أبرز أسبابها الوضع المعيشي وعدم الاستقرار.. الهجرة حديث سكان كوباني
كوباني – نورث برس
يبحث عمر عن طريقة آمنة، للهجرة من مدينته التي قضى فيها (27 عاماً)، لكن الظروف المادية تقف حاجزاً أمامه، إذ لا قدرة لديه على تأمين تكاليف السفر.
ورغم علمه أنها رحلة محفوفة بالمخاطر، يقول عمر شاهين، من سكان كوباني، شمالي سوريا، إنه بات مقتنعاً بالهجرة أكثر من ذي قبل، بسبب الظروف المعيشية السيئة وتدني الدخل الوظيفي.
وسعياً للوصول إلى أوروبا، يخطط شبان من كوباني للهجرة، لما أرجعوه إلى تردي الحالة المعيشية والأوضاع الأمنية وعدم استقرار المنطقة.

لكن “شاهين” يبدو متردداً، في ذلك، شيئاً ما، “بيتنا هو رأس مالي، لا يمكنني بيعه والمخاطرة بالسفر بثمنه، ربما لا يحالفني الحظ فأخسر المبلغ، وعائلتي تتشرد وتزداد علي النفقات”.
وتكلف الهجرة إلى أوروبا أكثر من 10 آلاف دولار أميركي للشخص الواحد، ما يعني آلاف الدولارات تخرج من المنطقة شهرياً للمهربين إلى تلك الدول، ويعمد سكان إلى بيع عقارتهم ومنازلهم بأسعار رخيصة لتأمين تكاليف الهجرة.
“لا فرص عمل”
يقول غمكين أحمد (25 عاماً) من سكان كوباني، إن السبب الرئيسي لهجرة الشباب هو عدم توفر فرص العمل في المنطقة.
وحاولت نورث برس، التواصل مع هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في إقليم الفرات، للتعليق على موضوع الهجرة، إلا أنها رفضت، واكتفت بالتعليق أن أغلب من يهاجرون يتركون عملهم، ما يعني أن العمل متوفر، وفق ما أفادوا به معد التقرير.
إلى أن لـ”أحمد” رأيٌ آخر، حيث يرى أن الوضع المعيشي لسكان كوباني صعب جداً، “يعمل البعض من الصباح حتى المساء بأجرة 15 ألف ليرة يومياً وهذه الأجور لا تكفيهم”.
ويشير إلى أن ثمن عبوة زيت 35 ألف ليرة سورية، وهو ما يعادل أجرة العامل أو الموظف لأكثر من يومين.
ويتحدث عن نفسه، أنه يصرف شهرياً ما يقارب 200 دولار على عائلته المكونة من أربعة أشخاص، مع التقشف للحد الأدنى بالمصروف الذي تحتاجه أي أسرة في المنطقة.
ويضيف “أحمد”، الذي يعمل في محل بيع أدوات كهربائية، أن توقف حركة البناء وتوجه أغلب المنظمات إلى مدينة الرقة وتراجع إنتاج الموسم الزراعي منذ عامين، كلها أسبابٌ أثرت بشكل كبير على الوضع المعيشي وعدم توفر فرص العمل.
ولا يوجد إحصاءات دقيقة لأعداد الشباب المهاجرين من المنطقة شهرياً، إلا أن العشرات منهم يظهرون على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وصولهم إلى دول مثل لبنان والجزائر في طريقهم إلى الدول الأوروبية.
“قصف تركي متكرر”
ويساهم عدم الاستقرار في المنطقة، بسبب قصف تركيا المتكرر للمدينة وريفها واستهداف سكان في قرى الشريط الحدودي بين فترة وأخرى، في الهجرة أيضاً، بحسب سكان.
ويرى الشاب أن التهديدات التركية على المنطقة تتسبب بعدم الاستقرار، فتركيا تمارس “حرباً نفسية” ضد سكان المنطقة بحسب قوله، كما أن عدم توفر فرص العمل مرتبطٌ بعدم الاستقرار الأمني.
ويهاجر أغلب شباب كوباني عبر لبنان ومن ثم إلى الجزائر ومنها إلى أوروبا، وآخرون يهاجرون من لبنان إلى ليبيا، وهناك يتحملون مخاطر السفر بحراً إلى إيطاليا، ومنها إلى إحدى الدول الأوروبية.

السبت الماضي، ارتفع عدد ضحايا غرق قارب المهاجرين السوريين قبالة السواحل الجزائرية، إلى 18 شخصاً من مدينة كوباني.
ويقول مصطفى شيخو (22 عاماً)، إنه يرغب في الهجرة، لكن مخاطرها وتكرار حالات غرق القوارب في البحر، تجعله متردداً في الإقدام عليها.
ويصف الشاب العشريني، الذي يملك محلاً لبيع الأحذية، الوضع المعيشي لسكان المنطقة بأنه “مأساوي”، ناهيك عن عدم توفر الأمن والاستقرار “بسبب العدوان التركي المتكرر على المنطقة”.
ويوافق سابقه أن القصف المتكرر للقوات التركية على المنطقة يؤثر على الوضع النفسي للسكان، وبالتالي يرون أن الحل بالهجرة إلى أوروبا.
ويضيف: “أغلب من يمتلكون أموالاً، لا يصرفونها على مشاريع أو أعمال بناء، بل يدفعونها لإخراج أولادهم من المنطقة”.