في ظل توقف الرحلات الجوية التركية.. آلاف العناصر السوريين عالقين في ليبيا
إدلب – نورث برس
على الرغم من دفعه مبالغ تجاوزت حاجز الألف دولار أميركي حتى اليوم لعدة قياديين في “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) من أجل وضع اسمه في قائمة الأشخاص الذين سيتم إعادتهم إلى سوريا، إلا أن ذلك لم يمكن رامي العلي (36 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد عناصر الفرقة، من العودة حتى الآن.
ويسعى “العلي” وهو عنصر في “فرقة السلطان سليمان شاه” خرج إلى ليبيا أواخر عام 2020، للعودة إلى إدلب حيث تسكن عائلته، لكن كل محاولاته كانت تبوء بالفشل.
وقبل ثلاث أشهر أوقفت تركيا التي قامت بنقل عناصر في فصائل المعارضة إلى ليبيا للقتال إلى جانب “حكومة الوفاق”، كافة الرحلات الجوية التي كانت تقوم بإعادة العناصر الذين انتهت مهامهم في ليبيا والتي تتراوح بين ستة أشهر وعام، بحسب عناصر ما يزالون في ليبيا.
ووفقاً لهؤلاء فإنه قبل ذلك كانت تركيا ترسل طائرة كل شهر تقوم بإعادة ما بين 100 و150 عنصراً إلى شمال حلب وكانت آخر رحلة جوية مطلع رمضان الفائت.
لكن العودة كانت لمن يدفع “رشاوى” لقياديين في فصائل المعارضة بليبيا وتتراوح بين 500 و800 دولار على كل عنصر، وربما أكثر إضافةً إلى أصحاب الواسطات والمقربين من القيادة، بحسب قولهم.
أكثر من 15 ألف عنصر
وعملت تركيا منذ نحو عامين، على تجنيد السوريين للقتال في ليبيا ضد قوات المشير خليفة حفتر وذلك بعد وعود برواتب تتجاوز ثلاثة آلاف دولار أميركي حينها.
وقامت بعد أقل من عام بتخفيض الرواتب إلى 800 دولار، وقبل ستة أشهر تم تخفيضها إلى 300 دولار، وفقاً لمصادر عسكرية معارضة.
وبحسب “العلي” فإنه منذ عام قام قادة فصيل “العمشات” بتجميع العناصر الذين يزيد عددهم عن أربع آلاف عنصر في عدة قواعد مثل قاعدة جنزور التي يتواجد بها أكثر من 1500عنصر.
ويبلغ عدد العناصر السوريين التابعين لفصائل “الجيش الوطني السوري” في ليبيا أكثر من 15 ألف عنصر جلهم من فصائل “فيلق المجد” و”فرقة السلطان مراد” و”العمشات” و”فرقة الحمزة” و”صقور الشام”، بحسب إحصائية كشفها قائد في “الجيش الوطني” لنورث برس.
وأشار القائد العسكري إلى أن العناصر منتشرون في أكثر من 30 قاعدة ونقطة عسكرية تركية أو مدعومة منها في ليبيا وأبرزها الوطية وجنزور ومطار طرابلس والجفرة ومصراتة البحرية ومعيتيقة والغربية والأرصاد.
ويتواجد في تلك القواعد نحو أربع آلاف عنصر من “العمشات” وألفي عنصر من “فرقة الحمزة” و1800 عنصر من “فرقة المعتصم” و800 عنصر من “فيلق المجد” وفصائل أخرى، بحسب القائد العسكري.
“دفع رشاوى”
ومنذ نحو عام ونصف وصل بهاء الحلبي (31 عاماً) وهو اسم مستعار لعنصر في “فرقة السلطان مراد” إلى ليبيا برفقة 150 عنصراً آخرين على متن طائرة تركية وذلك مقابل 800 دولار أميركي شهرياً، وفقاً لما يقوله لنورث برس.
ويحاول هو الآخر العودة منذ نحو سبعة أشهر إلى سوريا دون أن يتمكن من ذلك “على الرغم من أنني دفعت مبالغ مالية كرشاوى”.
ويشير إلى أنه عندما ذهب كان الاتفاق مع المسؤول عن الملف الليبي في الفصيل أن تكون فترة بقائه في ليبيا ستة أشهر فقط.
ويضيف: “الذهاب كان بإرادتنا لكن العودة عكس ذلك، منذ حزيران العام الفائت ذهبت إلى ليبيا وما زلت فيها حتى اليوم محاصراً مع العشرات داخل المعسكر”.
ومنذ أكثر من ثلاث أشهر، لم يستلم حيدر الخلف (28 عاماً) وأكثر من 700 عنصر آخرين من رفاقه رواتبهم من قيادة فصيل “فرقة الحمزة” المرسلين إلى ليبيا، “بحجة عدم دفعها من قبل الأتراك حتى الآن”، وفقاً لما يذكره لنورث برس.
وأشار “الخلف” هو الآخر إلى أن عشرات العناصر يقومون بدفع رشاوى تجاوزت ألف دولار لبعض القادة من أجل إعادتهم إلى سوريا “إلا أن كل ذلك دون جدوى بسبب توقف الرحلات الجوية”.