توسع عمراني وكثافة سكانية وخط مياه واحد يغذي منبج

منبج – نورث برس

منذ خمس سنوات تقريباً، وإلى اليوم، يجد عمار القادر (29 عاماً)، من سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، صعوبة في تأمين مياه الشرب، وذلك بسبب التقنين الزائد في ضخ المياه وصعوبة وصولها نظراً لوقت ساعات الضخ.

ورغم امتلاك “القادر”، مضخة صغيرة لسحب المياه، إلا أنه لم يتمكن من إيصال المياه إلى منزله الواقع بالقرب من مدرسة العباس على طريق حلب.

وفي حديث لنورث برس، أرجع الرجل سبب غياب المياه عنه، إلى أنه “يتم تزويد الحي بالمياه في ساعات متأخرة أو مبكرة جداً وفي هذه الأوقات تكون الكهرباء منقطعة ضمن برنامج تقنين وضعته شركة الكهرباء”.

وتفاقمت مشكلة المياه، بعد عام 2016، حيث تم طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من المدينة، وبدأت منبج تشهد توسعاً عمرانياً وكثافة سكانية، شكلت سلاحاً ذو حدين، بين إنعاش المدينة اقتصادياً، وعدم تناسبها مع الخدمات.

وتتغذى منبج بالمياه من محطة “البابيري” 40كم جنوب منبج، من خلال تعبئة خزانات القرعة وتل أسود والتي تتسع لقرابة 10000 متر مكعب، ومن ثم يتم ضخها إلى منبج عبر محطتي أم عظام وعون الدادات.

تكاليف باهظة

ويحاول سكان منبج الاستعاضة عن المياه الرئيسية، بتعبئة خزاناتهم من صهاريج خاصة أو حفر آبار ارتوازية بتكاليف تصل إلى ألف دولار أميركي للبئر، ما يشكل عبأ آخر على أوضاعهم المعيشية.

ويضطر حميد الموسى (34 عاماً)، من سكان منبج، إلى شراء خمسة براميل من المياه كل ثلاثة أيام بسعر يصل إلى 6000 ليرة سورية عبر صهاريج خاصة تقوم بتعبئة خزانات المياه في الأحياء.

وقال “الموسى”: “نتعرض للاستغلال من قبل أصحاب الصهاريج. هذا السعر مرتفعٌ جداً مقارنةً بكمية المياه التي نقوم بشرائها”.

وأشار “الموسى” إلى أنه “يتوجب على شركتي المياه والكهرباء في منبج، التنسيق فيما بينهما والاتفاق على توقيت محدد ليتم فيه تزويد الأحياء بالمياه والكهرباء معاً”.

بدوره برر فواز الجاسم (36 عاماً)، وهو صاحب صهريج لنقل المياه في منبج، سبب ارتفاع أسعار التعبئة.

وقال إن السبب “مرتبطٌ بارتفاع أسعار المازوت والزيوت والإطارات والصيانة”.

وأضاف: “سعر ليتر المازوت الواحد في السوق السوداء يصل 1200 ليرة، وغيار الزيت المعدني لمحرك الجرار مرة واحدة كل شهر يكلف 114 ألف ليرة، وصيانة محرك الجرار تبلغ ألف دولار وسعر الإطارين 600 دولار”.

ويعبئ “الجاسم”، صهريجه بسعة (25 برميلاً)، بسعر ستة آلاف ليرة سورية، من الآبار المخصصة لتعبئة الصهاريج.

ولكنه أشار إلى أن مدة انتظار دور التعبئة تصل تقريباً لثلاث ساعات عند الآبار، حتى يتمكن من تعبئة صهريجه والذهاب به إلى المكان المخصص لوقوف الصهاريج.

خط رديف

قالت عبير البرهو، وهي إدارية في شركة المياه في الإدارة المدنية في منبج، إن خط المياه الحالي لم يعد كافياً لتغطية أحياء المدينة.

وأرجعت الإدارية في حديث لنورث برس، السبب إلى “التوسّع العمراني والازدياد الملحوظ في عدد السكان خلال السنوات الماضية”.

وأشارت إلى وجود سبب آخر وهو أن “المضخات لم تعد تعطي الغزارة المطلوبة، بالإضافة لانتهاء العمر الفني للمشروع”.

وأضافت “البرهو”، أن هناك مشروع قيد الدراسة لتمديد خطٍ رديف، لتغذية المدينة بالكامل.

وبحسب شركة مياه منبج، فإن “عملية الضخ من محطة البابيري تكون في أغلب الأحيان ضعيفة، ونحن مضطرون للانتظار ريثما يتم تعبئة الخزانات وعند الانتهاء من التعبئة نقوم بفتح المياه من أجل تخفيف الضغط على الخزانات”.

وقالت “البرهو” إن “ذروة استهلاك المياه هي في فصل الصيف وفي هذه الفترة تكثر شكاوي السكان لعدم وصول المياه لبعض المواقع والأحياء”.

وبلغ عدد المستفيدين من مياه الشرب 56 ألف مشترك، وبالمقارنة بين عدد المشتركين وكمية المياه الموجودة “نجد أن هناك فارقاً كبيراً، لذلك نقوم بضخ المياه إلى المدينة والريف بالتناوب”.

وحل أزمة المياه في منبج “يكون بتنفيذ خط داعم للمدينة”، بحسب عبير البرهو الرئيسة المشاركة لشركة مياه منبج وريفها.

إعداد: فادي الحسين ـ تحرير: زانا العلي