تطوّر أثار جدلاً دولياً.. تعبئة عسكرية ومساعٍ لضمّ مناطق أوكرانية إلى روسيا

أربيل- نورث برس

أعلنت روسيا، الأربعاء، عن تعبئة جزئية فورية لـ300 ألف من جنود الاحتياط، بالتزامن مع إعلان دعمها للاستفتاء لضمّ مناطق أوكرانيا، مما أثار جدلاً دولياً ورفضاً غربياً.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مسجّل بثّه التلفزيون الرسمي، اليوم الأربعاء، إنه استدعى جنود الاحتياط للمساعدة في حرب روسيا ضد أوكرانيا .

وقُوبِل هذا الخطاب بتعهُّدات غربية جديدة لدعم أوكرانيا، في حربها المستمرة بوجه روسيا؛ منذ شباط/فبراير، الفائت.

تعبئة واستفتاء

قال بوتين، إنه في المقام الأول، سيتمّ استدعاء جنود الاحتياط ذوي التدريب والخبرة للانضمام إلى التعبئة العسكرية.

ويأتي الخطاب الروسي، بعد أيام من تراجع قواته تحت تأثير ضربات وهجمات مضادة للجيش الأوكراني، شرقي البلاد.

وأضاف بوتين: “للدفاع عن روسيا وشعبنا، سنستخدم بلا شكّ كل الموارد المتاحة لنا”، وهذا ما فسّرته مواقع على إنها إشارة إلى احتمال استخدام السلاح النووي في حال ضاقت السبل بموسكو.

وأعلن بوتين، أن المتطوعين الذين يقاتلون حالياً لصالح روسيا؛ في حربها ضد أوكرانيا، سيُمنحون نفس الوضع القانوني الذي يتمتع به الأفراد العسكريين النظاميين.

وقال، إن أولئك الذين يتمّ حشدهم للقتال في الحرب، سيتقاضون رواتبهم ويحصلون على وضع الأفراد العسكريين الذين يخدمون بموجب العقد.

كما شدّد بوتين، على إن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتوفير بيئة آمنة في إقليم دونباس، ومناطق حدودية أخرى؛ لإجراء استفتاءات هذا الأسبوع للانضمام إلى الاتحاد الروسي.

ويوم أمس الثلاثاء، أعلنت كل من جمهوريتا لوهانسك، ودونيتسك الشعبيتين، أنهما ستُجريان استفتاءات وشيكة بشأن الاعتراف بها كجزء من روسيا.

وأشار مسؤولون موالون للروس، في منطقة خيرسون، بجنوب أوكرانيا، إلى أنهم يعتزمون إجراء استفتاء أيضاً، كما أشارت السلطات الموالية لروسيا، في منطقة زابوريزهزهيا؛ إلى أنها ستفعل الشيء نفسه.

أوكرانيا ترد

بالمقابل تصرّ أوكرانيا، على عدم تخلّيها عن مناطقها الشرقية التي سيطر عليها الروس في 2014، بما فيها جزيرة القرم، وكذلك في الحرب الأخيرة المستمرة منذ شباط /فبراير، الفائت.

وقالت، أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء غربيون آخرون؛ إنهم لن يعترفوا بنتائج هذه الاستفتاءات.

ورفضت أوكرانيا مُسبقاً أي نتيجة للاستفتاءات في المناطق “المحتلة”، ووصفتها بأنها “زائفة” نابعة من “الخوف من الهزيمة”.

ومن المقرّر أن يُلقي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وستبدأ الاستفتاءات يوم الجمعة المُقبل، في مناطق لوهانسك، وخيرسون، وزابوريزهزهيا، ودونيتسك التي تسيطر عليها روسيا جزئياً.

ردود دولية

لكن دولاً في حلف الناتو رفضوا الإعلان، وأكّدوا مُجدّداً التزامهم بدعم الجيش الأوكراني.

وقال رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، “لا يمكن لروسيا أن تربح هذه الحرب، وما يجري نوع من الذعر لديها”.

وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس: “لا يمكن لأي قدر من التهديدات والدعاية أن يخفي حقيقة؛ أن أوكرانيا تكسب هذه الحرب، وأن المجتمع الدولي مُتَّحد وأن روسيا أصبحت منبوذة عالمياً”.

والاستفتاءات، التي أيّدها بوتين؛ خلال خطابه اليوم، قد تُمهِّد الطريق لضمّ روسيا للمناطق، مما يسمح لموسكو، بتأطير الهجوم المضاد الأوكراني الحالي هناك؛ على أنه هجوم على روسيا نفسها، وبالتالي تزوّد موسكو بذريعة تصعيد ردّها العسكري.

وتُشكِّل المناطق الأربع التي أعلنت عن خططها للاستفتاء، حوالي 18٪ من أراضي أوكرانيا.

وقالت السفيرة الأميركية، لدى أوكرانيا، بريدجيت برينك؛ على تويتر، يوم الأربعاء، إن “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي علامات ضعف وفشل روسي، ولن تعترف الولايات المتحدة أبداً بادّعاء روسيا بضمّها”.

وقال، روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، إن التعبئة الجزئية للجيش التي أمرت بها روسيا، هي تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا، تدرس الحكومة الألمانية الردّ عليه.

وأضاف، أنها “خطوة أُخرى سيئة وخاطئة من روسيا، والتي بالطبع سنناقشها ونتشاور بشأنها سياسياً فيما يتعلّق بكيفية الردّ”.

من جانبها، حثّت وزارة الخارجية الصينية، جميع الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف، بعد أن حذّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؛ الغرب بشأن ما وصفه “بالابتزاز النووي”.

وقال المُتحدّث باسم الوزارة وانغ ون بين، في إفادة إعلامية دورية، يوم الأربعاء، إن موقف الصين بشأن أوكرانيا ثابت وواضح، دون المزيد من التعليقات.

وفي أعقاب خطاب بوتين مباشرة، قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو؛ إن التعبئة الجزئية ستنشر 300 ألف جندي إضافي، من ذوي الخبرة العسكرية والتدريب المتخصّص.

وأضاف، أن روسيا لديها 25 مليون رجل؛ من ذوي الخبرة العسكرية، قائلاً؛ إن التعبئة الجزئية الحالية تُغطّي فقط حوالي 1 في المائة من هذا العدد.

وقال شويغو: “نحن لا نقاتل فقط مع أوكرانيا، بل مع الغرب”، وأضاف أن 5937 روسياً، قُتلوا في الحرب حتى الآن.

والحصيلة التي كشفها وزير الدفاع، هي أقل بكثير من الخسائر التي تقول عنها كييف بأنها قتلت أكثر من 50,000 جندي روسي، بينما قال شويغو؛ أن الروس قتلوا 61,207 جندياً أوكرانياً.

إعداد وتحرير: هوزان زبير