نقص المحروقات يفقد سكاناً بمنبج مصدر رزقهم ومنشآت صناعية تخفّض الإنتاج
منبج – نورث برس
أوقف محمود، مؤخّراً 40 عاملاً لديه، بعدما اضطرّ لإغلاق بعض خطوط الإنتاج في شركته، بسبب قلة المحروقات المستلمة من مديرية المحروقات في منبج.
ويمتلك محمود الجمعة، (42 عاماً)، منشأة لصهر المعادن في منبج، تعمل على إعادة تدوير الحديد (الخردة) وجعله مواد خام.
وتؤمّن منشأته 110 فرصة عمل لشباب من سكان منبج، في أفران صهر الحديد، وهناك ما يقارب ذات العدد من العاملين بجمع “الخردة”، بحسب صاحب الشركة.
ولأن منشأته كبيرة، يُشغِّلها بثلاث مولدات وتستهلك 60 ألف ليتر من المازوت أسبوعياً، بينما يستلم 30 ألف ليتر من المحروقات، لذا يضطرّ أسبوعياً لشراء النقص من السوق الحرّ بـ 1300 ليرة لليتر الواحد.
وفي منبج، التي تعدّ من أكبر المدن الصناعية في شمال شرقي سوريا، يشكو أصحاب المنشآت والمعامل من قلة كميات المازوت المستلمة من قِبل مديرية المحروقات، ما دفع البعض لتخفيض كمية الإنتاج لديهم، الأمر الذي تسبّب بدوره بخسارة عمالٍ لمصدر رزقهم.
ويقول “الجمعة”، إنه سيوقف العمل بشكل كامل في حال استمرار الوضع على هذا المنوال، “شراء المحروقات من السوق السوداء خسارة، نحتاج الدعم بشكل مستمر”.
ويضيف صاحب المنشأة الآنفة الذكر، الذي ليس لديه مشكلة بدفع 410 ليرات لقاء سعر ليتر من المازوت المدعوم، “نحن نطلب تغطية حاجتنا من المازوت، النقص في المادة هو أكبر العوائق التي تواجهنا”.
ورغم الكشوفات المستمرة من قِبل لجنة الاقتصاد، ومديريتي المحروقات، والصناعة بمنبج؛ والتي تثبت حاجة “الجمعة”، والكميات التي تستهلكها منشأته من المحروقات، يطالب الرجل أيضاً بتشكيل لجان لفحص المنشأة وحاجتها للمازوت من قِبل المعنيين.
ويُرجع عبود العلي، إداري في مديرية صناعة منبج وريفها، سبب تخفيض مخصّصات المعامل والمنشآت من المازوت؛ إلى البدء بتوزيع مادة التدفئة، إلى جانب زيادة عدد المنشآت الصناعية في منبج، بشكل عام.
ووفقاً لتقارير سابقة أعدّتها نورث برس، خلال عام 2020، كان عدد المنشآت الصناعية المسجّلة في غرفة التجارة والصناعة في المدينة حينها 200 منشأة.
وارتفع العدد خلال العام الماضي، إلى 250 منشأة، فيما وصل خلال العام الجاري إلى 720 منشأة خاصة للمواد الغذائية والحلويات والأدوية وصهر وتدوير الحديد، والمنظفات وصناعة الأعلاف؛ بحسب مديرية الصناعة في منبج.
وتلعب تلك المنشآت الصناعية دوراً هاماً في تغطية احتياجات المدينة وتوفير فرص عملٍ للشباب، وتعتبر مصدراً أساسياً لنقل البضائع إلى مناطق أخرى في شمال شرقي سوريا.
وتعدّ مدينة منبج؛ أحد أهم المراكز الصناعية شمالي سوريا، في الوقت الحالي؛ إذ أنها عقدة مواصلات وطريق تجاري يربط مناطق الإدارة الذاتية، بمناطق سيطرة الحكومة السورية، إضافة لمناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
ويُشير الإداري في مديرية صناعة منبج؛ إلى أن دعم المنشآت بمادة المازوت، يكون عبر برنامج محدّد لكل منشأة، ويتراوح بين أسبوع أو أسبوعين، وبحسب ساعات العمل التي تتراوح بين 6 و8 ساعات عمل يومياً.
وفي ضوء ذلك تُصرف كمية معينة من مادة المازوت للمنشأة بحسب طبيعة عملها.
ويؤكّد “العلي”؛ إن مخصّصات المعامل والمنشآت، سيتم تخفيضها لحين الانتهاء من توزيع مادة مازوت التدفئة على السكان.
تصريحات المسؤول في الإدارة المدنية بمنبج، لم تلقى صدىً إيجابياً لدى جمعة الموسى، صاحب معمل لصناعة قضبان الحديد، الذي يشكي بدوره من تأثير قلة المحروقات على كمية الإنتاج لديه.
ويقول “الموسى”، إن النقص في المازوت دفعه لتخفيض إنتاج معمله من 40 طن يومياً إلى 20 طن، حيث بات يستلم 16 ألف ليتر بدلاً من 25 ألف ليتر، وهي الكمية التي يحتاجها المعمل.