اتحاد مثقفي منبج يُنهي مؤتمره الثاني في ظل عقباتٍ واجهته في عامه الجديد
منبج - جهاد نبو / فتاح عيسى - NPA
انتهت أعمال المؤتمر الثاني لاتحاد المثقفين في مدينة منبج وريفها، شمال شرقي سوريا، بانتخاب هيئةٍ إداريةٍ للاتحاد، أمس السبت، بعد قراءة تقريرهم السنوي، ومناقشة النظام الداخلي للاتحاد وإقراره.
عملية الانتخاب وإقرار النظام الداخلي وإقامة المؤتمر الثاني للاتحاد، ترافقت مع صعوباتٍ إداريةٍ عانى منها الاتحاد خلال العام الفائت.
وشهد المؤتمر الثاني الذي بدأ صباح أمس السبت، تحت شعار "الثقافة رمز القيم والحضارة"، في مركز الثقافة والفن في مدينة منبج، حضور مثقفين ومهتمين من كافة مكوّنات المدينة، مع حضورٍ من أعضاء المؤسسات تابعة للإدارة المدنية الديمقراطية.
تأخّر المؤتمر
وعلمت "نورث برس" أنّ المؤتمر تأخر عن موعد عقده، الذي تم تحديده سابقاً، فيما أوضح أحمد أبو شكير، عضو اتحاد المثقفين في المدينة وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني، لـ"نورث برس" أسباب التأخير.
أبو شكير أكّد أنّ تأجيل المؤتمر الثاني عدة أشهر، جاء نتيجة مشكلات متعلقة بأمور إدارية في الاتحاد، فضلاً عن كون الاتحاد في مرحلة تأسيسية، لافتاً لقلة الحاضرين وضآلة التفاعل من قبل المثقفين بمنبج في المؤتمر.
وأوضح أبو شكير خلال قراء التقرير السنوي، أنّ الاتحاد نظَّم خلال العام الفائت فعالياتٍ عديدةً، تضمنت افتتاح مكتبةٍ، وندواتٍ حول التعليم والتربية وندواتٍ خاصة بالمرأة، وأمسياتٍ شعرية، مع مشاركات عديدة في نشاطات ثقافية في مدن شمال وشرقي سوريا.
وأشار كذلك إلى أن الوضع الإداري في الاتحاد، كان أدنى من المطلوب من الناحية التنظيمية، منوهاً لتغيّر أعضاء الهيئة الإدارية أكثر من مرة، مع عدم وضوح موقف المثقفين من التهديدات التي تعرضت لها مدينة منبج.
تهميش الثقافة
كذلك قالت فطوم الشرق، عضو في اتحاد المثقفين في منبج، بأن حركة المثقفين لها دور فعّال في أي مجتمعٍ، وخاصةً في مدينة منبج التي عانت خلال الفترات الماضية من تهميش الثقافة فيها، مع أهمية دور المثقفين في المستقبل وبخاصة النساء المثقفات.
وأكّدت الشرق على أهمية توفير محيط وجو مناسب للمرأة، لتقوم بدورها الثقافي، سواء أكان داخل المنزل من خلال إعادة الاهتمام بتربية أولادها على ثقافة القراءة التي أصبحت شبه منقرضة، أو خارج المنزل عبر عملها.
في حين شدّدت على الدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي، في التأثير على الثقافة بشكل عام، وثقافة القراءة بشكل خاص.
أيضاً بيَّنت الشرق المعوّقات الاجتماعية التي تخص المرأة المثقفة، في ظل ما وصفته بـ"ثقافة العيب" التي لا زالت موجودةً، رغم وجود العديد من المثقفات في منبج، إضافة إلى تخوفاتٍ فكرية وسياسية، وتخوفٍ من الوضع الأمني، مضيفة أن الحالة الثقافية في منبج مقبولة، رغم وجود تخوفٍ من قبل المثقفين للتعبير عن أنفسهم بالشكل الأمثل.وكان المؤتمر الأوّل لاتحاد المثقفين في منبج وريفها انعقد في 21 نيسان / أبريل من العام 2018، فيما تم افتتاح مركز اتحاد المثقفين
رسمياً بتاريخ 15 آب / أغسطس من العام ذاته.
صعوبات تواجه الاتحاد
الرئيس المشارك لاتحاد مثقفي منبج وريفها، الشاعر أحمد اليوسف، أوضح أنّ اتحاد المثقفين ومنذ تأسيسه، واجه عدة صعوبات منها عدم استقرار الوضع الأمني مع بداية تأسيس الاتحاد، إضافات لوجود حسابات سياسية واجتماعية مختلفة لدى بعض المثقفين في منبج.
وكشف عن مواجهتهم لصعوبات في إقناع المثقفين رغم محاولتهم التواصل مع كل المثقفين في المدينة، وجمعهم تحت سقفٍ واحدٍ على اختلاف آرائهم، مشيراً إلى عدم تلقي أي تجاوب لدى المثقفين في منبج وفق المأمول، رغم العدد الكبير للدعوات والفعاليات والنشاطات التي تم تنظيمها.
وأشار اليوسف أنّ الاتحاد يأمل من خلال عقد المؤتمر إلى الاستماع لآراء المثقفين للعمل على تطوير الواقع الثقافي في مدينة منبج، إضافة إلى تطوير وضع الاتحاد.
يذكر أن المؤتمر الثاني لاتحاد مثقفي مدينة منبج وريفها، اختتم بتشكيل لجنة مؤلفة من سبعة أشخاص لإدارة الاتحاد فيما عُقد المؤتمر الأول لاتحاد المثقفين في منبج وريفها في 21 نيسان/ أبريل 2018، ليتم افتتاح مركز اتحاد المثقفين رسميا بتاريخ 15 آب/ أغسطس 2018.