سياسيون وعسكريون سوريون: تركيا تستدرك عجزها في الشمال السوري بـ”النصرة”

حلب ـ نورث برس

يقول عضو في مجلس الشعب السوري، عن بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، إن ما يحصل في الشمال السوري ليس إلا ترتيب أوراق وتحريك أحجار شطرنج تقوم به تركيا، لتصفية الفصائل وتصدير هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، للمشهد.

ويرى عضو البرلمان السوري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لنورث برس، أن تركيا بدأت بإنهاء حالة الفوضى الفصائلية التي أشاعتها في كافة مناطق الشمال السوري القابع تحت سيطرتها “لصالح تنظيم متمرس تنظيماً وقتالياً كهيئة تحرير الشام”.

ويقول: “الهيئة ستحل عاجلاً أم آجلاً كبديل عن هذه الفصائل التي أدت مهمتها في إشاعة الفوضى وأعمال السلب والنهب وغيرها من الممارسات التي كانت من يوميات الحياة في مناطق السيطرة التركية”.

ويشير البرلماني إلى أن حديثه ليس للمقارنة بين “محاسن النصرة ومساوئ الفصائل، فكلاهما يمتهنان الارتزاق والإرهاب”، إنما “أتحدث عن الدور التركي في رسم سياسات الجماعات المسلحة وإقصاء فصيل على حساب آخر”.

ويعرب السياسي السوري عن اعتقاده في أن المطلوب من الهيئة، “فرع سوريا لتنظيم القاعدة الإرهابي، وشقيقة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”، في مقبل الأيام “تنفيذ ما عجزت عنه الفصائل ولم تستطع فعله تركيا بسبب الضغوط الدولية، وهو محاربة قوات سوريا الديمقراطية خاصة في منبج وتل رفعت”.

وقبل أيام، انسحبت أرتال عسكرية لهيئة تحرير الشام من مناطق في عفرين وريفها نحو إدلب، عقب اشتباكات دامية مع الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني، فيما أبقت على قواتها الأمنية في المناطق التي سيطرت عليها.

وفي الثالث عشر من هذا الشهر، سيطرت هيئة تحرير الشام على مدينة عفرين، بعد اشتباكات مع فصائل تتبع للجيش الوطني.

وأشار البرلماني السوري، إلى أن تركيا تسعى “لإلقاء الكرة بملعب النصرة وستقدم لها كافة أشكال الدعم مع التنصل من المسؤولية المباشرة، للبقاء في المنطقة”.

وأعرب عن اعتقاده في أن بلدتي نبل والزهراء ستكونان في “عين العاصفة”، وستواجهان خطر هذا التوجه التركي الجديد، باعتماد الهيئة “كوكيل حصري لها في الشمال السوري، وهذا التنظيم المتشدد لن يتوانى عن مهاجمة واستهداف البلدتين”.

“مسرحية تتضمن إراقة الدماء”

وصف عميد متقاعد (64 عاماً) من مدينة نبل، طلب عدم ذكر اسمه، أن ما يجري من اقتتال في مناطق سيطرة تركيا، ما هو إلا “مسرحية مسموح بها إراقة الدماء، ولكن بشرط تنفيذ السيناريو بشكل محكم”.

وأضاف لنورث برس: “الأتراك هم من دفعوا الهيئة لاقتحام عفرين ومن ثم محاولة دخول أعزاز وبعدها الباب، والهيئة تحالفت مع فصائل تركمانية تعتبر الأكثر قرباً من الاستخبارات التركية كسليمان شاه وفرقة الحمزة”.

ورأى أنه “عاجلاً أم آجلاً سيصبح الشمال السوري المسيطر عليه من تركيا بقبضة التنظيم الإرهابي”. مضيفاً: “طبعاً تركيا سيكون بإمكانها دفع النصرة الهيئة لمهاجمة الكرد أو الإيرانيين في نبل والزهراء وحتى القوات الحكومية والروسية والتنصل منهم عند الحاجة وتسليم المناطق إذا توافقت مع روسيا والدولة السورية”.

وأعرب العميد المتقاعد عن اعتقاده في أنه بالمحصلة “تركيا ستكون بوضع يكسبها أريحية بحالة نشوب معارك أو حصول توافق”.

ورجح الحاج رضا (36 عاماً) وهو قيادي في الدفاع المحلي من سكان بلدة الزهراء، أن تتوتر الأجواء وتنشب معارك على نطاق محدود أو واسع مع استتباب الأمر لهيئة تحرير الشام بعد أن تقصي باقي الفصائل أو تضمها لتشكيلاتها العسكرية.

تقرير: جورج سعادة ـ تحرير: قيس العبدالله