فارون من القصف التركي يواجهون ظروفاً قاسية في مخيم بديرك

ديرك- نورث برس

كل يوم تضطر فاطمة دياب (40 عاماً) لجلب المياه إلى خيمتها عبر نقلها بغالونات من نبع قريب على طرف مخيم نوروز بريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا.

تلك العملية اليومية تنهك السيدة الأربعينية وهي نازحة من قرية الفكة بريف بلدة تل تمر، شمالي الحسكة، خاصة وأنها تقوم بها بعد أربع ساعات من العمل المتواصل في الأراضي الزراعية.

وفي مخيم نوروز يواجه النازحون الذي نزحوا مؤخراً من مناطقهم في أرياف تل تمر وزركان (أبو راسين)، ظروفاً قاسية، حيث أقيمت خيمهم على عجل بسبب اكتظاظ المخيم دون توفر أي خدمات من مطابخ وحمامات وكهرباء ودورات مياه.

وأنشئت الخيم الجديدة في أطراف المخيم على أرضية ترابية، وتأوي أكثر  200عائلة نزحت خلال الفترة الماضية من مناطقها نتيجة التصعيد العسكري من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها.

ويضم القسم الجديد في المخيم خزانين للمياه فقط لا يكفيان عدد أفراد العائلات، ما يضطرهم لجلب المياه من النبع الذي يمر بأطراف المخيم.

وفي مخيم نوروز تسكن 1076 عائلة، تضم 5839 فرداً، بحسب إدارة المخيم.

وبعد إعلان تركيا عن نيتها شن عملية عسكرية في مناطق بالشمال السوري، ازدادت حدة القصف التركي على قرى مأهولة ومرافق حيوية في أرياف تل تمر وزركان (أبو راسين)، وتسببت بنزوح عائلات من تلك المناطق.

“هذا الوضع لا يحتمل”

وفي ظل اكتظاظ المخيم بالنازحين، تضطر بعض العائلات للسكن في خيمتي الاستقبال وهما عبارة عن خيمتين كبيرتين، تضمان نحو 17 غرفة، وتتشارك عدة عائلات السكن في غرفة واحدة، وسط افتقارها لوسائل تبريد.

وتقول “دياب”، بينما كانت تلف وجهها بوشاح لحماية نفسها من أشعة الشمس، بلهجتها المحلية، “والله هاي مو عيشة، هاي مو حالة والله هلكنا من نقل المي، قتلنا الوسخ والروائح”.

ولعدم وجود دورات مياه, يقضي الأطفال والنساء والرجال حاجتهم في العراء, ما ينتج عن ذلك روائح كريهة وخاصة مع هبوب الرياح وارتفاع درجات الحرارة.

وتتحسر على ما آلت إليه حالها في المخيم برفقة أطفالها الخمسة، حيث تتخوف عليهم أن يصابوا بأمراض جلدية نتيجة الأوساخ. 

وتتساءل معبرة عن استيائها، “طلعتنا من بيوتنا هينة علينا؟ فوق ما طلعنا من بيوتنا ما شفنا شي يريحنا”.

وتضيف على ذلك، “هذا الوضع لا يحتمل, ليس من المعقول أن تعود إلى المخيم من العمل في حر الصيف, وتذهب مجدداً لجلب المياه من النبع”.

وحول تفاقم وضع النازحين في القسم الجديد، يقول نديم عمر، مسؤول العلاقات في المخيم، إنهم تلقوا وعوداً من منظمة

الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لتنفيذ مشاريع خدمية في القسم الجديد منذ عدة أشهر، “ولكن حتى الآن لم تقدم شيئاً”.

تواصل نزوح عائلات

وخلال الشهر الماضي فقط، استقبل المخيم 107، عائلات نازحة ونتيجة القصف المستمر يتواصل توافد عائلات جديدة إليه، وهو ما يضع إدارته أمام تحديدات حول كيفية إيواء جميع النازحين ولا سيما أن أعدادهم باتت تفوق استيعاب المخيم.

وبسبب أرضية الخيم الجديدة الترابية، يتخوف قاطنوها من تعرضهم للدغات الحيوانات السامة كالأفاعي والعقارب وغيرها، في ظل عدم  توفر مصل مضاد للسعات في المخيم.

وقبل أسبوعين، تعرضت نازحة في المخيم للسعة أفعى، حيث تم نقلها إلى مشفى بمدينة ديرك لتقلي العلاج، بحسب نازحين.

ومنذ ثلاثة أشهر، نزحت أميرة عبدالعزيز (21 عاماً) من قريتها الفكة برفقة عائلتها إلى المخيم.

وإضافة إلى كل ما سبق من معاناة في القسم الجديد، تشتكي “عبد العزيز” من قلة المساعدات الغذائية وتلف بعض موادها في بعض الأحيان.

وتقول بينما كانت عائدة من مدينة ديرك بعد بيعها لكيس أرز تالف استلمته منذ مدة، إلى تاجر علف الحيوانات، “بعت الأرز التالف بـ 18 ألف ليرة وأضفت عليه 14 ألفاً واشتريت كيساً جديداً من سوق ديرك”.

 وتضيف السيدة العشرينية، بينما كانت تضع كيس أرز على رأسها وتلف وجهها بوشاح، “المعونة لا تكفينا أبداً ووضعنا صعب جداً”.

إعداد: دلال علي- تحرير: سوزدار محمد