الحياة اليومية في درعا مرتبطة بساعة وصل الكهرباء

درعا- نورث برس

تقوم عبير الخلف (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لسيدة في ريف درعا الشرقي،  بتجهيز طبختها كل يوم وتنتظر ساعة وصل الكهرباء من أجل الطهي، في محاولة لتوفير استهلاك اسطوانة الغاز التي تملكها.

وتقول السيدة الخمسينية بتهكّم، إن الساعة التي تصل فيها الكهرباء هي وقت العمل، ففيها يتم الطبخ والغسيل وشحن البطاريات من أجل الإنارة وشحن الهواتف.

وتضيف بلهجتها المحلية، “وقت الغداء صار على موعد الكهرباء، ما فينا نطبخ لتجي الكهرباء، حياتنا متوقفة ومرتبطة على فترة وصولها”.

وفي محافظة درعا، يُنظِّم السكان وأصحاب المهن حياتهم اليومية وأعمالهم وفقاً لساعة وصل الكهرباء، وسط ارتفاع أسعار المحروقات والغاز.

ورغم أن جميع المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية تشهد تقنيناً حاداً في الكهرباء، إلا أن ساعات التغذية تقلُّ أكثر خلال فصلي الصيف والشتاء.

وتصل ساعات التقنين في درعا، إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل ويتكرر الانقطاع عدة مرات خلال هذه الساعة، ما يتسبب بحدوث أعطال في الأدوات الكهربائية المنزلية.

وتُعبّر “الخلف” عن استياءها من استمرار هذا الحال وتضيف، “الغسالات تحتاج يوم كامل لتُنهي غسل وجبة الملابس، والبرّادات تحوّلت لخزانة طعام فقط، الماء البارد أصبح حلم في صيفنا”.

 وتستلم عائلة السيدة، كل ثلاثة أشهر، اسطوانة غاز واحدة على البطاقة الذكية بسعر 11500 ليرة سورية لكلّ اسطوانة، في حين أن سعرها في السوق تعدّى 100 ألف ليرة.

ومع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، تزداد حاجة العائلات للكهرباء لتشغيل البرّادات ومكيفات الهواء المنزلية، بينما لا يتمكن صناعيون من إتمام أعمالهم كما يجب في ظل التقنين الحاد للكهرباء.

وبعد ازدياد ساعات تقنين الكهرباء، لجأ مروان سعود (35عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب محل حدادة في ريف درعا الغربي، لشراء مولدة كهرباء تعمل على المازوت لكنها زادت من تكلفة العمل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.

اضطرّ “سعود”، للاستغناء عن استخدام المولّدة بعد أن وصل سعر ليتر المازوت إلى ثمانية آلاف ليرة في السوق السوداء.

ويقول الحداد، إن عمله يقتصر حالياً على ساعة وصول الكهرباء وخاصة أنه يعتمد عليها بشكل كلّي لتشغيل الآلات، ولكن مع ازدياد ساعات التقنين والقطع المتكرر خلال ساعة الوصل، تراجعت حركة عمله.

يضيف الثلاثيني بلهجته المحلية، “صارلي شهر عندي طلبية وما عم أقدر خلّصها،  الكهرباء بطّلت تجي على حظي”.

وفي ريف درعا الشرقي، تُفصل  اتصالات الهواتف الخلوية والانترنت بعد انقطاع الكهرباء بساعتين على أحسن تقدير، حيث تعطلت البطاريات الموجودة في أبراج الاتصالات ولم يتم إصلاحها حتى الآن، بحسب عبد المنعم المقداد (36 عاماً)، وهو من سكان المنطقة.

كما أنه في بعض القرى، عندما تقطع  الكهرباء،  لا يبقى اتصالات أرضية ولا خليوية، الأمر الذي يزيد معاناة السكان وخاصة في حال وجود مريض ويحتاج للاتصال من أجل نقله للطبيب أو المستشفى.

حال حسين الحريري(47 عاماً)، صاحب محل لبيع الدجاج المذبوح في ريف درعا الشرقي، لا يختلف عن باقي أصحاب المهن، إذ يحاول هو الآخر تأجيل طلبيات الزبائن لوقت وصول الكهرباء من أجل تشغيل النتافة.

وفي بعض الأحيان، يضطرّ الرجل لاستخدام الطريقة البدائية في نتف الدجاج بيديه.

وأمام هذا الحال، فقد “الحريري”، وفقاً لما يذكره لنورث برس، الكثير من الزبائن لأنه لا يملك مولّدة كهربائية، حيث يُفضّل الزبائن التوجُّه إلى محال تعتمد على المولّدات أو الطاقة الشمسية.

ويشير صاحب محل بيع الدجاج إلى عدم قدرته على شراء مولّدة لارتفاع أسعارها، وهو ما يهدد بخسارة مصدر رزقه.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: سوزدار محمد