كهف أم السرج في جبل كزوان.. تاريخٌ غامضٌ وحاضرٌ مهمّش

الحسكة – دلسوز يوسف – NPA
في منطقةٍ قاحلةٍ على بعد /40/ كم غربي مركز جبل عبدالعزيز/ جبل كزوان، الواقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، يقع كهف أم السرج، الذي حيّر سكان المنطقة حول كيفية تشكّله, في ظاهرةٍ طبيعيةٍ نادرةٍ.
ويميز الكهف الغامض عمقه تحت الأرض لمسافة تقارب /50/ متراً، حيث يضطر زواره النزول فيه عبر فتحةٍ صغيرةٍ، باستعمال إضاءةٍ صناعيةٍ نظراً لشدة الظلام داخله، ووعورة الطريق للوصول إلى القاع.
ويتشكّل في قعر الكهف نبع مياهٍ صغيرٍ صافٍ، غير صالح للشرب نظراً للأحجار الكلسية المحاطة به، فيما لم يُعرف امتداد طول مجرى المياه وأين تصب.
ولم تكشف أية بعثات تنقيبٍ حتى الآن على الموقع، لمعرفة تاريخه وكيفية تشكّله، إلّا أنّ سكان المنطقة يعتقدون بأنّ هذا الكهف تشكّل جراء عوامل الزلازل والهزات الأرضية.
وتحتوي منطقة جبل عبد العزيز إلى جانب كهف أم السرج, على العديد من المعالم الأثرية أهمها قلعة سكرة التي يعود تاريخها للعهدين الأيوبي والمملوكي، إلّا أنّ هذه المواقع هُمّشت على مر السنوات الماضية وتعرضت للتخريب، جراء تعاقب المجموعات المسلّحة من المعارضة السورية، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها منذ اندلاع الأزمة السورية2011 .
روايات غامضة
ويقول الرئيس المشارك لبلدية جبل عبد العزيز، صلاح المنديل لـ"نورث برس"، إنّ "الكهف موجودٌ منذ تاريخ أجداد أجدادي"، دون معرفة تاريخه الدقيق، مشيراً إلى أنّه لم تزور المنطقة أية بعثةٍ للتنقيب للكشف عليه حتى الآن.
ويروي المنديل، بأنّ الكهف يكتنفه رواياتٌ غامضةٌ عن النبع الموجود داخله، قائلاً "سابقاً كان يُحكى بأنّ أحد رعاة الغنم كان يخبئ ضمن عصاه ليراتٍ ذهبيةً، فسقطت منه في نبع هذا الكهف، ليعثر عليها بعد فترةٍ زمنيةٍ، عند رجلٍ عثر هو الآخر عليها في نبع المياه الموجود في منطقة سري كانيه/ رأس العين".
ويعتقد الرئيس المشارك للبلدية، أنّ النبع ربما يمتد إلى منطقة سرى كانيه أو أبعد من ذلك حتى، بحسب تلك الروايات، مشيراً إلى أنّه بسبب غياب الدراسات وبعثات التنقيب، لا يمكن التكهن بتفاصيله.
غياب الآلية
ورغم رمزية الموقع لسكان المنطقة، وتاريخه الغامض، إلّا أنّه بقي مُهمّشاً، دون أن تحرك الجهات المعنيّة في المنطقة ساكناً تجاهه.
وفي ظل غياب الرقابة، تعرضت أجزاءٌ من الموقع، بالإضافة إلى أطراف الموقع من الخارج، لعمليات حفرٍ من قبل مهرّبي الآثار.
وتقول رنا الأسعد، الإدارية في مديرية حماية الآثار بالحسكة لـ"نورث برس"، إنّه ليست لديهم أية خطط حالياً للكشف عن كهف أم السرج، لعدم وجود خبراتٍ كافيةٍ للتنقيب فيه، وغياب البعثات الأثرية الخارجية التي تنقب في المواقع.
وتشير الأسعد إلى أنّ البعثات الأجنبية ترفض المجيء للمنطقة، لحين إرساء الاستقرار، وإيجاد حلٍ سياسيٍ في سوريا, مبيّنة بأنّهم سيسعون قريباً للاطلاع عليه، ومنع أعمال التنقيب في الموقع بشكلٍ سري.
وتحوي مناطق شمال وشرقي سوريا العديد من المواقع والتلال الأثرية، تعرضت بعضها للسرقة والتخريب والتدمير نتيجة المعارك التي شهدتها المنطقة.