هل تنجح اجتماعات جنيف بتحريك الملف السياسي السوري؟
إدلب – نورث برس
شدّد، طارق الكردي، عضو اللجنة الدستورية المُصغّرة، عن وفد المعارضة، الأربعاء، على أهمية الحضور العربي والتركي، في اجتماعات تعقد في جنيف، منذ أمس، لبحث كيفية تحريك مسار الحل السياسي بسوريا.
وبدعوة من واشنطن، بدأت أمس الثلاثاء، أولى اجتماعات هيئة التفاوض السورية في جنيف، مع ممثلين للأمم المتحدة، ودول من مجموعة أصدقاء الشعب السوري، لبحث كيفية تحريك مسار الحلّ السياسي بسوريا، ومن المتوقع أن تستمر الاجتماعات لثلاثة أيام.
وأضاف: “من جهتنا في هيئة التفاوض السورية، متمسكون بمرجعية الأمم المتحدة للعملية السياسية، وتنفيذ القرار٢٢٥٤، للوصول الى حل سياسي يُنهي معاناة وآلام شعبنا”.
وتشهد الساحة السياسية والعسكرية في سوريا، تطورات متسارعة، تطغى عليها مصالح الدول المتداخلة في سوريا، تتقدّمها تركيا؛ اللاعب الأساسي في الملف السوري، في الوقت الذي تصفق فيه المعارضة السورية في كل تصريح وموقف يصدر من الأخيرة.
“تثمين تحسُّن العلاقات”
وقال “الكردي”، إن “تحسُّن العلاقات البينية العربية التركية، تظهر انعكاساتها الإيجابية الأولى بتجلّي على القضية السورية”.
وأضاف، أن “اجتماع هذا العدد من الدول المؤثرة، هو رسالة الى النظام وحلفائه، بأن داعمي الشعب السوري، مازالوا موجودين، ومازال لديهم الرغبة في دفع العملية السياسية قُدماً إلى الأمام”.
وتحدثّت تقارير إعلامية، أنه من بين المدعوين؛ ممثلو دول عربية، منها (السعودية والإمارات وقطر).
وتثمين “الكردي”، لتحسُّن العلاقات بين دولٍ عربية وتركيا، ربما لم يأتِ من فراغ، فبالأمس، هنّأ العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ببرقيتي تهنئة؛ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمناسبة الذكرى المئوية ليوم النصر.
يحضُر هنا، ما تداوله الإعلام الإيراني؛ حول مطالبة تركيا للمعارضة، “أنقرة طالبت الائتلاف السوري، بالخروج من الأراضي التركية، في إطار مواصلة مساعيها لإعادة النظر في علاقاتها مع دمشق”.
وأشارت المصادر، إلى أن وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، قال، خلال لقائه الأسبوع الماضي؛ مع رئيس الائتلاف سالم المسلط، ورئيس الحكومة المؤقتة؛ عبد الرحمن مصطفى، ورئيس هيئة التفاوض السورية؛ بدر جاموس، إن “أنقرة عازمة تماماً على إعادة العلاقات مع دمشق”.
وطلب أوغلو، من ممثلي المعارضة “التكيُّف مع هذا الواقع”، وفي هذا الإطار، نقلت الوكالة الإيرانية عن المصدر قوله، إنه “يجب على المعارضة أن تسعى وراء العثور على بلد بديل للهجرة، ووقف جميع أنشطتها السياسية والإعلامية داخل تركيا”.
وقال الخبير العسكري، العميد أحمد الرحال، لنورث برس، في تصريح سابق، إن تغيّرات الموقف التركي ليست ناجمة عن تغيير تكتيكي، أو تغير في “المزاج” السياسي، إنما هي استراتيجية جديدة.
تجديد المساعي الأممية
والاثنين الماضي، جدّد المبعوث الأممي الخاص لسوريا، غير بيدرسن، التزامه في مواصلة العمل بشكل مكثّف؛ بشأن استئناف اللجنة الدستورية في جنيف؛ والبحث عن فرص لإجراءات “بناء الثقة” خطوة بخطوة.
وقال بيدرسن، في حديث من جنيف، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي عبر الفيديو، إن “مجلس الأمن بحاجة إلى أن يكون واقعياً بشأن عدم التوافق بين حجم الجهود السياسية الجماعية وحجم التحدي المطروح”.
وفي الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر، 2015، تبنّى مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2254، الذي نصّ على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، وبدء مفاوضات سياسية تُفضي إلى تشكيل حكومة وحدة؛ في غضون عامين تليها انتخابات، إلا أن الحكومة السورية وحلفاءها؛ عطلوا تنفيذ القرار.
إلى ذلك، وصف حسن الحريري، عضو اللجنة الدستورية المُصغّرة، في وفد المعارضة، زيارة بيدرسن، قبل أيام إلى موسكو، بأنها تأتي “كمحاولة لتحقيق تقدم بأعمال اللجنة الدستورية، لكنه لم يفلح حتى الآن، بإقناع الروس بعقد جولة جديدة”.
وأضاف، “الحريري”، لنورث برس، أنه “بالتزامن مع هذا الحِراك الذي قام به المبعوث الدولي، هناك حِراك جادّ تقوم به أطراف أخرى، مثل واشنطن، والاتحاد الأوروبي، والمجموعة العربية، من خلال الاجتماعات التي تُعقد الآن في جنيف”.