إنتاج ضعيف وتكاليف كبيرة.. سمة الزراعة في مناطق الحكومة السورية

دمشق- نورث برس

يواجه المزارعون في مناطق سيطرة الحكومة السورية صعوبات عدة يتقدمها ارتفاع أسعار البذار والمبيدات والأسمدة ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات، وزاد عليها شح الأمطار الموسمية، الأمر الذي أثر سلباً على كمية الإنتاج الزراعي بكافة صنوفه.

يقول محمود العبد (35 عاماً)، وهو من سكان الريف الشمالي لحلب، إنه أثناء البذار اشترى 20 كيلو غرام من بذور الكزبرة بـ3100 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد لزراعة عشرة دونمات من أرضه.

ويضيف أنه اضطر إلى “شراء مبيد للأعشاب الضارة، سوبر فرديكت، بسعر 200 ألف ليرة سورية، حيث ارتفع سعرها إلى الضعف مقارنة بالعام الفائت، وهي تكفي لتغطية مساحة هكتار واحد”.

فيما ارتفع “سعر كيس السماد يوريا الذي يزن خمسين كيلو غرام، نحو 40 % عن العام الماضي، حيث وصل إلى 75 ألف ليرة للسماد الشتوي و140 ألفاً للسماد الربيعي”، بحسب “العبد”.

ويقول المزارع، إن “مجموع تكاليف الموسم مليون وأربعمائة ألف ليرة. وهو بانتظار الحصاد بعد أيام”.

ولا يتوقع “العبد” أن يغطي المنتوج النفقات التي صرفها والجهد الذي بدله خلال العام.

” لا دعم”

ويقول أحمد عوشنه (40 عاماً) ، وهو أحد سكان الريف الشمالي بحلب، إنه قام “بزراعة أربع هكتارات من القمح، وكل واحد هكتار يحتاج إلى 260 كيلو غرام من البذار وهذه الكمية تحتاج إلى سماد شتوي مركب ويوريا 46”.

ويضيف لنورث برس، أن “الأرض التي يملكها ليست زراعية ولا تدعمها الحكومة، في المواد مثل البذار والسماد كون الجمعية الموجودة في المنطقة تدعم فقط الأراضي الزراعية فقط”.

وبحسب المزارع الأربعيني، “ارتفعت تكلفة حصاد الهكتار الواحد إلى 250 ألف ليرة أي إلى أكثر من الضعف عن العام الماضي، الذي كان بـ75 ألف ليرة”.

ويحتاج “عوشنه”، “إلى 400 كيلو غرام كإنتاج وسطي للدونم الواحد، حتى يتمكن من تغطية المصاريف. والنتائج إلى الآن لا تبشر في الخير”.

ومنتصف أيار/ مايو الماضي أعلنت الحكومة السّوريّة، عن “رفع سعر شراء كيلوغرام القمح من المزارعين إلى 1700 ليرة مع منح مكافأة 300 ليرة لكل كيلو غرام يتم تسليمه من المناطق الآمنة بحيث يصبح سعر الكيلو غرام 2000 ليرة”.

“خسارة للمزارع”

ويتزامن موسم الحبوب مع موسم الفواكه الصيفية، والتي دخلت الأسواق بأسعار مرتفعة تعجز عنها معظم العائلات في مناطق الحكومة.

 ووصل سعر كيلو الجارنك إلى (15000 ليرة سورية) بينما تراوح سعر كيلو الكزر والمشمش بين (6000-7000)، وسجل سعر كيلو الدراق 6000، والموز7000، التفاح 2400، والبرتقال 3500، بحسب سكان.

ويعزو مزارعون سبب ارتفاع الأسعار إلى تكاليف الزراعة والقطاف والتسويق.

ويقول مروان رضوان (55عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من السويداء، إن من أكثر الصعوبات التي تواجهه، هي “ارتفاع سعر المبيدات الحشرية، والوقود”.

ويحتاج كل دونم إلى “25 ألف ليرة سورية لرشه بالمبيد الحشري، ناهيك عن اختلاف عدد الرشات، حيث التفاح يحتاج ست رشات، والعنب خمس، بينما الدراق والإجاص بين الأربع والخمس مرات”.

ويضيف “رضوان” لنورث برس: “لدي 20 دونماً زرعتها بالأشجار المثمرة، وتحتاج إلى خمسمئة ألف ليرة، في كل رشة مبيدات حشرية”.

ويشير إلى أن الصعوبة الأخرى التي تواجهه، هي تكاليف شراء المازوت الحر، حيث “يحتاج الدونم الواحد لحوالي60 ليتراً من المازوت. سعر الليتر الواحد خمسة آلاف ليرة سورية، أي 300 ألف لكل دونم، ويبلغ مبيع إنتاج دونم الدراق حوالي ثلاثة ملايين”.

ومع “عدم وجود الدعم من قبل الحكومة يبقى المزارع هو الخاسر الأكبر”، يقول “رضوان”.

فيما يرى وائل كيوان (45عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من قرية مياماس، ويملك 15 دونماً مزروع بالتفاح وبعض أشجار الكرز والمشمش، أن “المعاناة التي يواجهها هي أجور قطف المحصول”.

و”يلزم لقطف طن ونصف من الفواكه، 200 ألف ليرة سورية فقط لأجور اليد العاملة، وسلالاً بلاستيكة، تكلف حوالي 500 ألف، حيث وصل سعر السلة اليوم أكثر من 700ليرة”.

ويضيف: “لإيصال المحصول إلى دمشق، يلزمنا أجور نقل، تصل لحوالي 400 ألف ليرة للسيارة الواحدة، إضافة إلى نسبة ما يعرف بالكمسيون (تاجر الجملة) بقيمة 7% أي على كل 100كيلوغرام يأخذ سبعة آلاف ليرة”.

مشاكل أخرى

تشتهر محافظة درعا بزراعتها للخضروات، كـ”البندورة والخيار والبطاطا، وكان سابقاً يتم تسويقها بشكل أكبر في أسواق دمشق لكن أجور النقل خففت من وتيرة نقل المحاصيل إلى أسواقها، بحسب مزارعين.

ويقول محمد شهاب (43عاماً) وهو مزارع بمحافظة درعا، “تفتقر مديرية الزراعة في درعا، لأي خطة عمل واضحة من شأنها دعم ومساعدة المزارعين الذين يعانون العديد من المشاكل التي تأثر سلباً على إنتاج المحاصيل الزراعية”.

وأضاف” شهاب” لنورث برس، أن “هذا الموسم عملت على زراعة ما يقارب 50 دونماً من الخيار بتكلفة 300 ألف للدونم الواحد، إذ وصلت تكلفة الدنم الواحد من المبيدات الزراعية والأسمدة لما يقارب من الـ100 ألف ليرة سورية”.

ويواجه مزارعو الخضراوات عدة صعوبات هذا الموسم، من “أبرزها عدم توفر اليد العاملة لقطاف المحصول، حيث اضطروا لدفع أجور يومية تصل إلى 20 ألف ليرة سورية لكل عامل مقابل العمل لست ساعات فقط”، بحسب “شهاب”.

وأشار إلى أن دعم مديرية الزراعة للمزارعين في محافظة درعا لهذا الموسم اقتصر على بعض الأسمدة فقط.  

إعداد: مؤيد الأشقر/ رزان زين الدين/ رافي حسن – تحرير: فنصة تمو