ذبح إناث الأغنام في إدلب يهدد الثروة الحيوانية وإجراءات لا تردع
إدلب- نورث برس
يبيع ياسين بين فترة وأخرى صغار إناث أغنامه أو ما تعرف محلياً “الفطيمة” للقصابين، بغية شراء أعلاف لبقية القطيع الذي تناقص عدده خلال الأشهر الستة الأخيرة من 180 رأساً إلى 120.
وبيع إناث الأغنام خيارٌ خاسرٌ على المدى الطويل، ولكن ياسين العدوان (41 عاماً)، ومربو ماشية آخرون يقولون إنهم مضطرين لذلك لتأمين أعلاف لبقية ماشيتهم وسط ندرة المراعي الطبيعية وغلاء الأعلاف وانعدام توزيعها من قبل حكومة الإنقاذ.
يشير “العدوان”، مربي ماشية في ريف إدلب الشمالي، إلى أن رأس الماشية يكلف إطعامه 10- 15 ليرة تركية يومياً من الأعلاف.
ويضيف، بينما يتجول بين أغنامه، “هذا ما تريده حكومة الإنقاذ التي لم تدعمنا يوماً بالأعلاف والأدوية البيطرية”.
وتنتشر في إدلب بشكل ملحوظ لحوم إناث الأغنام لا سيما الفطيمة في ظل انخفاض أسعارها مقارنة بالخروف أو العجل، على الرغم من وجود قرار يمنع ذبحها إلا في حالات عدم قدرة الإناث على الإنجاب أو الكبر في السن أو المرض وحالات أخرى تخضع لتقدير الطبيب البيطري.
وتعجز “الإنقاذ” عن ضبط عمليات ذبح إناث الأغنام وخاصة في الأرياف أكثر منها في المدينة.
ويعلل إداري في مديرية الثروة الحيوانية في مدينة إدلب السبب بـ”تلاعب مربي المواشي والقصابين”.
وكانت “الإنقاذ” قد أصدرت قبل أشهر قراراً يمنع ذبح إناث الأغنام، وتضمن ضرورة ذبح المواشي ضمن المسالخ القانونية بالنسبة للمناطق القريبة منها أو تحت إشراف طبيب بيطري معتمد من قبل نقابة الأطباء البيطريين بالنسبة للمناطق البعيدة عن المسالخ القانونية.
ويشير الإداري في مديرية الثروة الحيوانية إلى أن ذلك يعزز من موقف الرقابة والضبط فيما يتعلق بعمليات ذبح إناث الماشية وخصوصاً الصغيرة منها.
لكن وبالنظر إلى أسواق إدلب وكمية لحوم إناث الأغنام، يظهر أن كل تلك الإجراءات لا تردع الذبح.
ولا ينكر وائل الجوري (36 عاماً)، قصاب من ريف حمص الشمالي ويسكن في مدينة إدلب، ذبحه إناث الأغنام رغم “خطورة ذلك على مستقبل الثروة الحيوانية في المنطقة”.
ولكن القصاب يرى أن الحل لا يكمن بمنع ذبحها، إنما بدعم هذا القطاع عبر فتح باب الاستيراد من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ودعم المربين بالأعلاف.
ويشتري “الجوري” الفطام من رعاة الماشية عبر سماسرة وذلك بأسعار تتراوح بين 32 و28 ليرة تركية للكيلوغرام القائم ويبيع الكيلوغرام منها بـ80 ليرة تركية.
في حين يباع الكيلوغرام من لحم الخروف بـ130 ليرة تركية ولحم العجل بـ120 ليرة.
ويوافقه في الرأي موسى العبيد (30 عاماً)، مربي ماشية في قرية طعوم شمالي إدلب، فإصدار قرار منع ذبح إناث الماشية وصغارها رغم عدم تطبيقه بشكل فعال، لم يراعِ الظروف الاقتصادية لمربي الماشية وحاجتهم للأعلاف في ظل ارتفاع أسعارها وشح المراعي.
كما أنه بات حجة للقصابين “لاستغلالنا وشراء إناث الماشية وصغارها بأقل الأسعار بحجة تخوفهم من القرار الصادر”، بحسب قول “العبيد”.
ويشرح ذلك بأن كيلوغرام الفطيمة القائم حالياً أقل من 30 ليرة تركية، علماً أنه كان قبل القرار 48 ليرة تركية.
ويضيف: “تعرضنا كمربي أغنام لخسائر مضاعفة بسبب القرارات اللامسؤولة لحكومة الإنقاذ التي تتخذ موقف المشاهد إزاء المعاناة التي نعيشها”.
ويزيد على كلامه، “إن كانوا يسعون لإنقاذ إناث الماشية يكفي أن يؤمنوا لها الأعلاف والأدوية، حينها لن نضطر لبيعها للقصابين الذين يستغلوننا”.