دعم غائب وفتح بوابة السد الجنوبي مطلبٌ لمزارعين بريف الحسكة

ريف الحسكة ـ نورث برس

حتى اللحظة، لم يستطع مخلف العمر (41عاماً) من مزارعي ريف الشدادي، حراثة أرضه استعدادها لزراعتها للموسم الشتوي الحالي، لعدم حصوله على رخص زراعية تمكنه من استلام مستلزمات الزراعة بأسعار مدعومة، بالإضافة لعدم توفر المياه.

ويملك “العمر” أرضاً تبلغ مساحتها 30 دونماً على سرير نهر الخابو، يعتمد في زراعتها على الري.

ولم يحصل المزارعون الذين يملكون أراضٍ زراعية على سرير نهر الخابور، على الرخص الزراعية حتى اللحظة، حيث أن لجان الزراعة في الشدادي تقوم بتوزيع الرخص على مزارعي الآبار فقط.

وبات المزارعون على سرير النهر، يتخوفون من عدم السماح لهم بالحصول على الرخص الزراعية، وعدم فتح بوابة السد الجنوبي، كما حصل في الموسم الصيفي الفائت.

وبلغ عدد الدونمات المروية الواقعة على سرير نهر الخابور في الشدادي وريفها بحسب إحصائية العام الفائت 65 ألف دونماً، بحسب لجنة الزراعة في الشدادي.

يقول “العمر” لنورث برس، إنه لم يحصل في الموسم الصيفي الماضي على الدعم، حتى بوابة السد لم  يتم فتحها لري المزارعين محاصيلهم الزراعية.

ويضيف: “نحن عاجزون عن شراء مستلزمات الزراعة من السوق السوداء بسبب ارتفاع أسعارها، ونتخوف أيضاً من تعرضنا لخسائر في حال قمنا بزراعة الأراضي دون أن يتم فتح بوابة السد لري المحاصيل”.

ويمتد نهر الخابور بداية من ناحية العريشة مروراً بالشدادي ومركدة وريف دير الزور وصولاً إلى نهر الفرات.

ولم تمنح لجان الزراعة في الشدادي المزارعين اللذين يملكون أراضٍ زراعية على سرير نهر الخابور رخصاً زراعية في الموسم الصيفي الماضي، لعدم وجود كميات كافية من الماء لري محاصيلهم، جراء شح الأمطار خلال العام الفائت.

وزرع العديد من المزارعين في الشدادي وريفها، أراضيهم بمحصول القطن والسمسم، إذ أنهم يعتمدون على مياه الصرف الصحي والحفريات الموجودة في نهر الخابور على ري محاصيلهم.

ويشير “العمر”، إلى أنهم قاموا بمراجعة لجان الزراعة من أجل الحصول على الرخص الزراعية للموسم الشتوي الحالي، لكن دون أي نتيجة، إذ كان الرد من قبل المسؤولين، بأن قرار منحهم الرخص “لم يصدر حتى اللحظة”.

ويطالب المزارعون من الجهات المختصة والمسؤولة عن الزراعة في إقليم الجزيرة، بمنحهم رخصاً زراعية للحصول على مستلزمات الزراعة بالإضافة لفتح بوابة السد الجنوبي لري محاصيلهم.

وسيضطر خالد الإبراهيم (37 عاماً) وهو مزارع من ريف الشدادي، لشراء مستلزمات الزراعة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، لعدم حصوله على دعم من لجان الزراعة.

وفي ظل عدم توفر المياه لعدم فتح بوابة السد الجنوبي، فسيعتمد “الإبراهيم”، كغيره من المزارعين، على مياه الصرف الصحي لري المحاصيل، “ونحن نتخوف من هذه المشكلة لأنها تهدد الحقول الزراعية المروية بالتلف وتعرضنا لخسائر”، بحسب المزارع.

وخلال الموسم الشتوي الفائت، تعرض مزارعو البعل في ريف الحسكة الجنوبي، لخسائر فادحة نتيجة الجفاف وقلة الأمطار.

وفي شهر أب/ أغسطس الماضي، قال موسى خلف، الرئيس المشارك لمديرية الموارد المائية بإقليم الجزيرة، التابعة للإدارة الذاتية، لنورث برس، إنه لن يتم فتح باب السد الجنوبي للحسكة ، خلال الموسم الصيفي، نظراً لعدم وجود كميات كافية من الماء داخله.

وأشار “خلف” حينها، إلى أن سعة السد الجنوبي من المياه حوالي 600 ميلون متر مكعب، وحالياً الكميات المتواجدة فيه 100 مليون فقط.

وحذر “موسى”  من تعرض السد للضرر في حال انخفضت كميات المياه إلى ما دون الـ70 مليون متر مكعب.

وأضاف أن الكميات التي تخزن فيه حالياً، هي “لفتح البوابة خلال الموسم الشتوي القادم”، بحسب “موسى”.

ومن جانبه قال مهند المطوب، الرئيس المشارك للجنة الزراعة في الشدادي، لنورث برس، إنهم لم يمنحوا المزارعين الذين يملكون أراضٍ زراعية على سرير نهر الخابور رخصاً زراعية، للموسم الشتوي، للحصول على الدعم، “لعدم توفر كميات كافية من المياه في سد الحسكة الجنوبي ، لري المحاصيل”.

وأضاف أنه في حال شهدت المنطقة زخات مطرية خلال الأيام المقبلة، وزاد منسوب مياه السد، سيتم فتح البوابة. وأشار إلى أنه يتم حالياً منح الرخص لمزارعي الآبار المروي فقط.

إعداد: باسم شويخ ـ تحرير: قيس العبدالله