غلاء المواد الأساسية يحدُّ من الزراعة والمحاصيل المستوردة تغمر أسواق كوباني

كوباني – نورث برس

خسر عمران صدقي، مزارع في كوباني، شمالي سوريا، 40 ألف ليرة سورية، من حمولة واحدة من الخضروات والفواكه؛ قام ببيعها في أسواق المدينة، لعدم رغبة السكان فيها وتوجّههم إلى المستورد، رغم ارتفاع الأسعار الملحوظ في المواد المستوردة.

يُرجع “صدقي”، وهو مزارع في حي “كانيه كردا”، الواقع على الأطراف الشرقية من المدينة، تراجع البساتين الصيفية في المنطقة؛ إلى عدم قدرة المزارع على مواكبة الغلاء في المواد الأساسية، والحصول على المحروقات اللازمة لسقاية البساتين.

ويقول: “قمت ببيع 21 كيساً من الخيار، بمبلغ 70 ألف ليرة سورية، منها 8 آلاف أجرة نقل، و44 ألفاً للأيدي العاملة، بالإضافة إلى 7 آلاف ثمن الأكياس، مع كومسيون صاحب الأرض والتاجر في سوق الهال، فأكون قد خسرت من رأسمالي 40 ألف ليرة سورية”.

وكان ريف كوباني، يغذّي المدينة بالخضروات, لكن في الفترة الممتدة ما بين عامي 2019 إلى 2022، “شهد تراجعاً ملحوظاً في الاعتماد على الزراعة المروية، خصوصاً البساتين الصيفية، وإقبال السكان على المنتوجات المستوردة”، بحسب “صدقي”.

ويقول: “أنا كغيري من المزارعين، لن أعود لزراعة الخضروات في العام القادم، والسبب الرئيسي هو غلاء البذار والأسمدة والمبيدات الحشرية, بالإضافة إلى فقدان مادة المازوت”.

ويُضيف،

“بدلاً من أن أسقي بستاني كل 6 أيام، لكن لفقدان المازوت نضطّر لسقايتها كل 15 يوم مرة واحدة, بالإضافة إلى أن نوعية البذار التي نشتريها مرتفعة الأسعار، لذا اضطررت لاستعمال بذار محلي غير مُهجّن، وهو قليل الإنتاج والجودة وعند بيعنا لمحصولنا، نبيعه بأبخس الأثمان”.

وتشهد المنطقة ارتفاعاً في أسعار جميع المواد الأساسية؛ بسبب انهيار قيمة الليرة السورية بالتزامن مع عدم توفُّر فرص العمل في كوباني؛ بسبب التهديدات التركية على المنطقة بين حين وآخر، وتوقف الحركة الاقتصادية.

تميُّز بالجودة

يقول، حمزة الشعبو، (31 عاماً)، وهو تاجر في سوق الهال، بمدينة كوباني، أن سبب الإقبال على الخضروات المستوردة؛ يأتي من حيث الجودة وهذا الأمر لا يتعلق فقط بالخضروات، بل بالفواكه أيضاً.

ويُضيف: “نبيع  الكيلو غرام الواحد من الإجاص المستورد بمبلغ 3,500 ليرة سورية، بينما المحلي يُباع بـ1,500 ليرة فقط، لكن الناس يشترون المستورد لأنه يتميز بجودة عالية”.

ويُرجع “الشعبو”، غلاء أسعار المحاصيل المستوردة، لارتفاع تكلفة نقل المنتجات من منطقة إلى أخرى، ناهيك عن صعوبات دخول المواد بسبب الاختلاف في مناطق السيطرة.

ويقول عمر كنجو، الرئيس المشارك لمديرية الزراعة في إقليم الفرات، إن مديرية الزراعة تقدم الدعم المتوافر لديها فقط، للمزارعين وهو السماد والمازوت، وأنهم خصّصوا 14 ريّة للبساتين هذا العام.

وأقرّ المسؤول، بتراجع زراعة البساتين الصيفية بشكل تدريجي، وعدم وجود دعم ثابت للمزارعين؛ من حيث فقدان مادة المازوت، وعدم حصول المزارع على مخصّصاته بشكل منتظم.

“وتصل المساحة المزروعة من البساتين في كوباني، إلى قرابة ١٠٠٠ هكتار، ترتكز في ناحية القناية، مخصص المازوت لهذه البساتين هو ١٤ ريّة، ولكنها غير منتظمة وقليلة بالنسبة للبساتين؛ لأنها تحتاج إلى أكثر من هذه الكمية”. بحسب “كنجو”.

وبحسب “كنجو”، إن الشركة غير معنية بدعم البساتين، وأنها تختص بتأمين بذار كافة الحبوب كالقمح وغيره، واستيداعها في مستودعات تابعة لها؛ لتأمين احتياجات المنطقة من هذه المواد.

إعداد: سامر عثمان – تحرير: زانا العلي