بائعو الألبان والأجبان ضحايا جُدد والجاني الكهرباء

دمشق- نورث برس

يجمع زيدان العابد (60 عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب محل لبيع الألبان والأجبان في منطقة  الدويلعة  بدمشق،  كميات من اللبن الحامض والجبن التي لم  تعد صالحة للأكل ويرميها في حاوية القُمامة، إذ فضّل أن  يتكّبد خسائر مادية على أن يبيعها لزبائن  قد يُصابوا بالتسمّم في حال أكلها.

وبصوتٍ مرتجف يُردّد كلمتين فقط بشكلٍ متواتر بينما يقوم بعمله، “ضاع الرزق، ضاع الرزق”.

ومنذ حوالي الشهرين، يضطّر الرجل بسبب ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع  الطويل للكهرباء، لرمي نصف كمية الألبان والأجبان لديه، بسبب فسادها وحموضتها.

ويُشير “العابد”، الذي يعتمد على مردود محله لتدبُّر أمورعائلته، إلى أن خسارته بلغت حتى الآن نحو مليوني ليرة سورية.

ويتساءل، “لا أملك بدائل عن الكهرباء، فكيف لتجارتي أن تربح وهي تحتاج إلى تبريد مستمر في هذا الجوّ الحار؟”

والشهر الماضي، قال عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية في دمشق، أحمد السوّاس، لإذاعة محلية، إن المنشآت المنتجة لمادة الحليب ومشتقّاته تعرّضت لخسائرٍ كبيرة، بسبب انقطاع الكهرباء وصعوبة تأمين المحروقات اللازمة للإنتاج.

وأشار “السواس”، إلى أن أسعار الألبان والأجبان سجّلت ارتفاعاً بنسبة 5%.

ولفت عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية، إلى أن الجمعية ليست قادرة على تعويض هذه الخسائر، “لكون إدارة المحروقات لا تستجب لطلبات الجمعية”.

وتفادياً لتوقف إنتاج مشتقّات الحليب، يضطّر أصحاب المهنة إلى شراء المازوت من السوق السوداء بسعر 4500ليرة لليتر الواحد، بحسب  “السواس”.

ويصل الإنتاج اليومي لدمشق من الحليب إلى 70 طناً يومياً، بينما يصل الإنتاج في ريف دمشق إلى 100 طن،  بحسب إحصائيات عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية.

وبلغ سعر الكيلوغرام من حليب البقر 2500 ليرة، بينما تراوح سعر الكيلوغرام من الجبن البقري بين 13 و17 ألف ليرة.

 أما جبن الغنم  فيتراوح بين 20 و25 ألف ليرة، كما وصل سعر الكيلوغرام من الجبن المُشلل إلى 18 ألف ليرة، والقشقوان إلى 25 ألف ليرة.

بينما الجبن الذي يدخل حليب البودرة في صناعته فقد حدّد بعض أصحاب المحال تسعيرته بـ 10 آلاف ليرة للكيلو الواحد.

وإلى ذلك، بلغ سعر الكيلوغرام من  لبن الغنم 4500 ليرة ولبن البقر 2500 ليرة، والكيلوغرام من اللبنة  12 ألف ليرة.

وأمام هذه الأسعار، بات الحليب ومشتقّاته بعيداً عن موائد الكثير من السوريين؛ مع تدني نسبة الدخل وضعف القدرة الشرائية لهم.

وكحال سابقه، يضطر عمر محمد، وهو اسم مستعار لأحد سكان الغوطة الغربية، إلى إتلاف نسبة كبيرة من إنتاجه من الألبان والأجبان بسبب امتناع أصحاب المحال عن الشراء.

ويعتمد “محمد”، على دراجته النارية لإيصال إنتاج أبقاره الثلاثة يومياً من الغوطة الغربية إلى أحياء دمشق، لبيعها للمحال،  ولكن رفض أصحابها الشراء خوفاً من تعرّضهم للخسائر بسبب الكهرباء؛ سبّب أيضاً له “خسائر كبيرة”.

ويقول “محمد”، الذي يعتمد على إنتاج أبقاره منذ نحوعقد، لتأمين قوت عائلته، “تزداد خسائري كوني أتكلّف ثمن شراء الوقود لدراجتي بشكل يومي ناهيك عن تكاليف الإنتاج الكبيرة”، في إشارة  منه إلى شراء الأعلاف.

إعداد: دهب المحمد- تحرير:  سوزدار محمد