رغم تطمينات الضامن.. نازحون في مناطق إدلب يخشون العودة إلى مناطقهم

إدلب – نورث برس

لم يبدِ الأربعيني سلطان اليوسف، وهو من سكان منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، أي اهتمام للأنباء التي تم تداولها حول مطالبة ضباط أتراك للنازحين بالعودة إلى منازلهم التي نزحوا منها، قبل نحو ثلاث سنوات جراء العمليات العسكرية.

وفي التاسع عشر من تموز/ يوليو الماضي، اجتمع  ضباط أتراك مع عدد من وجهاء منطقة جبل الزاوية، في النقطة التركية المتمركزة قرب بلدة بليون، حيث أعطوا تطمينات لهم، بأنه لن يكون هناك أي عملية عسكرية باتجاه تلك المناطق من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا.

وطالب الضُبّاط، بعودة النازحين إليها بعد توجيههم تطمينات بتحسين الأوضاع في المنطقة، وتقديم وعود لهم بحمايتهم من القصف ومنع قوات الحكومة من التقدم نحوها، وهذا ما نعته “اليوسف” بـ”كلام فارغ”.

وبعد ساعات من انتهاء الاجتماع، شهدت منطقة جبل الزاوية، وفق ما قالت مصادر عسكرية معارضة لنورث برس، حينها، قصفاً مكثفاً من قبل القوات الحكومية وروسيا، حيث طال عدة قرى وبلدات في المنطقة.

وعود كاذبة

ويقول سلطان اليوسف (46 عاماً) وهو من سكان بلدة كنصفرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، “منذ دخول تركيا توقفت المعارك وباتت مناطق سيطرة المعارضة تنحسر، وبات النظام السوري يقضم المناطق واحدة تلوى الأخرى”.

ويضيف “سلطان”  لنورث برس، أن “الأتراك قاموا بتسليم أرياف حماة وحلب ومعظم ريف إدلب الجنوبي والشرقي للنظام، علماً أنهم قدموا أيضاً وعوداً لسكان تلك المناطق بأن النظام لن يتقدم على قراهم، وهو ما لم يحصل”.

كما قامت الطائرات الحربية الروسية في صباح اليوم التالي، باستهداف منازل سكان في قرية الجديدة غربي إدلب، مما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين بينهم خمسة أطفال فضلاً عن إصابة أكثر من 13 آخرين معظمهم أطفال بجروح متفاوتة الخطورة، وفقاً لتقارير صحفية.

وهو ما اعتبره سكان رسالة لهم مفادها: “لا تعودوا إلى منازلكم” وتحدٍ، للقوات التركية التي تنتشر في أكثر من 70 نقطة عسكرية في شمال غربي سوريا، والتي تعتبر القوة الضامنة لاتفاق خفض التصعيد، بحسب “اليوسف”.

وخرج “اليوسف” من منزله في بلدة كنصفرة بعد وصول قوات الحكومة، إلى أطرافها أواخر العام 2019، نحو المخيمات المنتشرة على الحدود السورية التركية.

ومنذ أشهر، تشهد مناطق شمال غربي سوريا، تصعيداً عسكرياً وقصفاً متبادلاً بين القوات الحكومية وفصائل معارضة، وفقاً لتقارير صحفية أعدها مراسلو نورث برس في المنطقة.

لا ثقة بالضامن التركي

ويرى بسام الخالد (38 عاماً) وهو من سكان بلدة البارة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، أن القوات التركية التي طالبت النازحين بالعودة إلى منازلهم وقدمت الوعود بحمايتهم، “هي بالكاد تستطيع حماية جنودها الذين ينتشرون في عشرات النقاط بجبل الزاوية دون أي فائدة”.

ويقول لنورث برس: “كيف يمكنني العودة إلى بلدتي، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تتعرض للقصف”.

ويضيف أن، “الكثير من سكان المنطقة، يخشون من عملية عسكرية جديدة  للقوات الحكومية، لا سيما مع التصعيد والحشود العسكرية لتركيا، علماً أن هذه الحشود شاهدناها سابقاً، في أرياف حماة وحلب ومنطقة خان شيخون، إلا أنها كانت لحماية النقاط لا لمنع تقدم قوات الحكومة”.

وأعرب عن اعتقاده في أن القوات التركية “سوف تنسحب في وقت لاحق كما انسحبت من نقاط مورك وشير مغار والعيس وغيرها من النقاط التي حاصرتها قوات النظام بعد سيطرتها على المناطق المحيطة”.

كما وأعرب عبيدة دلو (35 عاماً) وهو نازح يسكن بلدة بليون جنوبي إدلب، عن قلقه، حاله حال معظم نازحي وسكان المنطقة، من التطمينات التركية.

ويقول: “فقدنا ثقتنا بوعود الأتراك”، فذات الوعود “أطلقوها في ريف حماة وادلب الجنوبي، واليوم المنطقتين سيطر عليهما النظام ولم يحركوا ساكناً”.

ويضيف: “أنا أقيم حالياً في مدينة إدلب، أقوم بزيارة قريتي بشكل مستمر، ولكن لا يمكنني الاستقرار بها، وجميع سكان القرية كذلك، لعدم توفر مقومات الحياة هناك، بسبب القصف، علماً أن القوات التركية تنتشر في العديد من النقاط بالقرب منها”.

إعداد: بهاء النوباني – تحرير: فنصة تمو