التهديدات التركية بين الترقب وانعكاسها على العملية السياسية في سوريا
دمشق- نورث برس
يرى سياسيون أن حقيقة التهديدات التركية لمناطق في شمالي سوريا، تأتي كأطماع استعمارية جديدة استكمالاً لاتفاقية أضنة، فيما يرى آخرون أنها مجرد حملات انتخابية ليبقى المشهد في إطار الترقب والتكهنات، وسط صمت دولي وتجاهل لمأساة الحرب السورية.
ويقول محمود الأفندي وهو الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية ويقيم في موسكو, إن المسار السياسي الموجود في سوريا ينحصر بمسارين المسار الأول (أستانا) والثاني العملية الدستورية، حيث يشرف على المسارين دول ضامنة مشتركة (روسيا، تركيا وإيران).
والمسار الأول، بحسب “الأفندي”، هو عبارة عن عسكري بحت يتضمن خفض التصعيد ووقف إطلاق النار، “لكنه يخفي بين طياته جانباً من سياسة الدول الضامنة. ومع ذلك فإنه ليس من المفروض أن يصنع مناخاً للحركة السياسية”.
بينما المسار الثاني، فتعتبر اللجنة الدستورية السورية من مخرجات مؤتمر “سوتشي” الذي عقدته روسيا في مطلع عام 2018، ويعوّل عليها في وضع دستور جديد لسوريا، وتحظى بدعم ورعاية من الأمم المتحدة.
غير مرتبطة بالعملية السياسية
واستبعد “الأفندي” أن يكون للعملية العسكرية؛ إذا حدثت في سوريا، أي علاقة بالعملية السياسية وذلك لأن الولايات المتحدة الأميركية لم تكن حاضرة لا في “أستانا” ولا “سوتشي”.
ويقول السياسي، أن “أي عملية عسكرية تقوم بها تركيا، لن تقلب الموازين في العملية السياسية”.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن تركيا بسبب اتفاقاتها السياسية، في أستانا “لا يمكن لها أن تقوم بذلك دون الرجوع لروسيا وإيران وتضمن اتفاقيات خفض التصعيد”.
وتخشى مرح البقاعي رئيسة تحرير منصة “وايت هاوس إن أرابيك” في واشنطن، إذا ما حدثت العملية العسكرية التركية المحتملة على مناطق شمال شرقي سوريا، على “أمن المدنيين الذين يتواجدون في المنطقة سواء في مخيمات اللجوء أو المدن المأهولة”.
وتقول “البقاعي” لنورث برس إن” تركيا تحاول تحقيق مصالحها في الشمال السوري، وهي تقول إن مصالح تتعلق بالأمن القومي”.
ولكن حتى الآن لم تعطِ الولايات المتحدة الأميركية أو حتى روسيا الضوء الأخضر لعملية عسكرية تركية في الشمال السوري، لذلك “رأينا بعد انتهاء اجتماعات (أستانا)، مباشرة اشتباكات غير مفهومة بين الأطراف المسلحة لا نعرف ماهيتها في الحقيقة”، وفقاً لـ”البقاعي”.
وترى “البقاعي”، أن “أي عمل عسكري في أي مكان من سوريا، سيعطل العملية السياسية”.