تصعيد خطابي لتركيا ضد اليونان والأخيرة تردّ بموقف المدافع

دمشق- نورث برس

صعّدت كل من تركيا واليونان، وهما دولتان في حلف شمال الأطلسي، خطابهما بشأن سيادة الجُزر في بحر إيجة، وملفات خلافية أخرى، فيما عدَّت كل من واشنطن و باريس؛ التصعيد “غير مُجدٍ” بين الحلفاء.

وجدّد أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك؛ مع رئيس المجلس الرئاسي بالبوسنة والهرسك، شفيق جعفروفيتش، أمس الثلاثاء، بالعاصمة البوسنية، تهديداته لليونان، في ثاني تصريح له، خلال أيام قليلة.

وقال، إن بلاده ستتّخذ الخطوات اللازمة في حال استمرّت اليونان بتهديداتها.

وأضاف الرئيس التركي: “هناك جُزر تركية تحتلها اليونان، وأقامت عليها قواعد عسكرية، وإذا ما استمرت التهديدات غير المشروعة منها ضدنا، فإن للصبر حدود، وسنتّخذ ما يلزم ضد هذه التهديدات عندما يحين الوقت”.

وأشار أردوغان، إلى أن الخطوات التي تقوم بها اليونان، مثل تتبُّع المقاتلات التركية بالرّادار، في أجواء البحر الأبيض المتوسط “لا تُبشِّر بالخير”.

والسبت الفائت، قال أردوغان، في تجمُّع حاشد؛ إن اليونان، ستدفع “ثمناً باهظاً” لمضايقتها للطائرات المقاتلة التركية، فوق بحر إيجة، وذكّر اليونان “بانتصار” تركيا، عام 1922، واستيلائها على أزمير، وهي ذكرى مريرة لليونانيين.

على غفلة

وقالت تركيا، إن اليونان استخدمت نظام دفاع جوي روسي الصنع؛ لمضايقة الطائرات التركية، وتقول، إن أنقرة تنشر قواتها على جزر في بحر إيجة في انتهاك لمعاهدات السلام.

وهدّد أردوغان، بغزو الجُزر اليونانية؛ مستخدماً جمل “بين ليلة وضحاها، على حين غرّة”، كالتي يتحدث بها عادةً؛ عندما يهدّد بشنّ غزو على شمال شرقي سوريا.

ووقتها، ردّت وزارة الخارجية اليونانية، على الفور، على ما وصفتها بالتصريحات “الاستفزازية” التي “تقوِّض تماسك حلف شمال الأطلسي”.

وقالت أثينا، إن اليونان لن تحذو حذو تركيا، في إطلاق التصريحات “المُشينة والتهديدات المتكرّرة يومياً”.

وأضافت الخارجية اليونانية، أنها ستُطلع الحلفاء على محتوى التصريحات “الاستفزازية”، خلال الأيام الأخيرة، “ليصبح واضحاً؛ من يقوِّض تماسك تحالفنا (حلف الناتو)، بشكلٍ خاص في وقت خطير”.

والبلدان خصمان تاريخيان، بينما هما أيضاً أعضاء في حلف شمال الأطلسي، حيث ثمّة خلاف حول قضايا منها: تتعلق بالتحليق الجوي، وأحقية جُزر بحر إيجة، والحدود البحرية، وموارد الطاقة في البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن تقسيم قبرص عِرقياً.

الدفاع

وفي ردٍّ آخر لليونان، قال وزير الخارجية، نيكوس ديندياس، أمس الثلاثاء، إن المسؤولين الأتراك، يُدلون منذ أيام “بتعليقات شنيعة” ضدّ بلاده، بما في ذلك تصريحات أردوغان، التي قال؛ إنها تُشير إلى أن، “تركيا يمكن أن تغزو الجُزر اليونانية”.

وقال ديندياس، عقب  محادثات في أثينا، مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا، “أنصح أي شخص يحلم بالهجوم والغزو، بالتفكير ثلاث أو أربع مرات (..)، نحن في وضع يسمح لنا بالدفاع عن بلدنا واستقلالنا، ووحدة أراضينا”.

وأضاف وزير الخارجية اليوناني: “إننا بحاجة إلى الدفاع عن جُزرنا الشرقية في بحر إيجة، بما في ذلك النقاط السياحية الساخنة، رودس وكوس، والتي هي أقرب بكثير إلى تركيا، من البرّ الرئيسي اليوناني”.

واتهم الوزير اليوناني في تصريحاته؛ الجيش التركي؛ بخرق متكرّر للأجواء والمياه اليونانية.

وقال: “هذا العام كان هناك 6100 انتهاك لمجالنا الجوي، و 157 تحليقاً فوق الأراضي اليونانية، و1000 انتهاك لمياهنا الإقليمية”.

واشنطن وباريس تُعلّقان

وصفت الولايات المتحدة، أمس، تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لليونان؛ بشأن النزاعات البحرية بأنها “غير مفيدة”.

 جاء الموقف الأميركي، بعد ثاني تصريح للرئيس التركي، يُهدّد فيه اليونان، وفي غضون لقاء بين وزيري الخارجية اليونانية والفرنسية.

وقال، متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح صحفي، إنه “في الوقت الذي غزت فيه روسيا مرة أخرى دولة أوروبية ذات سيادة، فإن البيانات التي يمكن أن تثير التوتّرات بين حلفاء الناتو غير مفيدة بشكل خاص”.

وقال، إن “الولايات المتحدة تُشجّع حلفاؤها في الناتو؛ على العمل معاً  للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة ، وحلّ الخلافات دبلوماسياً.”

من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، عن “قلق” فرنسا من التوتّرات المتزايدة بين اليونان وتركيا.

وقالت كولونا، في المؤتمر مع نظيرها دندياس، إن “المنطقة ليست بحاجة إلى توتّرات، إنها بحاجة إلى تهدئة”.

وكانت كولونا، قالت الاثنين الفائت، خلال زيارة إلى أنقرة، إنها حثّت نظيرها التركي، مولود جاويش أوغلو، على تجنّب “أيّ تصعيد، أكان لفظياً أو غير ذلك”.

وتركيا، مُقبلة على انتخابات، مما يزيد من توقُّعات التصعيد الخطابي لرئيسها أردوغان، في الملفات الخارجية ذات النزعة القومية، بُغية حشد قاعدته وسط الأزمات التي تمر بها البلاد و لاسيما الاقتصادية.

إعداد وتحرير: هوزان زبير