العملية العسكرية التركية تُهدد قوت مزارعي تل رفعت بريف حلب الشمالي
ريف حلب الشمالي – نورث برس
ينتظر مصطفى محمود ( 35عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان بلدة تل رفعت، بفارغ الصّبر أنّ تأتي الحصادة، لينهي حصاد موسم هذا العام قبل فوات الأوان، متخوفاً من التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على المنطقة.
ويمتلك المزارع حوالي 10 هكتارات مزروعة من القمح، ومساحات واسعة من الكمون والكزبرة والحبة السّوداء، التي كلفته زراعتها من 40 إلى 50 مليوناً، حسب ما يقول.
ويتخوف “محمود” من أن تتحول أرضه إلى رماد، جراء التّصعيد التركي على قرى ريف حلب الشّمالي.
وبلهجة عامية معجونة بالغضب، يقول المزارع “اتضررنا بما فيه الكفاية بهي الأزمة”، مشيراً إلى أنهم يعملون بالزّراعة ليخففوا من معاناتهم جراء الغلاء.
ويتخوف مزارعون في بلدة تل رفعت، بريف حلب الشّمالي، من فقدان محاصيلهم، التي تعد مصدر قوتهم، خلال دقائق معدودة، في حال تنفيذ تركيا عمليتها العسكرية بأي لحظة.
وتتجدد التّهديدات التركية بشن عملية عسكرية في شمالي سوريا حصرتها في منبج وتل رفعت، في كل مناسبة سانحة.

وفي تقرير سابق، لنورث برس، ذكرت هيئة الزراعة أنّ القصف التركي تسبب باحتراق 50 هكتار من مجمل أراضي المنطقة التي تبلغ مساحتها 25 ألف هكتار، مزروعة بالقمح والشّعيرة والكمون والكزبرة والحبة السوداء.
وأغلب المساحات المحترقة تعود لسكان قرى تل رفعت، وحساجك، وشيخ عيسى وسروج، وسروج، حسب هيئة الزراعة.
ومنذ أمس، بدأ المزارعون بالحصاد في الأراضي المحيطة بتل رفعت، بهدف الإسراع بجني محاصيلهم قبل بدء أي عملية عسكرية محتملة، حسب مزارعين.
ويحمل “محمود” روسيا والتحالف الدولي مسؤولية عدم السّماح لتركيا بتوغل جديد في الأراضي السّورية، الأمر الذي من شأنه، في حال حصل، أنّ يلحق خسائر تقدر بالملايين في محاصيلهم الزّراعية.
ويقطن في تل رفعت حوالي 630 عائلة، يقدر عدد أفرادها بـ3 آلاف شخص من سكانها الأصليين، و3692 عائلة من نازحي عفرين، ويصل عدد أفرادها إلى 14783 شخصاً.
وبدوره يتجول علي أحمد، (40 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من مدينة الدانا في إدلب، بين أراضيه المزروعة بالقمح والخضروات والكزبرة، وترتسم على ملامحه إمارات القلق، خشية أنّ تصيب القذائف الطائشة أرضه، بعد أنّ سقطت منذ مدة في الأرض المقابلة لأرضه.
ويشير “أحمد” إلى أنه ينتظر الحصادة “على أحر من الجمر” ليجني محصوله، لأنه يتخوف من تلفه جراء التهديدات التركية، إذ أنه استأجر الأرض من أصحابها بمبلغ 15 مليون ليرة سورية.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في قرى منطقة الشهباء وناحية شيراوا بريف حلب الشّمالي، حوالي 30 ألف هكتار، والمساحات في تل رفعت تقدر بنحو 3500 هكتار، حسب هيئة الزّراعة في إقليم عفرين (العاملة بريف حلب الشمالي).
ويضيف: “الجفاف ألحق أضراراً كبيرة بالمواسم الزّراعية هذه السنة، وفوق ذلك تهددنا تركيا، ولا نعلم أين سنذهب في حال نفذت عمليتها”.
ويمتلك المزارع 10 هكتارات من القمح والشّعير، و15 هكتار من الحبة السوداء، ويفيد “سنخسر مبالغ تقدر بـ60 مليون ليرة سورية، في حال دخلت تركيا”، آملاً بأن لا يحدث ذلك.
ويقول بلهجة محلية “هالعملية رح تخرب بيتنا”، وخاصة أنهم نزحوا قبل سنوات من إدلب إلى عفرين، ومن ثم تل رفعت، والآن “الوجهة ستكون مجهولة”.