أراضٍ زراعية شمال دير الزور أنهكتها الكثبان الرملية
دير الزور ـ نورث برس
أنهكت الكثبان الرملية الأراضي الزراعية شمال دير الزور شرقي سوريا، وتسببت بأضرار لحقت بالمزروعات خاصة أشجار الزيتون، ما أثار قلقاً لدى سكان المنطقة، من تطور الحالة إلى التصحر.
ومنذ عامين، بدأت معاناة سكان ريف دير الزور الشمالي، من الكثبان الرملية التي تسببت بأضرار في أراضيهم الزراعية نتيجة تعرض المنطقة للجفاف والتصحر في العامين الماضيين.

ويقول عبدالله الخالد (45 عاماً) وهو من قرية معيزيلة 15 كم شمالي دير الزور، إن “قلة المياه للأراضي الزراعية والرعي الجائر للأعشاب البرية وانتهاك حرمة المحميات الطبيعية تسبب في زحف الكثبان الرميلة إلى المناطق المأهولة بالسكان”.
وتعد الكثبان الرملية مظهراً من مظاهر التصحر لما تسببه من أضرار جسيمه تهدد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأراضي المراعي الطبيعية وتحويلها من منتجة إلى أراضٍ يقل أو ينعدم فيها الإنتاج تماماً, فضلاً عن تأثيرها في بعض مشاريع الري والبزل وطرق النقل البري.
وأضاف “الخالد” بأن رياحاً وكثباناً رملية أرهقت أكثر من خمسة آلاف شجرة زيتون زرعها السكان في السنوات السبع الماضية في مساحات بالقرب من بيوت طينية يعيشون فيها بالقرى المحيطة بقريتهم.
وأشار “الخالد” لنورث برس، إلى أن معظم سكان معيزيلة لم يستطيعوا زراعة الخضروات هذا الموسم كما عزفوا عن زراعة القطن التي تروى من الآبار بسبب قلة المياه و كثافة الرمال التي تعيق سقاية المزروعات.
وتشهد المنطقة تغيرات مناخية حيث تسيطر على الطقس رياح غربية تتجاوز سرعتها 70كيلومتر في الساعة، تتسبب في تجريد التربة من طبقتها الزراعية ما يلحق ضرراً في المحاصيل الزراعية .
وذكر “الخالد” سبباً مساعداً آخر، لانتشار الكثبان الرملية، وقال: “قلة مياه السقاية بسبب جفاف الآبار وانخفاض منسوب نهر الفرات وغلاء سعر المازوت الذي تجاوز 1400 ليرة سورية لليتر الواحد، تسبب بزحف الكثبان الرملية”.
وتتشكل الكثبان الرملية بفعل الرياح التي تحمل حبات الرمل والتربة وترسبها معًا.
وحمّل “الخالد” المنظمات الدولية والإنسانية والجهات الفاعلة في المنطقة مسؤولية إيجاد حل للحد من التعدي على المحميات الطبيعية.
ويعيش في قرية المعيزيلة والقرى المحيطة بها مهجرين منذ ثمانية سنوات من القرى السبعة التي تسيطر عليها القوات الحكومية والفصائل الإيرانية شرق نهر الفرات.

وفي العشرين من حزيران/ يونيو الفائت، باشرت لجنة الزراعة في الإدارة المدنية في دير الزور بصيانة بئر (جليب الحكومة) الذي أُنشئ شمالي دير الزور، بهدف بناء حزام أخضر لوقف تمدد الكثبان الرملية في البادية غرب الخابور، ويستفيد من البئر مناطق البادية الشمالية بمساحة تقارب (25) ألف دنم.
ووفقاً لموقع الإدارة الذاتية فإن البئر تعرّض للتخريب والإهمال، ونتيجة لتوقفه عن العمل “يبست أشجار المحميات التي كان يُغذّيها”.
وتقول البلدية بعمليات صيانة بهدف إعادة تفعيل البئر (حفر بئر جديد وبناء خدمي وخزانات وغطاسات وسواقي بيتونية) وتزويده بمناهل لسقي الحيوانات، تمهيدًا لتشجير الموقع.