إقبال عربي وسرياني ضعيف في معرض "هركول" الثالث للكتاب بالقامشلي
القامشلي-إبراهيم إبراهيمي-NPA
يحوي معرض "هركول" الثالث للكتاب هذا العام أكثر من/8/ آلاف عنوان لـما يزيد عن/100/ ألف نسخة باللغات العربية والكردية والسريانية وأخرى بالإنكليزية، إلا أن الإقبال العربي والسرياني على المعرض كان ضعيفا.
ويشارك في هذا المعرض المقام في مدينة القامشلي في عامه الثالث على التوالي، دور نشر من داخل سوريا, وأخرى كردية قادمة من تركيا وإقليم كردستان العراق, إلى جانب جمعيات ثقافية عربية وكردية وسريانية, لكن المشاركين والقائمين على المعرض يشكون من ضعف إقبال المكونين العربي والسرياني مقارنة بنظيرهما الكردي.
حضر معرض "هركول" للكتاب اتحادات المثقفين من مختلف مدن شمال وشرقي سوريا, ويقول أحمد اليوسف وهو أحد المشاركين في معرض الكتاب باسم اتحاد المثقفين في منبج لـ"نورث برس" إن "عدد المشاركين زاد مقارنة مع العام المنصرم" مضيفاً "لاحظنا ضعف مشاركة الجهات الثقافية العربية, وأظن بأنً السبب هو الحسابات السياسية التي تعيشها المنطقة".
ويضم المعرض في جنباته أجنحة لعدد من دور النشر العربية كـ(دار مؤسسة الصفحات, دار كنعان ودار التكوين من دمشق)، ويقول خالد أمين المسؤول عن دار التكوين القادمة من دمشق والمشاركة في معرض "هركول" للمرة الثانية "كان من المفترض أن يكون إقبال المكون العربي أكبر, لكن "هناك تقصيراً ما".
وبين أمين أن الإقبال هذا العام أكبر من العام الماضي، "لكن أغلب الجمهور من القومية الكردية، وبحسب اعتقاد أمين فإن السبب هو عدم الدعاية الكافية للمعرض في أماكن التواجد العربي، إضافة لاحتمال أن تكون الأسباب سياسية".
إقبال سرياني ضعيف
بدورها شاركت الجمعية الثقافية السريانية بـ/100/عنوان جديد, إلى جانب/500/ عنوان آخر عرض في السنوات السابقة, وتتناول مجمل هذه الكتب التاريخ والأدب السرياني, والسياسة السريانية, كما تتناول هذه الكتب مجزرة السيفو (مذابح بحق الشعبين السرياني والأرمني في العام 1915), ووضع الشعب السرياني الراهن.
لكن الحضور السرياني في المعرض لا يختلف كثيراً عن نظيره العربي في المعرض, ويعود السبب بحسب حنا صومي، المسؤول عن الجمعية الثقافية السريانية في المعرض إلى "ضعف الدعاية للمعرض في أحياء السريان في القامشلي" كحي الوسطى والغربية والأربوية والسريان وغيرها.
ويضيف صومي "لو كان هناك دعاية في الإعلام المرئي والمسموع والتواصل الاجتماعي, لكان حينها الإقبال كبيرا".
ويرجح حنا صومي بأنّ أمراً آخر جعل من الحضور السرياني ضعيف؛ وهو قيام الإدارة الذاتية بتنظيم هذا المعرض, ما جعل البعض يقرر عدم الحضور وخلط الأمور السياسية مع الثقافية, معتبراً أن ذلك "ينم عن الخوف والتخلف".
السياسة عقبة!
شكلت الهيئة الثقافية التابعة للإدارة الذاتية لجنة تحضيرية لإقامة معرض الكتاب السنوي, وقامت اللجنة التحضيرية بعرض لوحات دعائية في الشوارع الرئيسية لمدينة القامشلي, كما وزعت منشورات دعائية, وأرسلت بطاقات الدعاوي للشخصيات المهتمّة والجهات الثقافية من كافة المكونات.
لكن كل ذلك لم يفلح في جرّ قدم المثقف العربي والسرياني إلى المعرض, فيبّرر عبود مخصو، عضو اللجنة التحضيرية للمعرض لـ"نورث برس" قائلا "نلاحظ قلّة حضور المكون السرياني والعربي, والسبب ليست اللجنة التحضيرية, بل دور النشر والجهات الثقافية التي دعيناها للمعرض, فكان من المفترض أن يساعدونا".
كما يعزو مخصو السبب إلى المشاكل السياسية التي تعيشها المنطقة, فيقول "من المفترض أن لا تكون المشاكل السياسية عقبة أمام النشاطات الثقافية"، معرباً عن أسفه بالقول "كنا نتأمل أن يشارك المثقف العربي والسرياني كما شارك المثقف الكردي في معرض الكتاب".
الجدير بالذكر أن معرض "هركول" للكتاب يقام منذ ثلاث سنوات، ويحمل اسم "هركول" تخليداً لذكرى الكاتب الكردي حسين شاويش(هركول) الذي توفي إثر حادث سير في 20 تموز/يوليو 2016.