ركود في أسواق منبج وعمال يفقدون مصادر رزقهم بعد التهديدات التركية

منبج- نورث برس 

منذ شهر، لم يبيع علي الأحمد (38 عاماً)، صاحب مكتب عقاري في منبج، شمالي سوريا، أي منزل أو أرض مسجّلة لديه بالمكتب، نتيجة ركود سوق العقارات وانعدام طلبات الشراء والإيجار عقب التهديدات التركية.

يقول “الأحمد” لنورث برس، إنه منذ بداية التهديدات زاد عدد المنازل التي سُجِّلت برسم البيع دون وجود طلب شراء من السكان، إضافة لانخفاض كبير بالأسعار لرغبة السكان في مغادرة المدينة تخوُّفاً من حرب تركية قد تشهدها المنطقة.

والاثنين الماضي، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن أنقرة مستعدة للعملية العسكرية الجديدة في شمالي سوريا ويمكن أن تبدأ في أي لحظة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد حدد سابقاً مدينتي تل رفعت ومنبج هدفاً لعمليته العسكرية.

تؤثر تلك التهديدات على أصحاب مهنٍ ومحال تجارية وعمال في منبج، حيث فقد البعض مصدر رزقه، فيما يعاني آخرون من تراجع حركة العمل في ظل المخاوف من النزوح وخسارة بضائعهم ورؤوس أموالهم.

وبحسب أصحاب مكاتبٍ عقارية، إن المنزل المعروض للبيع الذي كان يُقَّدر ثمنه 30 ألف دولار، أصبح اليوم بـ 20 ألف دولار، كما أن صاحبه مستعد للبيع بسعر أقل منذ ذلك في حال وجد مشترياً.

ويُشير “الأحمد”، أن حركة البناء والتعهُّدات شبه متوقفة وأغلب تجار البناء والمتعهدين أوقفوا أعمالهم، ما أدى لتضرر العمال في وُرش البناء وأصبح تأمين قوت عائلاتهم “أمراً شبه مستحيل مع الركود التجاري الحاصل في المدينة”.

ومع استمرار التهديدات، تسود حالة من القلق والتوتر بين السكان والنازحين في الشمال السوري وخاصة في تل رفعت ومنبج، خوفاً من تنفيذ تركيا ما تتوعد به وخاصة بعد موافقة أنقرة على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي.

ويتذمّر سليمان محمد(40 عاماً)، من سكان منبج، من توقف عمله وانقطاع مصدر رزقه اليومي، بسبب انعدام الحركة التجاريّة في مدينته.

يعمل هذا الرجل الأربعيني، على سيارة صغيرة لنقل البضائع من المخازن والمستودعات الأساسية إلى المحال المنتشرة في الأسواق، وتُعتبر مصدر رزقه الوحيد لإعالة عائلته المكونة من خمسة أشخاص.

ولكن منذ أكثر من شهر جلس “محمد” عاطلاً عن العمل، لعدم وجود طلبيات نقل بضائع.

ويمتنع تجّار وصناعيون في منبج عن شراء بضائع جديدة وتخزينها، كون حركة الأسواق “شبه معدومة”، خشية خسارتها في حال نفّذت تركيا عمليتها.

ويقول “محمد”، إن الشوارع الرئيسية في المدينة كانت تكتظُّ بالسيارات وتشهد ازدحام كبير خلال ساعات الصباح الأولى، لكن منذ عدة أسابيع أصبحت الحركة المرورية شبه متوقفة.

ويُضيف بلهجته المحلية، “تمشي بالشارع براحتك وكأنو ما في حدا”، إشارة منه إلى قلة عدد المارّة.

وبالتزامن مع ارتفاع حدة القصف التركي على مناطق في شمال شرقي سوريا، يُطالب السكان الدول الفاعلة في سوريا والمنظمات الإنسانية والحقوقية بكبح التهديدات التركية على المنطقة، وإثبات موقف فعلي تجاه ما تُشكَّله هذه التهديدات من خطر عليهم.

وفي محله لبيع الألبان في منبج، يقول إبراهيم سوادة (43 عاماً)، إن حركة الأسواق تراجعت خلال شهر لنحو 80 بالمئة مقارنة بالأيام التي سبقت التهديدات التركية.

 ويشير إلى أنه كان يبيع 120 كيلوغرام من الحليب يومياً، وتراجعت مبيعاته لنحو 10 كيلوغرام فقط.

ومع اقتراب عيد الأضحى تبدو حركة السوق ضعيفة مقارنة مع الأعياد السابقة، حيث كان السكان يرتادون المحال التجارية  لشراء احتياجات العيد من ملابس وحَلويات.

ويُضيف “سوادة”، وهو جالس في محله، “لا يوجد أحد بالأسواق بسبب الغلاء والخوف من التهديدات التركية”.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: عمار حيدر