مشاهد دموية لـ”داعش” تعود مجدداً إلى سوريا
الرقة – نورث برس
نشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أمس الثلاثاء، إصدار قتلها لـ 13 عنصراً من قوات الحكومة السورية في البادية الممتدة بين دير الزور والرقة، شمال شرقي سوريا.
ومنذ إعلان القضاء عليه جغرافياً في آذار / مارس 2019، يستمر التنظيم بعملياته الانفرادية في كافة سوريا والبادية السورية بشكل خاص مستفيداً من طبيعتها الصحراوية.
وأمس الثلاثاء، تبنى التنظيم، من خلال إصدار فيديو بثه وكالة أعماق على حساباتها الوهمية في تطبيق “التيلغرام”، يظهر استهداف “داعش” لحافلة تقل عناصر من قوات الحكومة السورية بالقرب من بلدة الزملة في البادية بين دير الزور والرقة.
ويُظهر الفيديو عناصر ملثمون وهم يطلقون النار على حافلة لونها أبيض تحمل رقم اللوحة “747268 حلب”، ليقوموا بعدها بحرق الحافلة بما فيها الجثث.
وفي داخل الحافلة تظهر مشاهد لأشخاص لقوا حتفهم وهم يرتدون لباساً مدنياً.
ونشرت وكالة “سانا” الرسمية، أن “الاستهداف أدى لمقتل 11 عنصراً من القوات الحكومية وإصابة ثلاثة عناصر، إضافة لمقتل مدنيين اثنين.”
كما أظهر الفيديو أكثر من ثلاثة عناصر من التنظيم وهم يطلقون الرصاص على الحافلة إضافة لارتكابهم إعدامات ميدانية.
وذكرت وكالة “أعماق” أن عناصر التنظيم نصبوا صباح الأحد “كمينًا محكمًا لحافلة كانت تقلُّ جنوداً من الجيش السوري أثناء سيرها على طريق قرية “الزملة” في ريف الرقة الجنوبي، قرب الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
ولدى دخول الحافلة منطقة الكمين، استهدفها عناصر التنظيم بنيران كثيفة من رشاشات خفيفة ومتوسطة، ما أسفر عن مقتل 13 جندياً وإصابة آخرين.
وأكدت الوكالة أنّ عناصر “داعش” أحرقوا الحافلة قبل أن ينسحبوا من المنطقة نحو قواعدهم.
مخاوف عالمية
حذّر عضو الكونغرس الأميركي، مارك والتز، من خطوة تراجع الاهتمام الأميركي بالحرب على “الإرهاب””، وقدرة التنظيمات “القاعدة وداعش” على شن العمليات داخل الأراضي الأميركية إذا تركت دون محاسبة على الأرض.
وأشار “والتز”، عبر تغريد على صفحته الشخصية في “تويتر”، إلى أن حادثة اعتقال التحالف مؤخراً لقيادي كبير في تنظيم “داعش” في شمال غربي سوريا مؤشر على استمرار خطر التنظيم وقدرته على المقاومة والنشاط على الأرض.
وكان المتحدث باسم عملية العزم الصلب، قد صرّح في بيان، أن “قوات التحالف اعتقلت قيادياً كبيراً في داعش خلال عملية في سوريا في السادس عشر من حزيران / يونيو”.
وبحسب بيان التحالف فإن الشخص المحتجز يمتلك خبرات في صناعة المتفجرات كما أنّه أحد أكبر قادة الجماعة في سوريا.
ويتخوف السكان والمسؤولون في مناطق شمال شرقي سوريا بعد التهديدات التركية بغزو مناطق في الشمال السوري من أن التهديدات تتيح الفرصة “لإعادة وإحياء تنظيم داعش من جديد”.
وفي الثاني من حزيران/ يونيو الجاري، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إن “داعش” ما زال يشكل تهديداً للمنطقة وأن التهديدات التركية لشن عملية عسكرية على شمال شرقي سوريا ستؤثر سلباً على الحملة ضد خلايا التنظيم.
وفي التاسع من نيسان/ أبريل الفائت قال قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، في مؤتمر في “مركز النهرين” ضم سفراء دول غربية وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة، إن التنظيم “لا يزال يشكل خطراً حقيقياً على مخيم الهول الذي يعيش فيه حوالي 56.561 يشكل العراقيين غالبيتهم إلى جانب الآلاف من زوجات وأطفال عناصر ومعتقلي داعش الأجانب في قسم خاص ضمن المخيم”.
ووفقاً لإدارة المخيم، فمنذ بداية العام الجاري وحتى اليوم، قتلت 18 امرأة بالمخيم الهول.
مسؤولية
ألقى موفق الأحمد الناطق باسم حزب سوريا المستقبل اللوم على حكومة دمشق في ازدياد نشاط خلايا تنظيم “داعش” في البادية السورية.
ووصف محاربتها لخلايا “داعش” بأنها تقتصر على تحقيق “مكاسب سياسية”.
وأضاف “الأحمد” لنورث برس، أن “استمرار نشاط خلايا التنظيم في البادية السورية هو مصلحة لدمشق على المستوى السياسي، لتظهر نفسها على أنها هي من تقوم بمحاربة الإرهاب، وتحقق من ذلك مكاسب تتمثل بالضغط على المجتمع الدولي”.
وأضاف “الأحمد” أن دمشق مسؤولة عن كل ما جرى ويجري في سوريا وهي جزء من الحل كونها المعترف بها دولياً.
واستدرك بالقول: “لكن عندما لا تقف أمام التهديدات التركية باحتلال الأراضي السورية، ولا تحارب الإرهاب بشكل جدي فإننا لا نستطيع أن ننظر إليها بجدية وأنها جزء من الحل وقراراتها غير مرهونة بأجندات خارجية”.