روضة لذوي الاحتياجات الخاصة في كوباني.. مواهب تكسوها الإعاقات ويدفنها قلة الدعم المقدم

عين العرب / كوباني – فياض محمد – NPA
أطفال لم يتجاوزا السنة الثانية عشر من عمرهم، ورغم إعاقتهم، يمارسون هوايتهم الخاصة ضمن روضة "هيفي" لذوى الاحتياجات الخاصة بمدينة عين العرب / كوباني.
يمارس الأطفال المصابون بإعاقات مختلفة، هواياتهم، على الرغم من قلة الدعم المقدم لروضتهم التي يرتادونها بشكل يومي، لتأدية رقصات مختلفة، والرسم والغناء وتقديم المسرحيات والتمثيليات البسيطة والعمل في الأشغال الورقية.
هذا الجانب من المواهب، يرافقه علاج يقدَّم للأطفال المصابين بالإعاقات، علاج نفسي وآخر فيزيائي، يجري إخضاعهم له بشكل دوري للمساعدة في تحسين مستوى أدائهم الجسماني والعقلي والنفسي بشكل متوازي.
الروضة تضم /30/ حالة مختلفة، في غالبيتها إعاقات جسدية، من الصم والخلع الولادي إضافة لحالات أخرى.
وقالت المدرسة في روضة "هيفي"، نجاح مشي، لـ"نورث برس" بأن الروضة افتتحت لأول مرة بعد الحرب التي شهدتها مدينة عين العرب / كوباني، إثر هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على المنطقة، مضيفة بأن الروضة تحوي /30/ طالباً وطالبة، لديهم إعاقات مختلفة.
المعلمة أردفت بأن أكثر الحالات التي تحتويها الروضة هي فيما يتعلق بـ"السمع والنطق"، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يمتلكون أجهزة سمع فيما وصل الآخرون لسن أكبر، ومنعتهم الظروف المادية من الحصول على سماعات مناسبة.
الروضة – وفقاً لحديث المدرِّسة- تعمل من خلال الجمعيات على تأمين الوسائل التي تساعدهم على تجاوز إعاقاتهم، لأن معظم الطلاب المتواجدين في الروضة من ذوي الاحتياجات الخاصة، هم بعقل سليم ويعانون فقط من إعاقات جسدية.
أعمارهم وفقاً للمتحدثة تتراوح من/4 – 12/ عاماً، فيما أضافت أنه ليس هناك مبنى كافي لاستقبال عدد كبير من الطلاب بمختلف الأعمار، كاشفة عن محاولات مستقبلية لـ"افتتاح مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة فوق سن الثانية عشر".
كذلك تعمل الروضة على تنمية مواهب الأطفال، الذي يتمتعون بهوايات متعددة، إذ تضيف المدرسة نجاح، بأنه "يوجد لدينا أطفال يحبون الموسيقى كالبزق وغيرها من الآلات، ولكن لا توجد إمكانيات من هذه الناحية، ونحاول قدر المستطاع تأمين المساعدة لهم للارتقاء بموهبتهم".
وترى مدرِّستهم بأن "الأطفال يلتقطون الأفكار بشكل جيد"، فيما تبدي أسفها لعدم استجابة "الجهات المسؤولة والمنظمات خلال أربعة أعوام" لطلبات بتقديم الدعم لهؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، سوى "دعم بسيط من هيئة المرأة" على حد تعبيرها.
الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في روضة "هيفي"، شاركوا خلال الأربعة أعوام الماضية، في ثلاثة مهرجانات وثلاثة معارض، إضافة لمهرجان ذوي الاحتياجات الخاصة في عين العرب / كوباني.
أيضاً أشارت المدرسة في الروضة، آهين عطي، خلال حديثها لـ"نورث برس"، أن الروضة مكوَّنة من ثلاثة صفوف منها للقراءة، وأخرى للصوتيات، والثالثة للقراءة والكتابة معاً، مشيرة إلى أن يومهم يبدأ بالرياضة
وأوردت عطّي حالةً لطفلة تدعى "داريا" مؤكدة أنها تتفوق على زملائها على الرغم من صمها وبكمها، إلا أن الإمكانيات ليست متوافرة لدى عائلتها التي تحتاج إلى ملايين الليرات مع امتناع عدة جهات عن مساعدتها، وعدم وصول ردود من جهات أخرى جرى التواصل معها.
يذكر أن فرقة رقص مكونة من /12/ طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة شاركوا في المهرجان الثالث لفن الطفل في كوباني مؤخراً.