وجهاء عشائر في تل أبيض: توطين لاجئين سوريين في منطقتنا احتلال جديد

الرقة – نورث برس

اعتبر وجهاء عشائر في منطقة تل أبيض شمال الرقة، شمالي سوريا، أن توطين لاجئين سوريين هو احتلال جديد لجغرافية منطقتهم.
ورأى هؤلاء أن تنفيذ المشروع التركي سيهدد التعايش السلمي في المنطقة مستقبلاً فيما إذا عاد السكان الأصليون إلى أراضيهم.

وأحدث الإعلان التركي عن مشروع لإعادة توطين مليون لاجئ سوري في مناطق هُجر سكانها الأصليون، موجة من الاستياء الرسمي والشعبي لتهديد هذا المشروع للتركيبة السكانية في المنطقة.

ومطلع أيار/ مايو الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مشروع لإعادة توطين مليون لاجئ سوري في 13 منطقة سورية.

وقال حمد القراجة، وهو وجيه عشيرة البو عساف في تل أبيض وريفها، إن تركيا احتلت منطقتهم أول مرة أثناء العملية العسكرية التي شنتها برفقة فصائل موالية لها في 2019.
وأضاف: “جاء مشروع توطين مليون لاجئ سوري في مناطقنا كاحتلال جديد لجغرافية المنطقة”.

ومهدت الحكومة التركية لمشروع التغيير الديمغرافي من خلال عدة إجراءات وخطوات اتخذتها كان من بينها تجريف منازل السكان الأصليين في المنطقة والادعاء أنها تدمرت بفعل العمليات الحربية، وفقاً لما ذكره “القراجة” لنورث برس.

وتساءل الوجيه عن كيفية إعادة سوريين إلى مناطق وأراضٍ غير عائدة لهم، في حين أن سكانها الأصليين يعيشون في المخيمات.
ومنذ سيطرة تركيا برفقة فصائل المعارضة المسلحة الموالية على منطقتي سري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، نزح ما يقارب 300 ألف شخص من المنطقتين، بحسب إحصائيات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وتوزعت الغالبية العظمى من النازحين في مخيمات أنشأتها الإدارة الذاتية لاحقاً، كمخيم سري كانيه وواشوكاني في الحسكة، إضافة إلى توزع قسم منهم في مخيم تل السمن بالرقة ومخيم نوروز في ديرك، فضلاَ عن وجود عائلات في مدارس بالحسكة.

وألقى وجيه عشيرة البو عساف، اللوم الأكبر على سوريين “وخاصة الذين يتماشون مع المشروع التركي في تغيير ديمغرافية المنطقة وتركيبتها السكانية”.

ومن جانبه، قال زعيم كردو، وهو وجيه عشيرة الشدادية الكردية في تل أبيض وريفها، إن مكونات المنطقة كانت تتعايش بشكل سلمي فيما بينها قبل “احتلال” تركيا لمناطقنا”.

وأكد هو الآخر، أن إعادة تركيا لاجئين سوريين وتوطينهم في مناطق هجر سكانها بفعل العمليات العسكرية التركية، “يولد الفتنة بين المكونات السورية”.

ولجأت السياسات التركية في المنطقة للتغيير الديمغرافي والتقسيم العرقي بين السكان، الأمر الذي يرفضه السكان عرباً وكرداً، بحسب “كردو”.

وتأسّف “كردو” على ما آلت إليها تل أبيض وخاصة أن “السكان الأصليين ضحوا لأجل تحريرها من الإرهاب لكن اليوم عادت واغتصبت منهم على يد تركيا والفصائل الموالية لها”.

ورغم استهجان سكان ونازحين في مناطق مختلفة من سوريا سواء في إدلب أو في مناطق شمال شرقي سوريا ولاجئون سوريون في تركيا، لمشروع المستوطنات وترحيل سوريين، لم تبدِ الحكومة السورية حتى الآن أي موقف تجاه الأمر.

واعتبر وجيه عشيرة الشدادية الكردية، أن تهجير سكان منطقة تل أبيض واستبدالهم بأناس آخرين “أمر مؤسف، وتلجأ إليه تركيا لتمرير مصالحها ومخططاتها في المنطقة”.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: زانا العلي