مع بدء العام الدراسي الجديد.. عشرات المدارس بريف منبج مُهدّدة بالقصف

منبج – نورث برس

مع قرب افتتاح المدارس والتحضيرات لبدء العام الدراسي الجديد، يعيش أحمد  حالة من القلق والخوف على أطفاله، الذين سيذهبون إلى المدرسة الواقعة على خط التماس.

وفي قريته الرفيعة (الجات)، شمالي منبج، شمالي سوريا، يقول أحمد حج محمد: “عند حدوث الاشتباكات والقصف، تجد الرصاص في كل مكان، لا مهرب لنا ولأطفالنا، ولا يميّز الرصاص المُتراشق؛ بين الكبير أو الصغير”.

ويُضيف، أن مخاوفهم تزداد أكثر مع قرب افتتاح المدارس، خشية أن يحدث القصف أثناء الدوام، كما حدث في الأعوام السابقة.         

وتشهد مناطق خطوط التماس في منبج، قصفاً متكرّراً من قِبل القوات التركية، وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، ومحاولات تسلّل إلى القرى الواقعة تحت سيطرة مجلس منبج العسكري.

وفي الخامس من الشهر الجاري، قصفت القوات التركية والفصائل، قرية جبلة الحمرة، بريف منبج الغربي، وذلك بعد ثلاثة أيام من قصفٍ طال ذات القرية.

وحينها، قال مجلس منبج العسكري، عبر موقعه الرسمي، إن القوات التركية المتمرّكزة في قاعدة “الكريدية”، غربي مدينة منبج، استهدفت بقذائف ومدافع الهاون القرية، دون ذكر خسائر بشرية أو مادية.

وأمام هذا الحال، يتخوّف سكان قُرى الهوشرية، وأم عدسة، شمال شرقي منبج، مروراً بقرية عون الدادات، وعرب حسن، والفارات، والصيادة، والدندلية، والكاوكلي، واليانلي، وقره ويران، والبوغاز، وكور هيوك، والحمرة، انتهاءً بقرى ناحية العريمة، غربي المدينة، من تجدُّد القصف على منازلهم ومدارس قُراهم.

وأمس الأحد، بدأ الدوام الإداري، في مدارس شمال شرقي سوريا، ومن المقرّر أن يبدأ الطلاب الدوام في الثامن عشر من هذا الشهر.

وفي ريف منبج، تقع 24 قرية على خط التماس بين قوات مجلس منبج العسكري، والقوات التركية، والفصائل الموالية لها، وتتعرّض تلك القُرى للقصف بشكل مستمر.

وتتواجد في تلك القُرى، 40 مدرسة، حيث تضمُّ بعضها أكثر من مدرسة.

وبحسب لجنة التربية والتعليم في منبج، فإن 342 مدرسة تتوزّع في المدينة وريفها، ويُقدّر عدد الطلاب فيها بأكثر من 114 ألف طالب/ـة.

وبالعودة إلى قرية الرفيعة، يُشير “حج محمد”، إلى أن القصف يتسبّب بحالة من الهلع للسكان وخاصة الأطفال، أدى إلى إصابة بعضهم بمرض السكري، وأبو صفار(اليرقان)، نتيجة الخوف الشديد.

وفي الثامن عشر من أيار/ مايو، الماضي، أعلن مجلس منبج العسكري، عن فشل محاولة تسلّل قام بها عناصر من الفصائل الموالية لتركيا، على محور قرية المحسنلي، شمالي منبج.

محاولة التسلُّل حينها، رافقها اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة؛ على إحدى نقاط مجلس منبج العسكري، وفقاً لما نشره المركز الإعلامي للمجلس، على موقعه الرسمي في “فيس بوك”.

ووفقاً لمدير مدرسة قرية الرفيعة، سهيل السمعو، فإن 500 طالب وطالبة؛ سيرتادون المدرسة هذا العام.

ويُشير المدير، إلى أنهم كانوا يضطّرون لجمع الطلاب في قاعات صفية بعيدة عن الرصاص والقذائف عند حدوث الاشتباكات والقصف، “وبعد أن تخِفّ وتيرتها نصرف الطلاب لمنازلهم”.

وازدادت مخاوف أحمد السمعو، كما سكان قُرى خط التماس، أكثر بعد أن تسبّب القصف التركي في الـ  29 من  حزيران/ يونيو، الماضي، على قرية عرب حسن، شمالي منبج، بفقدان طفلين لحياتهما.

ويقول “السمعو”، وهو من سكان الرفيعة، إن “أطفال القرية يعيشون حالة من الخوف أثناء تواجدهم في المدرسة”.

ويُضيف: “الأمان هو ما نبحث عنه لنا ولأطفالنا الذين باتوا يهربون ويرتعبون من تكرارّ القصف”.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: زانا العلي