت فيها هذه الحالات.
![](https://npasyria.com/wp-content/uploads/2022/11/0-5-1024x576.jpg)
لكن وبحسب قول “سرميني”، الواقع يخالف ما تقوله الحكومة، فحي صلاح الدين الذي يعيش فيه الرجل الخمسيني سجل أكثر من 6 حالات تسمم، نقلت إلى مشافٍ لتلقي العلاج، بحسب قوله.
وكانت مديرة السياحة في حلب نائلة شحود، قالت في تصريح لجريدة “تشرين”، إنهم أغلقوا إحدى المنشآت السياحية في حي الموكامبو بحلب بسبب ورود شكاوى عن حالات تسمم حصلت لمواطنين جراء تناول لحم الفروج.
وأشارت إلى أنهم أغلقوا المنشأة لمدة أسبوعين مع فرض غرامة بقيمة 2 مليون ليرة سورية.
وأضافت “شحود” أن المديرية تراقب باستمرار عمل المنشآت وهي “خالية من الفروج المنتهي الصلاحية”.
كما أكد مدير الشؤون الصحية في حلب زاخر الحكيم، أن الرقابة الصحية تواصل جولاتها على المطاعم والمنشآت ولم تسجل وجود أي فروج منتهي الصلاحية.
ولكن “سرميني” أشار إلى أن حالات تسمم تحدث بين الحين والآخر بحلب “ولكن لا تظهر للعلن إلا حين يتناولها الإعلام”.
واستاء الرجل الخمسيني وخاصة مع وصول سعر الفروج المشوي لأكثر من 40 ألف ليرة، “في ظل كل هذا الغلاء ورفع السعر غير المبرر يحصل الزبون على لحوم منتهية الصلاحية وغير خاضعة للرقابة الصحية”.
وتساءل: “أين الحكومة من كل ما يجري؟ لماذا لا تشرف بشكل جدي على لحوم الفروج وإخضاعها للشروط الصحية؟”.
كلام الرجل أكده حسين دهمان (36 عاماً)، صاحب مطعم لبيع الوجبات السريعة في حي باب الفرج بحلب، إذ قال إن بعض المطاعم لا تراعي شروط الصحة وتقوم بشراء فروج منتهي الصلاحية بسعر أقل من الكلفة لتحصيل منافع مادية كبيرة.
وأشار إلى أن تلك المطاعم لا تقوم بإجراءات التعقيم والتنظيف المستمر لأدوات الطهي والشوي الخاصة بالفروج والوجبات السريعة، إضافة لاستهتار العاملين وعدم ارتدائهم للألبسة المناسبة وتغطية رؤوسهم وأيديهم.
لكن “دهمان” رفض تسمية أيٍّ من تلك المطاعم واكتفى بالقول: “هذا الأمر لا ينطبق على كل مطاعم ومحال البيع في المدينة”.
والمطاعم بحاجة لرقابة دائمة ويجب عدم غض لجان الرقابة الصحية طرفها عن مخالفة أي مطعم أو منشأة سياحية أو محل لبيع اللحوم والأطعمة، للشروط الصحية.
وأضاف: “فلتطبق الشروط الصحية على الجميع ولا تتدخل الوسائط والرشاوي”، في إشارة منه إلى أن أعضاء لجان الرقابة قد يغضون النظر عن مخالفة صاحب مطعم ما مقابل المال.
وسبق أن حصلت حالات تسمم عديدة في حلب ومناطق سورية أخرى، ففي حزيران/ يونيو الماضي، أغلقت إدارة جامعة حلب ثلاثة عشر مطعماً جامعياً من أصل ستة عشر في كلياتها ومعاهدها، ولمدة خمسة أيام “لإعادة النظر بآلية العمل المتبعة فيها وتدقيقها صحياً”.
وحينها وقبل الإغلاق بأيام، قالت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، إن عشرة طلاب تسمموا في المدينة الجامعية بجامعة حلب جراء تناول أطعمة ووجبات في مطاعم المدينة.
![](https://npasyria.com/wp-content/uploads/2022/11/3-30-1024x576.jpg)
وبعد حالات التسمم الأخيرة التي سجلتها حلب، عزف نور الدين ططري (25 عاماً) عن شراء وجبة الشاورما التي اعتاد على تناولها مساء كل يوم خميس برفقة أصدقائه في مطعم بحي الموكامبو في حلب.
واتهم الشاب هو الآخر لجان الرقابة الصحية بقبض “رشوة” أثناء زيارتها للمطاعم والمحال، “لذا لا ضمان أن تكون الأطعمة التي نأكلها غير ملوثة وفاسدة”.