سكان في حلب والسويداء ودرعا: تركيا تسعى لتقسيم سوريا وفق مصالحها

حلب/ السويداء/ درعا ـ نورث برس

يستشهد عبد السلام ختيار (50 عاماً) من سكان حي المارتيني بحلب، بمثلٍ قديم يعرفه جميع السوريون عن الأتراك وهو “عدو جدك ما يودك”، في حديثه عن التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية ضد الشمال السوري.

يقول الرجل الخمسينيّ: “أنا كمواطن سوري لن أقبل بدخول أي جندي تركي محتل إلى الأراضي السورية”. ويضيف: “ما يمنح النظام التركي القوة هو وجود مرتزقة تدعمه على الأراضي السورية لتحقيق مكاسب لها وله”.

ويشير إلى أنه “بحجة حماية أمن تركية وشعبها تريد تركيا التوسع في احتلال الأراضي السورية بغية ضمها تحت السلطة التركية”.

والشهر الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة “للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي”، وإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري.

ومطلع الشهر الحالي لوح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً،  بشن عملية عسكرية على مناطق في شمالي سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحفي حول موقف ​تركيا​ من انضمام دولتي السويد و​فنلندا​ لحلف شمال الأطلسي (​الناتو​).

الإعلانات التركيّة المتعاقبة قُوبلت بأشد عبارات الرّفض، وتناوبت كل من الحكومة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية في الرد على تلك التهديدات متمسكين بالسيادة السورية وحماية الأراضي من أي “احتلال ومحتل”.

الرفض شمل أيضاً مناطق سيطرة تركيا في الشمال السوري فخرج عشرات السكان قبل يومين في احتجاج على طريق إدلب/دمشق شرقي مدينة سراقب مطالبين بفتح الجبهات وخروج النقاط التركية من إدلب.

وقال رؤوف العلي، وهو اسم مستعار لمحامٍ في حلب، إنَّ ما يقوم به “النظام التركي” له ربط واضح بأعمال تركية “لضم أراضي جديدة إلى الحيز الجغرافي لها. ويعمل النظام بخطوات لها علاقة في معاهدة لوزان، اتفاقية السلام عام 1923 بين الخلفاء المنتصرين في حرب العالمية الأولى”.

وأضاف: “لقد مر على الاتفاقيّة 99 عاماً وتنتهي مع بداية عام 2023 وأمام تركيا الفرصة لتوسع جغرافي يسمح لها في التنقيب عن المواد البترولية في شرقي سوريا وهذا ما يطمح النظام التركي للحصول عليه في الوقت الحالي على حساب السوريين.

وحمل “العلي” الدول العظمى مسؤولية التدخل لحماية الشعوب التي تعيش بسلام على الأراضي السورية، ضد أطماع جشعة ثمنها الدم السوري، وما نشاهده من صمت حلفاء الدولة السورية يرعب سكان حلب”.

تبادلٌ للمصالح

يقول وسام رضوان، وهو اسم مستعار لناشط في السويداء، إنَّ “الأتراك يحاولون استغلال السياسة الدولية وتبادل المصالح لتحقيق أطماعهم الاستعمارية، وادعائهم بمنطقة آمنة للاجئين السوريين هي حجة فقط”.

ويرى “رضوان” أنَّ اللاجئُ السوري هو “الخاسر الأكبر” من التهديدات التركية الجديدة لمناطق شمالي سوريا وشرقها، والتي تندرج تحت اسم “مصالح دول”، على حساب قضية الشعب السوري وهو “سعيٌ لإحداث تغير ديمغرافي في المنطقة خدمةً لمصالحها”.

وبدوره قال مروان الخطيب وهو اسم مستعار من مدينة شهبا شمال السويداء، لنورث برس، “نحن ضد التهديدات التركية ولا نقبل بها ولكن علينا أن نعي جميعاً أنَّ من جعل سوريا ساحة لتحقيق المصالح، ومن سمح لإيران بجعل سوريا محافظة تابعة لها، هو نفسه من فتح المجال  للأتراك لاحتلال مناطق في الشمال”.

وأعرب “الخطيب” عن اعتقاده في أنه “لا خلاص من الاحتلال سوى بوحدة الشعب السوري ضد كل أشكال الاحتلال”.

وترى حلا الفرج، من سكان درعا، أنَّ العمليات التي تقوم بها تركيا في الشمال السوري ليست من مصلحة السوريين بل هو احتلال وتقاسم للنفوذ”.

أما حسين محمد وهو أيضاً من سكان درعا فقد قال لنورث برس، “نرفض هذا الاحتلال. ولكن نحن كسوريين لم يعد لرفضنا أو قبولنا أيّ معنى. يستخدمون اللاجئ السوري في تركيا خدمةً لمصالهم على حساب سوري آخر موجود داخل أرضه”.

   إعداد: رافي حسن / رزان زين الدين/ إحسان محمد  –  تحرير: سلمان الحربيّ