مواقف متباينة عقب مهاجمة اعتصامٍ طالب بتدريس منهاج ممنوع في القامشلي
القامشلي – نورث برس
فتح اعتصام في القامشلي؛ طالب بتدريس منهاج الحكومة السورية الممنوع في المدينة التي تسيطر الإدارة الذاتية على أغلب مساحتها، الباب أمام سلسلة بيانات ومواقف متباينة.
وتعرّض محتجّون على منع الإدارة الذاتية تدريس المنهاج الحكومي ضمن معاهد خاصة، أمس الأربعاء، للهجوم من قِبل من وصفتهم قِوى الأمن الداخلي (الأسايش)؛ بمعارضي الاعتصام.
وقال المجلس الوطني الكردي في سوريا، إن “مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، فضّوا الاعتصام بالقوة وبالسيارات التي اخترقت تجمُّع المعتصمين”، فيما قالت “الأسايش”؛ إن ” قواتهم تواجدت في المكان لحماية المعتصمين رغم عدم حصولهم على الترخيص”.
ويعارض “الوطني الكردي”؛ وهو أحد أجسام الائتلاف السوري المعارض، ويتّخذ من تركيا مقراً له، تدريس مناهج الإدارة الذاتية “كونه غير معترف به”، ويطالب بالسماح للطلبة بدراسة منهاج الحكومة السورية، التي تقول بيانات الائتلاف إنه فاقد للشرعية.
وتعتمد الإدارة الذاتية، لشمال وشرق سوريا؛ في مناطق سيطرتها؛ تدريس مناهج خاصة بها، منذ العام 2015، كما أنشأت خلال السنوات القليلة الماضية؛ أربع جامعات.
وذكر “الوطني الكردي”، أنه تمّ “الاستيلاء على أجهزة الموبايل، ومنع تصوير مشاهد الاعتصام، واعتداءاتهم على المعتصمين السلميين”، فيما نفت “الأسايش” تلك الاتهامات، وقالت؛ إن “مشادّات كلامية ومشاجرات؛ جرت بين المعتصمين وعدد من الشبان الرافضين للاعتصام، وأن قواتهم قامت على الفور بفضّ المشاجرات بين الطرفين وتفريقهم، حفاظاً على سلامة الجميع”.
وقال مراسل وكالة “روبتلي” الروسية، ايفان حسيب، إنه تعرّض للضرب خلال تواجده في موقع الاعتصام، وأنه تلقّى تهديدات بالاعتداء عليه مرة أخرى.
وفي اتصال مع نورث برس، قال “حسيب”، إنهم فور وصولهم لموقع الاعتصام، أظهروا مهماتهم الصحفية لعناصر “الأسايش”، وأن الأخيرة أخبرتهم أن التصوير ممنوع كون الاعتصام غير مرخّص، لكنهم بقوا في المكان على أمل أن يتغيّر الحال، وفقاً لقوله.
وأضاف مراسل الوكالة الروسية: “تعرّضت للضرب من الخلف من قِبل شخص مجهول، يرتدي لباساً أسوداً”، وبعد جدال حول سبب الاعتداء عليه، “انهال عليه أكثر من عشرة أشخاص بالضرب”، عندما كان متواجداً بجانب القِوى الأمنية.
واتهم إيفان حسيب، “الشبيبة الثورية”؛ وهي تجمّع شبابي ينشط في مناطق الإدارة الذاتية؛ بالاعتداء عليه وعلى المعتصمين، وقال؛ إنه سيرفع شكوى لدائرة الإعلام في الإدارة الذاتية، واتحاد الإعلام الحرّ وقِوى الأمن الداخلي؛ ضدّ المعتدين؛ الذين عرف ثلاثة منهم.
وأعلنت معاهد خاصة في القامشلي، أواسط الشهر الجاري، تعليق دوامها، عقب إغلاقها من قِبل الإدارة الذاتية، وقالت؛ إن السبب هو منع تدريس المناهج الحكومية، فيما قال الرئيس المشارك لهيئة التربية والتعليم، في إقليم الجزيرة؛ مصطفى فرحان، لنورث برس، إنّ تلك المعاهد خالفت شروط الترخيص، وأبرزها تدرِّس اللغات الأجنبية لا المنهاج الحكومي.
صدى الحدث تجاوز حدود القامشلي، حيث اتهمت وسائل إعلام حكومية، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)؛ بالاعتداء على متظاهرين من أولياء أمور وطلاب مدارس في مدينة القامشلي، بعد تجمّعهم أمام مبنى منظمة الأمم المتحدة.
ولم تُبدي المنظمة الأممية أي ردة فعل أو تعليق تجاه الحدث، وهي التي غالباً تلتزم الصمت تجاه الاعتصامات والفعاليات التي تجري أمام مقرها، وسط القامشلي.
وذكرت وكالة “سانا” الحكومية، أن مسلحين تابعين لـ”قسد”، فرّقوا حاملي لافتات؛ مكتوب عليها عبارات تُطالب بإعادة فتح المدارس؛ التي تدرّس المناهج الحكومية.
المجلس الوطني الكردي قال في نهاية بيانه؛ إنه “يؤكّد من جديد على تنديده بقرار إغلاق المعاهد والمدارس، ويطالب بإفساح المجال أمام الطلاب لمتابعة دراستهم”، فيما تداول مناصري الإدارة الذاتية؛ هاشتاغ داعم لتدريس اللغة الكردية ضمن منهاج الإدارة.