دمشق- نورث برس
36 ألف ليرة سورية هو سعر كتاب واحد من كتب طلاب كلية الإعلام في جامعة دمشق, وهو ما يعادل تكاليف جميع محاضرات فصل واحد خلال السنة السابقة.
تجد رنيم محمد، اسم مستعار لطالبة في السنة الثالثة لكلية الإعلام، صعوبة في تأمين ثمن جميع الكتب والمحاضرات في ظل التدهور الاقتصادي لعائلتها.
تقول الطالبة إنها تكلفت ما يقارب 30 ألف ليرة سورية ثمن شراء جميع المحاضرات خلال الفصل الواحد خلال السنة الدراسية الماضية، ولكن هذا العام “الأسعار مرتفعة ولا أدري كيف سنؤمن ثمنها”.

ومع بدء العام الدراسي الجديد، سجلت أسعار الكتب والمحاضرات الجامعية في دمشق ارتفاعاً قياسياً مقارنة مع السنة الفائتة, ما وضع الطلاب وخاصة ممن يعانون ظروفاً معيشية صعبة أمام تحديات لشرائها.
ويقول محمد العواد، طالب في السنة الثانية بكلية الطب في دمشق، إن سعر أقل مرجع أو كتاب لهم لا يقل عن 40 ألف ليرة سورية.
ويشير الطالب الجامعي إلى أن تكاليف شراء الكتب الجامعية خلال السنوات الست تتزايد بعشرات الأضعاف، “وإذا أردنا حسابها فسيكون الرقم كبيراً يعادل تكلفة الدراسة في جامعة خاصة قبل الحرب”.
ويشتري “العواد” محاضراته والمراجع كل أسبوع أو عندما تتواجد في المكتبة المعتمدة وعليه دفع ما يقارب 50 ألف ليرة سورية.
ويعزي سالم إسماعيل، اسم مستعار لصاحب مكتبة في كلية الآداب بدمشق، ارتفاع أسعار المحاضرات إلى ارتفاع أسعار الورق الأبيض وتكاليف الطباعة والحبر.
ويصل سعر ماعون الورق 18 ألف ليرة سورية.
وتتفاوت أسعار الكتب والمحاضرات الجامعية في مكتبات داخل الكليات وخارج الحرم الجامعي.
ويتساءل عمران الحسن، طالب في السنة الرابعة بكلية الهندسة المعمارية, ساخراً، “ما العلاقة بين داخل الكلية وخارجها حتى يكون هناك فرق في الأسعار؟”.
ويشير إلى أن سعر الكتاب الواحد ضمن مكتبة في كلية الهندسة المعمارية، يصل إلى 30 ألف ليرة، فيما يباع ذات الكتاب خارج الكلية بـ 38 ألف ليرة.
يقول “الحسن” إن التكاليف المترتبة على طلاب العمارة أكثر من بقية الفروع الجامعية لأن الطالب يحتاج إلى شراء عدة مواد وكرتون وأقلام خاصة وإنشاء مشاريع معينة “وهذه المتطلبات تكلف كثيراً”.
ويقدر الطالب احتياجات المواد والمحاضرات شهرياً بأكثر من 200 ألف ليرة سورية.
وفي الوقت الذي يطالب فيه طلابٌ، المعنيين في الجامعة إيجاد حل لتتناسب أسعار الكتب والمحاضرات مع قدرتهم الشرائية وخاصة أنهم ليسوا بنفس السوية المعيشية، يبدو “الحسن” غير متفائلاً في ذلك وخاصة “أننا في كل عام دراسي نُكرر نفس المطالب ولكن بدون أي حلول”.