مسلسل "الجوكر" بيَد جمال الظاهر بعد أن سحبوه من يَد نزار السعدي
دمشق - أحمد كنعان – NPA
يحفل الوسط الفني الدرامي على وجه الخصوص بالكثير من الخلافات والعداوات التي تعكس صورة سيئة عنه على عكس ما يعتقد الناس عن هذا الوسط.
وتاريخ العدوات والخلافات التي وصلت للتشهير والسب والشتائم والمحاكم يمتد من بدايات العمل الدرامي في سوريا، فمن خلاف دريد لحام ونهاد قلعي إلى خلافات أيمن زيدان الكثيرة مع عدد كبير من الفنانين لعلَّ أبرزها كان مع الفنان فارس الحلو بعد مسلسل عيلة خمس نجوم وانتهى الخلاف باستبعاد فارس عن كل انتاجات شركة "الشام" التي كان زيدان يديرها.
نص اليوم هو صراع فني على إنتاج عمل درامي جديد تغيّر من "في مهب الريح" إلى "الجوكر"، بعد ادعاء أنَّ العمل الدرامي أساساه عائد لنص "الجريمة" وقد امتلأت صفحات الفيس بوك بتبادل الاتهامات بشأنه.
فما بين اتهام جمال الظاهر بأمُيّته في العمل الإخراجي، ولجوء الكاتب ماجد عيسى والمعالج الدرامي مهند ورد للقضاء لفضّ النزاع بينهما، تغيَّر مسلسل الجوكر من بوليسي إلى كوميدي.
جمال مُخرجاً
عُرِف جمال الظاهر مجازفاً في الوسط الفني في سوريا، يقوم بأداء المشاهد الخطرة، بديلاً عن الممثلين أصحاب القلوب الضعيفة، لكن بقي لديه طموحه الأكبر الذي جعله يسعى إلى مدينة براغ عاصمة التشيك.
ودرس الإخراج في براغ وعاد متخصصاً بإخراج المعارك وتصدى لإخراج أعقد المعارك في كثير من الأعمال العربية والعالمية إلى جانب أبرز المخرجين، ليقف اليوم وراء المونيتور لإخراج "مسلسل الجوكر" وهو أوَّل عمل كامل يحمل توقيعه مُخرجاً.
المجازفة بالاسم
اعتبر البعض أنَّ جمال يخوض مجازفة كبيرة من نوع آخر، وهي المجازفة باسمه في عالم الإخراج، لأنَّ العمل هنا ليس قفزة من سطح إلى آخر، بل لأنَّ ما اختاره جمال من عمل درامي لإخراجه كان المُخرج نزار السعدي قد بدأ بتصويره وأنجز الكثير منه، ومن ثم قامت الشركة المنتجة آنذاك بتوقيف التصوير.
بيّنت ميسه الأخرس مسؤولة الإعلام بشركة قبنض، وهي الشركة المنتجة للعمل، لـ"نورث برس" سبب إيقاف التصوير مع نزار السعدي قائلة "اضطررنا لتوقيف التصوير لوجود أخطاء إخراجية لا يمكن التغاضي عنها، وكانت المشاهد المصورة بعيدة كل البعد عن الاحتراف ولا تحمل صبغة درامية".
وردّت ميسه الأخطاء بالعمل إلى أنَّ "السعدي قام باستقدام مهند ورد ليكون معالجاً درامياً، فصار النص ضعيفاً ومليئاً بالأخطاء نتيجة تلك المعالجة التي أطاحت بالنص بدل الارتقاء به"، مشيرة إلى أن هذا تلخيص وجيز للغاية للاستشارات التي قامت بها الشركة مع عدد من أهم المختصين.
تصريحات ناسفة
من جهته ناقض المخرج نزار السعدي في حديثه لـ"نورث برس" ما أدلت به ميسة وشرح الموقف بقوله "بعد توقف عملي على مسلسل الجريمة الذي كتبه جوان بهلوي لأسباب تخص الجهة المنتجة عرضت عليَّ شركة قبنض فرصة لإخراج مسلسل درامي، وأثناء بحثي عن نص قدَّم لي ماجد عيسى ملخص وحلقتين لعمل يحمل اسم (في مهب الريح) والذي صار اسمه فيما بعد (الجوكر)".
وتابع مشكّكاً ببُنية النص المشابهة لمسلسل الجريمة قائلاً "كان الملخص شديد الشبه بمسلسل الجريمة والذي كان يعمل به ماجد كممثل ثانوي، ولكنه أنكر ذلك مدّعياً أنَّ الفكرة مأخوذة عن مسلسل أمريكي، وبعد تسليم الحلقة السادسة ولأن المكتوب كان مُربكاً جداً والتشابه يزداد مع "الجريمة" استقدمنا الممثل مهند ورد والذي عمل كمعالج درامي لعدد من الأعمال السابقة وذلك بعد موافقة الكاتب ماجد".
لم يدري السعدي أنَّ استقدام مهند سيزيد من المشكلة، حيث "قام مهند بنسف العمل والبدء من نقطة الصفر، ولما انتهى من الكتابة ولأنَّ ماجد كان ينضّد بالكومبيوتر ما يكتبه مهند على الورق فوجئنا بأنَّ ماجد قد سجل حقوق الملكية الفكرية باسمه".
وتلافياً للمشاكل حسب قول السعدي ورغبة منه بإكمال العمل توصلوا إلى اتفاق أن تحمل الشارة اسم ماجد كمؤلف واسم مهند كمعالج درامي، على أن يقوم ماجد بتعويض مهند مادياً.
إلّا أنَّ "عيسى قبض من قبنض وقام وهرب من وعوده، فلجأ مهند للقضاء لإعادة تثبيته بمسامير القانون".
أجور متدنية
وعن إلغاء الشركة المُنتجة عقدها مع السعدي قال "باشرنا التصوير بشحٍ وبخلٍ إنتاجي غير مسبوق و(بموانة) شخصية مني عمل معي عدد من الفنيين المهمين بأقل بكثير من أجورهم المعتادة، وأنجزنا أكثر من 75 % منه، ولكن وصلنا إلى حدً لا يمكن تحمله حيث وصل البخل لحدود الدولارين، فارتفع الصوت بالمطالبة بالحدود الدنيا وكان ردّ الشركة أنَّها أوقفت العمل بعد 44 يوم تصوير، متذرعةً بأنَّ النتيجة غير موفَّقة وفيها أخطاء واقترحت عليهم لجنة محكّمين ولكنهم رفضوا".
وحسب ما أفاد السعدي بأنَّهم فوجئوا بما قامت به الشركة حيث "كلَّفت مؤخراً جمال الظاهر بمتابعة الإخراج، وهو الذي كان يعمل معي كأحد المجازفين، وأنا اعتبره أميّاً تماماً بمهنة الإخراج، ولكن مع ذلك كان يجب عليه أن يضغط على الشركة لكي تدفع أجور الفنيين الذين استبدلهم كما أُعيب عليه الاعتماد على جهودي، وقد أموت من الضحك لأنه يعمل بدون أجر".
لجوء للمخفر
أمّا الممثل والكاتب مهند ورد فقد وافق تماماً على كل ما قاله المخرج السعدي في حديثه مع "نورث برس" وأضاف بهدوء الواثق "تواصلت مع جوان بهلوي وبرّأت ذمتي من السطو على مسلسله ووعدته أن أذكر حقه في كل مناسبة يسألني فيها أحد عن "الجريمة" الذي اسميته "الجوكر" وهو أصلا خلاصة لعمل كنت قد بدأته وأصابني اليأس من تسويقه في مُناخ الأزمة والمافيات، فأخذت أغلب أحداثه إلى مهب الريح".
وأضاف موضّحاً عن خلافه مع ماجد "لكي يدفع الآخرون ثمن أخطائهم لجأت للقضاء لأن هكذا جريمة مع احترامي للإعلاميين جميعاً تحتاج لأكثر من السلطة الرابعة لحلها وأريد أن يعلم الجميع أنّي فكرت كثيراً قبل تقديم زميل مهنة للقضاء ولكن عندما علمت أنَّ حقوق الجوكر مسجلة على أنها مسلسل كوميدي وهو في الحقيقة مسلسل بوليسي صار لدي شكوك، كما أنَّ محاولة سرقة حقوقي المالية التي ستفشل بالتأكيد تُنسِف زمالتنا نهائياً".
وحول استبدال جمال الظاهر للفنيين في مسلسل الجوكر قال مهند "من المؤسف إنَّ ردّ الظاهر للجميل كان بأن أنهى دوري كممثل وحتى كمعالج درامي واستقدم نعيم الحمصي ليضيف ويحذف مشاهد للممثلين، وأنا مصدوم من نكرانه للجميل عندما أقنعت فيما مضى بعمل الظاهر مجازفاً مع السعدي، وللأسف لا يوجد محاكم لاسترداد الحقوق المعنوية".
أنهى مهند كلامه بأنَّه لا ينتظر عملاً محترماً بعد ما فعله المخرج الحالي لمسلسل الجوكر باستبدال الفنيين وما نسبه المؤلف لنفسه.
ويبقى الأمر عالق حتى معرفة مواقف ماجد وجمال والشركة المُنتجة ونحن بصدد الحصول عليها.