التركمان في منبج من التهميش في مرحلة تنظيم “الدولة” إلى دورٍ فاعلٍ في مناحي الحياة المختلفة

منبج – فتاح عيسى / جهاد نبو – NPA
تتعايش مكوّنات مدينة منبج وريفها معاَ، في كافة مفاصل الحياة المدنية والعسكرية والثقافية والاجتماعية، ويأخذ كل مكوّن دوره في المؤسسات والإدارات والمجالس التابعة للإدارة المدنية الديمقراطية.
ويُعتبر المكوّن التركماني أحد مكوّنات منطقة منبج الأصيلة، والذي يتواجد ضمن هذه المؤسسات الرسمية، إضافةً لوجود جمعيةٍ تركمانيةٍ تقوم برعاية شؤون أبناء هذا المكوّن في مدينة منبج وريفها.
وأفاد النائب في ديوان المجلس التشريعي في مدينة منبج وريفها، جمعة الحيدر، وهو أحد أبناء المكوّن التركماني لـ"نورث برس"، أنّ ديوان المجلس التشريعي يضم أربعة أعضاءً ممثلين عن المكوّنات الأربعة في المدينة (العربي، الكردي، التركماني والشركسي).
وتابع: "فيما يخص الجانب التركماني، فإن المجلس يضم عدداً من الأعضاء من المكوّن التركماني، يمثلون كافة العائلات التركمانية الموجودة في مدينة منبج.
مشاركةٌ فعَّالة
وأوضح الحيدر أنّ أبناء المكوّن التركماني ممثلّون في كافة مؤسسات الإدارة المدنية في منبج وريفها، ويتواجدون في كافة مفاصل هذه الإدارة، سواء أكانت مؤسسات تربوية وتعليمية أو ثقافية أو خدمية، مشيراً إلى أنّهم كمكوّن تركماني "ممثلون في كافة الإدارات بشكلٍ جيدٍ".
وأشار الحيدر إلى أنّ أبناء المكوّن التركماني يسعون من خلال عملهم في هذه الإدارات أن يكونوا "سنداً لها"، بهدف تطوير العمل الإداري في كافة المؤسسات.
وأوضح الحيدر أنّ أبناء المكوّن التركماني يمارسون كافة النشاطات المتعلقة بالثقافة التركمانية، حيث أنّ الجمعية التركمانية تقوم بتنظيم نشاطاتٍ ثقافية ورياضية وتشارك في كافة المناسبات الرسمية، مشيراً إلى رضاهم عن تمثيلهم في هذه المؤسسات، "لأنهم موجودون في دائرة صنع القرار في مدينة منبج وريفها".
الدور العسكري
بدوره أوضح نائب الرئاسة المشتركة في مكتب الدفاع في مدينة منبج وريفها، حسن تركماني، لـ"نورث برس"، أنّ إدارة مكتب الدفاع الذاتي في مدينة منبج وريفها تتألف من الرئاسة المشتركة والنواب، وهم يمثلّون أبناء المكوّنات الأربعة في المدينة، من بينهم المكوّن التركماني.
ولفت التركماني إلى أنّ أبناء المكوّن التركماني "ساهموا في تحرير مدينة منبج من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في عام 2016، وقدموا شهداءً في سبيل تحرير مدينتهم كبقية المكوّنات".
وأضاف أنّهم كمكوّن تركماني، ممثلّون في مكتب الدفاع الذاتي، ويتواجدون كمقاتلين في مجلس منبج العسكري، كما أن شباب المكوّن يلتحقون في خدمة واجب الدفاع الذاتي، ويشاركون إلى جانب بقية المكوّنات "في حماية مدينتهم والدفاع عنها ضدّ الإرهاب والتهديدات الخارجية".
الجمعية التركمانية
كذلك تلعب الجمعية التركمانية في مدينة منبج دوراً فاعلاً في دعم جميع الأنشطة المتعلقة بالمكوّن التركماني، وبشكلٍ خاص الأنشطة الثقافية، من خلال تنظيم دورات تعليم اللغة التركمانية، وإقامة نشاطاتٍ ثقافيةً واجتماعيةً، للمحافظة على العادات والتقاليد والتراث للمكوّن.
فيما أوضح عضو مجلس إدارة الجمعية التركمانية في مدينة منبج، فايز حيدر، لـ"نورث برس"، أنّ الثقافة التركمانية "تعرضت للتهميش في فترة سيطرة تنظيم (داعش) على المدينة، إلى جانب الثقافات الأخرى".
ونوه إلى أنّ أبناء المكوّن التركماني قاموا بتأسيس الجمعية التركمانية بعد "تحرير مدينتهم من تنظيم (داعش) بدعمٍ من الإدارة المدنية الديمقراطية، وذلك بهدف إعادة إحياء الثقافة والتراث التركماني في المنطقة".
وأضاف حيدر أنّ الجمعية قامت بتأسيس فرقةٍ للتراث التركماني، إضافةً لإحياء اللغة التركمانية من خلال دوراتٍ تعليميةٍ مجانيةٍ في الجمعية، إلى جانب تنظيم مشروع برامج الدعم النفسي للأطفال، بدعمٍ من مؤسساتٍ أجنبيةٍ، وتأسيس فرق ثقافية في مركز الثقافة والفن، لدعم الأنشطة الثقافية للمكوّن التركماني.
في حين تضم الجمعية التركمانية لجنة صلحٍ، مؤلفةٌ من مجلس وجهاء وأعيان التركمان، تقوم بالعمل لحلّ المشاكل الاجتماعية المتعلقة بأبناء المكوّن التركماني ضمن مدينة منبج وريفها.
وأشار حيدر إلى أنّ الجمعية نظمت مع اتحاد المثقفين سلسلة محاضراتٍ تعريفيةٍ عن تاريخ التركمان في المنطقة، إلى جانب المشاركة في كافة الاحتفالات والمناسبات الرسمية في مدينة منبج وريفها.
وتعمل الجمعية حالياً على ترجمة كتاب خاص عن تاريخ الوجود التركماني في المنطقة ومناطق انتشارهم، وقبائلهم وجذورهم التاريخية في المنطقة.
وأكّد حيدر أنّ المكوّن التركماني جزءٌ من النسيج الاجتماعي في مدينة منبج، مشيراً إلى أنّ الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها تدعم جميع المكوّنات، لممارسة حقوقها الثقافية وإحياء تراثهم.
أيضاً أكّد أنّ "نسبة تمثيل المكون التركماني في المؤسسات العامة وضمن مشروع الأمة الديمقراطية تعتبر جيدة."