القصف المُتكرّر.. يُخيف سكان عين عيسى المُتبقّين في منازلهم

عين عيسى – نورث برس

رغم عودة الهدوء إلى بلدة عين عيسى، وقُراها منذ يومين، إلا أن القلق من تجدُّد الاستهداف؛ ما زال ينتاب عبد العواد، فهو يعلم جيداً أن ذلك الهدوء لن يستمر أكثر من يوم.

يقول الرجل، وهو في العقد الخامس من عمره؛ بينما يقف وسط البلدة، يهدأ القصف لأيام، ثم فجأة تعود القذائف من مناطق سيطرة الفصائل المسلحة للسقوط في بلدتنا ومحيطها.

ويُضيف، “القصف المُفاجِئ يُهدّد حياتنا وحياة أطفالنا”.

وقبل يومين، قصفت القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها؛ من قاعدتها في قرية الشركراك، شمالي الرقة، قُرى: الفاطسة وصيدا ومشيرفة والحويجة والجهبل ومعلك، شرقي عين عيسى.

وسبقها بأيام، قصف تركي “عشوائي ومُتقطِّع”، إذ سقطت عدّة قذائفَ هاون ومدفعية على الصوامع، شمال شرقي البلدة.

ورغم المخاطر التي تُحدق به، يصرُّ “العواد”، على البقاء في عين عيسى، بينما دفعت المخاوف من القصف المتكرّر بعض العائلات للنزوح من منازلها.

وعلى ذلك، يُطالب “العواد”، الدول الضامنة لوقف إطلاق النار؛ بأن “تتحمّل مسؤولياتها، وتتدخّل لوضع حدّ لإيقاف القصف التركي”.

ولا يثق بالقوات الروسية الضامنة ووعودها؛ التي وصفها بـ “الكاذبة”، فيقول؛ إنه رغم كثرة الاعتصامات الشعبية أمام النقاط الروسية، لكنها “غير مبالية”.

وفي الرابع والعشرين من تموز/ يوليو، الماضي، احتجّ سكان في عين عيسى، أمام القاعدة الروسية، استنكاراً للصمت الروسي حيال الاستهدافات التركية للمنطقة.

وتضمّ البلدة؛ نقاطاً لقوات الجيش السوري، وقاعدة للقوات الروسية، والتي تمرّكزت في البلدة عقب تفاهماتٍ مع “قسد”، إبّان العملية العسكرية التركية ضدّ سري كانيه (رأس العين)، وتل أبيض في 2019.

ويُعبّر أحمد الزاهر، (45 عاماً)، عن مخاوفه على حياة أطفاله، وخاصة أنه لا يملك مكان آخر للنزوح إليه.

ويقول الرجل الأربعيني؛ إنه لا تكاد أن تمرّ 24 ساعة؛ حتى تعاود تركيا، والفصائل الموالية لها؛ بقصف المنطقة “يريدون تهجيرنا من منازلنا”.

ويُطالب هو الآخر، بتدخُّل الدول الضامنة والمنظّمات الإنسانية والحقوقية، لإيقاف القصف على المدنيين الآمنين في البلدة.

وفي الرابع والعشرين من أيار/ مايو، الماضي؛ أبدت أميركا قلقها من القصف التركي على شمال شرقي سوريا.

وقال المُتحدِّث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، حينها، إن الولايات المتحدة تتوقّع أن تلتزم تركيا؛ بالبيان المشترك الصادر في تشرين الأول/أكتوبر، 2019؛ بخصوص العمليات العسكرية الهجومية في سوريا.

ولكن ذلك لم يحدُث على أرض الواقع، إذ تستمر تركيا، بشكلٍ شبه يومي بقصف كامل الشريط الحدودي في شمال شرقي سوريا، وكثّفت من هجماتها خاصة بعد قمة طهران، وخاصة بطائراتها المُسيّرة، مستهدفةً سيارات مدنية وعسكرية، إلى جانب القصف المدفعي.

وتقول زهرة رمضان، (35عاماً)، إن جلَّ ما يبحثون عنه، “العيش بسلام وأمان، نحن مدنيُّون، لكل منا أعماله؛ هناك من يزرع أرضه، وآخر يرعى ماشيته، نرغب أن نعيش حياتنا اليومية بسلام”.

وتُضيف؛ أن حظّهم العاثر أوقعهم “ضحية للعبة سياسية، وتحت رحمة الأطماع التركية باحتلال عين عيسى؛ والمقايضة عليها”.

إعداد: كلستان محمد – تحرير: زانا العلي