مزارعو أشجار مثمرة في كوباني يشكون قلّة مخصّصاتهم من المازوت

كوباني – نورث برس

يشتري أحمد، المازوت الحرّ لسقاية أشجاره، وحراثة أرضه، إذ لا تكفيه مخصّصاته من المادة التي تقدمها مديرية الزراعة، في إقليم الفرات؛ وخاصة أن هناك أعمال أخرى يحتاج فيها للمازوت مثل تقليم الأشجار، ورشّ المبيدات الحشرية.

ويمتلك أحمد بكنادي، (67عاماً)، مزارع من قرية بوبان، غربي كوباني، 14 هكتاراً من الأشجار المثمرة، جُلّها للفستق الحلبي، يحرثها سبع مرات في العام، وفي كل مرّة يحتاج ما يقارب 100 ليتراً من المازوت.

وتخصّص المديرية، 50 ليتراً من المازوت للهكتار الواحد خلال الموسم، يحصل عليها المزارعون بموجب رخصة تُمنح من قبل المديرية.

ولكن مزارعين يؤكّدون؛ أن تلك الكمية غير كافية، ما يضطّره للشراء من الأسواق بأسعار مضاعفة.

يقول “بكنادي”، إنه يشتري المازوت من السوق الحرّة بـ 800  ليرة لكل ليتر، في حين أنه إلى الآن لم يتسلّم الـ 50 ليتر من المديرية.

 وخلال العامين الماضيين، وفي ظلّ تراجع إنتاج المحاصيل الشتوية وشحّ الأمطار، زاد إقبال المزارعين في كوباني؛ على زراعة الأشجار المثمرة وخاصة الفستق الحلبي.

ويعتمد أغلب المزارعين في قرى ريف كوباني الغربي، على زراعة أشجار الفستق كمصدر دخلٍ لهم، حيث يتمّ زراعة 150 شجرة في كل هكتار وسطياً.

ويعتبر مزارعون، أن مردود محصول الفستق أفضل من المحاصيل الأخرى كالقمح والشعير، ويصل إنتاج شجرة فستق معمرة واحدة إلى 70-80 كيلوغرام، ويُنتج كل هكتار؛ أربعة أطنان سنوياً بشكل وسطي.

وبحسب آخر إحصائية أجرتها مديرية الزراعة في إقليم الفرات، للأراضي المُرخصّة المزروعة بالأشجار؛ وصلت إلى 15 ألف هكتار، مزروعة بالفستق الحلبي، والزيتون، وأشجار مثمرة أخرى.

ويرجع عمر كنجو، الرئيس المشارك لمديرية الزراعة، سبب قلة كميات المازوت المخصصة لمزارعي الأشجار إلى مخصصات المنطقة التي تأتي أقل من نصف الكمية المطلوبة.

ويشير، إلى أن إجمالي الكمية التي تصلهم لا تتجاوز مليوني ليتر، بينما يحتاج إقليم الفرات؛ إلى أكثر من 4 ملايين، لذلك تضطّر المديرية توزيع الكمية المتوفرة لديهم.

وأسبوعياً تستلم المديرية من إدارة المحروقات في الجزيرة، ستة صهاريج أسبوعياً، “وهي كمية لا تكفي، لذا يتمّ تقسيم الوارد من المحروقات؛ على مزارعي الأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية الأخرى”، بحسب “كنجو”.

ويتشارك أحمد بكي، ( 65عاماً)، مزارع من ريف كوباني الغربي، ذات المعاناة مع سابقه، إذ يقول أن مخصّصاته من المازوت بالكاد تكفي لحراثة أرضه، ما اضطّره خلال الموسم الماضي لاستخدام مخصّصاته من مازوت التدفئة للعناية بأشجاره.

وتحتاج أرض “بكي”، لست مرات من الحراثة في العام، حيث تُعرف الأراضي في ريف كوباني؛ بالصخرية، ويضطّر المزارعون إلى حرثها بآليات كبيرة لجرف الصخور وتكسيرها.

يقول “بكي”، إنه أخرج تسع نقلات حجارة من أرضه هذا العام، لذا؛ استهلك المحروقات التي مُنحت له من قِبل مديرية الزراعة في إقليم الفرات، ما اضطّره لاستخدام مازوت التدفئة.

ويتساءل بتهكُّم، “بماذا تُسقى هذه الأشجار؟ كيف يعمل هذا الجرّار؟ أليس بالمازوت، لماذا يحتسب علينا المازوت فقط للحراثة؟، كيف سأقوم برشّ المبيدات؟”

إعداد: سامر عثمان – تحرير زانا العلي