الرقة – نورث برس
يتخوف سكان مدينة الرقة شمالي سوريا، من دخول قوات الحكومة السورية إلى مناطق الإدارة الذاتية، وعودة الأجهزة الأمنية إلى مدينة الرقة.
وقال ممدوح العلي (20 عاماً) من سكان مدينة الرقة، إن معظم السكان يرفضون دخول قوات الحكومة لا سيما الأجهزة الأمنية والتي سترتكب “الانتهاكات” في المنطقة حال دخولها.
دخول قوات الحكومة السورية يعني “ارتكاب المجازر والانتهاكات والاعتقالات بحق المدنيين، ونحن نرفض هذا الشيء رفضاً قاطعاً”، وفقاً لما ذكره “العلي”.
وأضاف لنورث برس، أن السكان “يرغبون بالبقاء تحت ظل حكم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حتى الوصول لحل سياسي في سوريا ينهي الحرب”.
وأشار “العلي” إلى أن معظم السوريين شاهدوا المناطق التي دخلت إليها قوات الحكومة بعد استعادتها، “كيف نُفذت الاعتقالات والانتهاكات بحق السكان لا سيما الشباب”.
وخرجت قوات الحكومة السورية من مدينة الرقة في آذار/مارس العام 2013، بعد هجوم لفصائل من المعارضة السورية وأخرى متشددة على المدينة انتهى بإعلان السيطرة التامة عليها من قبل تلك الفصائل.
ورغم تعدد جهات السيطرة على الرقة بدءاً من فصائل المعارضة ومن ثم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) و تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وصولاً لطرد الأخير من قبل قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن ذلك لم يمنع من تحول المدينة لنقطة استقطاب للمطلوبين من قبل الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية.
ووفقاً للسكان فإن المدينة اليوم “تحوي الآلاف من المطلوبين للأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية من بينهم عناصر منشقون وموظفون سابقون ومتخلفون عن الخدمة الإلزامية وناشطون مدنيون وسياسيون معارضون”.
وقالت نديمة مصطفى، من سكان مدينة الرقة، إن السوريين يرفضون الحديث عن مصالحة بين المعارضة والحكومة السورية برعاية تركية بعد التصريحات التي صدرت بهذا الخصوص عن مسؤولين أتراك.
وأضافت: “لدينا تخوف حقيقي من احتمالية دخول القوات الحكومية إلى مدن ومناطق شمال شرقي سوريا وبذات الوقت نقول علانية إننا نرفض هذا الدخول”.
وأشارت في حديث لنورث برس، إلى أن القلق من دخول قوات الحكومة “يشكل هاجساً يؤرق راحة المجتمع ولا سيما الشباب الذين فقدوا الأمل مع استمرارية الحرب التي تعاني منها البلاد منذ أكثر من عقد”.
وعادت قوات الحكومة السورية إلى أرياف مدينة الرقة الشمالية بعد تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية أواخر العام 2019، لإيقاف تقدم الجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية له في المنطقة.
ويشدد مسؤولون في الإدارة الذاتية على أن مهمة قوات الحكومة السورية التي دخلت لشمال شرقي سوريا هي فقط لحماية الحدود، مؤكدين على منعها من دخول المدن والاحتكاك بالسكان.
وقال سعيد السراج، وهو ناشط مدني من الرقة، إن السكان لا يبدون أي معارضة تجاه التفاهمات التي تعقد بين قسد وقوات الحكومة السورية لحماية الحدود من التوغل التركي ومن الاعتداءات التركية على الشمال السوري.
لكن دخول الأجهزة الأمنية والفصائل الموالية لإيران إلى داخل القرى والمدن في شمال شرقي سوريا، “هو أمر مرفوض من قبل جميع أبناء المنطقة”، وفقاً لما ذكره “السراج”.
واعتبر أن قوات حكومة دمشق لا تتردد في العودة إلى سياسة “القمع والاعتقال والتنكيل” بالسكان بعد تثبيت أقدامها في المنطقة وضمان سيطرتها عليها.
وذكر أن ارتباط الفصائل الموالية لإيران بقوات دمشق ودخولها معها في القتال “يشكل عامل قلق متزايد لا سيما تيقن السوريين من حجم وفظاعة الجرائم التي ترتكب من قبل تلك الفصائل بحق أبناء الشعب السوري”.