الهجرة تشغل بال الشباب وأصحاب المهن وأرقام “صادمة” للحجوزات على جواز السفر

حلب – نورث برس

يسعى حسان ملقي (25 عاماً) للحصول على جواز سفر، للذهاب إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بعد ما حصل على موافقة السفر من قبل شعبة التجنيد عقبَ إنهاء دراسته الجامعية بسبب غياب فرص العمل والتضييق على فئة الشباب داخل البلد.

وتخرج الشاب العشرينيّ، من سكان حي صلاح الدين بحلب، في مجال إدارة الأعمال والمحاسبة المصرفية، ووجد صعوبة في الحصول على عمل بسبب وضع الشركات شرطاً أساسياً في العمل، وهو إنهاء “الخدمة الإلزامية والاحتياطية” معاً.

وتشكل فئة الشباب والصناعيين الفئة الأكبر الراغبة في الهجرة، نتيجة الانهيار الاقتصادي وتراجع قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية وزيادة البطالة وانعدام الخدمات الحيوية للشباب، ما شكل عبئاً على مستوى المعيشة والتعليم والعمل.

ولم يتبقَ أمام “ملقي” إلا ستة أشهر من التأجيل الدراسي، ويجب في هذه المدة أن يحصل على جواز السفر، وإلا سيكون مصيره كأقرانه من الشباب والخريجين، “يعملون ضمن مطعم أو أي عمل آخر بعيداً عن الاختصاص الذي تخرج منه في دراسته”.

ومنذ بداية العام الحالي وحتى يوم الاثنين الماضي، بلغ عدد الحجوزات المثبتة على منصة جوازات السفر 54398 حجزاً داخلياً وخارجياً.

وبلغ عدد الحسابات المنشأة على المنصة لاستخراج جواز السفر 48050 حساباً إلكترونياً، بحسب مدير التقانة بخدمة المواطن في الشركة السورية للاتصالات.

ويأتي ذلك بعد أيام من إتاحة الحصول على جواز سفر بطريقة إلكترونية للسوريين، “في محاولة لتنظيم الازدحام في دوائر الهجرة وفي مؤشر صادم للراغبين بالسفر من البلاد”، وفق مصادر محليَّة”.

وكانت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، أطلقت، الأربعاء الماضي، خدمة منح وتجديد جوازات السفر عبر بوابة إلكترونية للأشخاص الموجودين داخل سوريا.

ويتيح مركز خدمة المواطن الإلكتروني، منح جواز سفر جديد للمواطنين، وتجديد جوازات السفر السابقة ما يسهم بتوفير جوازات السفر للمواطنين داخل سوريا وبأولوياتها المتعددة “عادي – مستعجل – فوري”.

وارتفعت رسوم الحصول على جواز السفر هذا العام عن العام الماضي ووصلت رسوم جواز السفر العادي للمواطن داخل القطر إلى 50 ألف ليرة، بينما رسوم جواز السفر الفوري داخل القطر بلغت 300 ألف ليرة ضمن شروط “إقامة خارجية أو عقد عمل أو طالب بمنحة دراسية أو المرضى للعلاج”.

ويحاول محمد طرابيشي (45 عاماً)، من سكان حي القاطرجي بحلب اقتناء جواز سفر عبر المنصة لثلاثة أشهر قادمة، للسفر إلى مصر.

ويقول الرجل الأربعينيّ، “رغبتي في السفر إلى مصر حتى أتمم عملية فتح مشغل الخياطة الذي أغلقته في حلب بسبب عدم توفر إمكانيات الإنتاج وتسويق المنتجات ضمن المدينة والمدن السورية الأخرى وتراجع الأرباح إلى حد التكلفة”.

ويعمل “طرابيشي” في إنتاج الألبسة القطنية بسجل تجاري خاص به، وتوقف إنتاجه ضمن المشغل بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج من محروقات وأيدٍ عاملة.

إعداد: رافي حسن – تحرير: سلمان الحربيّ