ضحايا من انتماءات مختلفة بعمليات لداعش في مناطق الحكومة

دمشق ـ نورث برس

رغم الحديث عن انتهاء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، إلا أنه نشاط التنظيم في تزايد مستمر وتشهد مناطق سورية عدة حوادث قتل واغتيال ناهيك عن الخطف وطلب الفدية.

ومازال الكثير من الجنود السوريين يعودون إلى أهاليهم بالأكفان، بعد استهدافهم من قبل خلايا “داعش” خاصة في مدينة درعا، إضافة إلى بعض الحوادث المتفرقة في مناطق الجنوب السوري.

ما زال موجوداً

يتابع صحفي مهتم بالشؤون السياسية في درعا نشاط “داعش” الكثيف في بعض بلدات ومناطق من درعا ومحيط المدينة.

ويشير إلى أن خلايا التنظيم المتشدد تعتدي على المدنيين والعسكريين، ويقومون بعمليات سلب وخطف مستفيدين من ضعف فاعلية الوجود الحكومي في تلك المناطق.

أضاف الصحفي الذي طلب عدم كشف هويته، أن أنواع الاغتيالات التي تحصل بين الفينة والأخرى في تلك المحافظة توجه أصابع الاتهام إلى “داعش”.

وذكر أن أنباء ميدانية تفيد بالعثور مؤخراً على جثة جندي سوري مقطوعة الرأس ومرمية في أرض زراعية تقع بين بلدة نمر ومدينة جاسم ليتبين لاحقاً أن القتيل من محافظة حماة.

إضافة إلى حصول حوادث اغتيال واستهداف باستمرار، فمنذ أربعة أيام أيضاً تم استهداف سيارة الإطعام الخاصة بالجيش بعبوة ناسفة بريف درعا الغربي.

وكانت آخر الحوادث التي حصلت تفجير حافلة مبيت لجنود سوريين وفي العاصمة دمشق في الثالث عشر من هذا الشهر، راح ضحيته أكثر من 18 جندياً سورياً، حيث أعلن “داعش” مسؤوليته عنه.

وبحسب تقارير وأخبار صحفية نشرتها نورث برس، فإن حوادث القتل شبه يومية، حيث قامت مجموعة مسلحة بقتل شاب أمام أخيه يعمل سائقاً على سرفيس في الريف الغربي للمحافظة، بعد إرغامه على النزول من الباص.

كما تم اغتيال موظفين حكوميين في مدينة الصنميين شمالي درعا، وكل تلك الحوادث يقوم فيها مسلحون ينتمون لـ”داعش”، بحسب التقارير.

نشاط إيجابي

وبحسب مصادر في درعا، فإن الشخصيات التي تُستهدف في المحافظة عموماً، هم ممن لهم تأثير إيجابي لصالح عودة سلطة الدولة، سواء كانوا موظفين أو أشخاص من المجتمع المحلي.

وذكرت المصادر بعضاً من تلك الحالات، كـ”اغتيال رئيس مجلس بلدة جاسم العقيد المتقاعد تيسير حمدي العقلة، من قبل داعش، وذلك بعد قيامه باجتماع مع السكان وتأكيده على ضرورة إحصاء الغرباء الموجودين في المدينة”.

غياب سلطة الدولة

وعن استمرار تواجد هذه العناصر رغم انتهاء التنظيم في سوريا؟، قال أحد وجهاء المحافظة، إن “الأمر يعود لغياب سلطة الدولة عن الكثير من  المناطق في درعا، وبقاء الكلمة الأعلى فيها للمسلحين”.

وأشار الوجيه الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن التسويات التي حصلت أواخر 2018، لم تساهم في سحب السلاح وترحيل المسلحين أياً كانت تبعيتهم، حيث تمت التسويات لكن بقي السلاح والمسلحون في معظم المناطق.

وبين الوجيه، أن استمرار تواجد السلاح والمسلحين واستمرار عمليات الاغتيال يسبب حالة من الرعب خاصة للأشخاص المحسوبين على الدولة.

مواجهات مستمرة

تفتش الحكومة السورية منذ أسابيع في منطقة جاسم والمناطق المحيطة بها تعقباً لمعلومات تشير إلى تواجد مسلحين في تلك المناطق.

وتم تصفية شخصيات قيادية عدة من تنظيم “داعش” خلال الحملة الأخيرة منهم  أمير التنظيم العام في المنطقة الجنوبية المعروف باسم (سيف بغدادي، إضافة إلى شخصيات أخرى مثل أيوب فاضل جباوي، وأيهم فيصل الحلقي، وأبو مهند اللبناني، وأبو لؤي القلموني، وكذلك ثائر الندى، وأبو خالد الإدلبي، والداغر، وديفون). 

مطلوب تواجدهم

محلل سياسي سوري قال لنورث برس، إن عناصر “داعش” ما زالوا يتواجدون في أكثر من نقطة ضمن الدولة السورية منها منطقة الجزيرة والحدود مع العراق، إضافة لمناطق أخرى على الحدود الجنوبية.

وأشار إلى أن “المصالح الدولية تقتضي الاحتفاظ بمجموعات منهم في أماكن تواجدهم في سوريا لاستثمارهم عند الضرورة”.

إعداد: ليلى الغريب ـ تحرير: قيس العبدالله