NPA
يبدو الكثير من مزارعي التفاح في السويداء، في حالة يرثى لها، حيث تتوالى الخيبة تلو الخيبة، فبعدما خابت أحلامهم بالحصول على محصول وفير، تخيب أمالهم بأسعار التفاح التي حدَّدها اتحاد الفلاحين، والتي يبدو أنَّها لن تؤمّن تكاليف الإنتاج.
هذا السيل من الخيبات استفتح به أبو عماد حمود أحد مزارعي التفاح في السويداء حديثه لـ"نورث برس"، قائلاً: "خاب أملنا في الموسم الجديد من التفاح، حيث يكاد الموسم في البساتين الجيدة لا يبلغ ثلث إنتاج العام الماضي".
وأردف بأن انخفاض إنتاج التفاح في هذا الموسم، يأتي بالتزامن مع ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكلٍ كبيرٍ، وخاصة أنَّ أسعار صرف الدولار بارتفاع شبه يومي منذ فترة".
ويرى حمود أنَّ "الفلاح مازال الحلقة الأضعف"، وردّ السبب إلى أنَّ الفلاح "هو الوحيد المحصور بالسعر".
وأوضح أنَّ "المصدِّر أو تاجر الجملة، يسعِّر الكيلوغرام الواحد من التفاح على الدولار، وعندما يرتفع السعر، حتى لو انخفض سعر الصرف فهو لا يخفِّض سعر المَبيع".
في حين قال المزارع أبو فهد، أحد ضمَّانة التفاح في السويداء، (طلب عدم الكشف عن اسم عائلته لأسباب شخصية)، في حديث مع "نورث برس"، إنَّ "العمل في الزراعة أصبح أمراً خاسراً".
وبيَّن: "نحن نشتري التفاح على الشجر، ونأتي بعمال لتجنيه، ونأتي بصناديق لتحميله، ونستأجر برادات لحفظه، إضافة إلى فرزه وتشميعه".
وشدَّد على أنَّ "كل ذلك بحاجة إلى تمويل" وتابع "كل هذا بالإضافة إلى استئجار سيارات البرادات للتصدير، وكل هذه التكاليف ترتفع وخاصة مع ارتفاع الدولار وغلاء المعيشة، وفي النهاية تُعيد الأردن لنا البراد بحجج متعددة، بعدما يقف أياماً على الحدود".
وأضاف مُشتكياً "ليس ذنبنا أنَّ أسواق التصدير مغلقة في وجه السوريين، وعلى الدولة أن تدعم المزارع والتاجر، ففي النهاية هي المسؤولة عن تأمين هذه الأسواق، لكن هي رغم الوعد بالدعم إلا أننا لم نرى منها شيء".
وكان اتحاد الفلاحين الحكومي في السويداء أعلن عن أسعار استلام محصول التفاح من المزارعين للموسم الحالي للكيلو الواحد.
حيث بلغ سعر الصنف الأحمر للنوع الممتاز /230/ ليرة، وللأول /215/ ليرة، وللثاني /195/ ليرة، وللثالث /105/ ليرات.
في حين بلغ سعر الصنف الأصفر للممتاز /220/ ليرة، وللأول /200/ ليرة، وللثاني /180/ ليرة، وللثالث /95/ ليرة، وللصنف الموشَّح للممتاز /210/ ليرات، وللأول /190/ ليرة، وللثاني /160/ ليرة، وللثالث /80/ ليرة.
في حين من المرتقب أن تبدأ الجمعية التعاونية لتسويق الخضار والفواكه بالسويداء، منذ الـ25 من الشهر الحالي، بتسلُّم محصول التفاح، بدءاً من مزارعي التفاح في الريف الشمالي، حيث ينضج باكراً، وصولاً إلى منطقة ظهر الجبل الذي يبدأ القطاف في الشهر القادم.
يُشار إلى أنَّ الجمعية استجرت العام الماضي /545/ طناً من التفاح، في وقت بلغت كميات التفاح المصدَّرة للأسواق الخارجية إلى /16478/ طناً وذلك بحسب غرفة زراعة السويداء.
في حين بلغ إنتاج المحافظة من التفاح /79289/ طناً، أي أنَّ الكمية المتبقية للسوق المحلية أكثر من /62/ ألف طن، والذي شهد تدني في الأسعار بسبب كثرة العرض، في حين غاب الدعم عن المصدِّرين خلال الموسم، حتى في الدول المصدِّرة شهدت انخفاض الأسعار.
يُشار إلى أنَّ مديرية زراعة السويداء قدَّرت بشكل أولي أنَّ إجمالي إنتاج المحافظة من محصول التفاح للموسم الحالي بنحو /21.259/ طناً.